وأضاف السيد لبرنامج "عالم سبوتنيك" على أثير "راديو سبوتنيك" أن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية يدل على القلق في الدوائر السياسية في موسكو حيال الخطوة التركية، التي قد تؤدي لبروز بؤر توتر جديدة قد ينتج عنها مواجهة عسكرية، الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح الخبير أن "روسيا تصر على ضرورة أن تلتزم تركيا بالأعراف والمواثيق الدولية المعمول بها في هذا المجال وأن تحترم حقوق قبرص في المنطقة الاقتصادية التابعة لها".
وأشار السيد إلى أن "روسيا ترى أنه من أجل استثمار الموارد الطبيعية الموجودة في المنطقة فيجب أن يتم ذلك على أساس اتفاق تشارك فيه الأطراف المعنية".
وحول إمكانية استجابة تركيا للمطالبات الروسية، لفت الخبير بالشأن الروسي إلى أن "أنقرة تميل للمراوغة ومحاولة فرض أمر واقع في القضايا التي تمس مصالحها".
وعلى جانب آخر، قال المحلل السياسي التركي، مصطفي أوزجان، إن "استجابة تركيا للمطالبة الروسية بعدم التصعيد مرهون بتراجع القبارصة اليونانيين أو حدوث تفاهم سياسي بين تركيا والقبارصة اليونانيين، وبخلاف ذلك ستواصل تركيا التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط المحيط بجزيرة قبرص".
وأوضح أوزجان أن تركيا تقوم بذلك دفاعا عن حقوق القبارصة الأتراك المنبثقة عن المعاهدات الدولية، مشيرا إلى أن تهديدات الاتحاد الأوروبي لتركيا متوقعة في ظل التعسف الأوروبي والأمريكي ضد تركيا في العديد من القضايا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعربت عن قلقها إزاء أعمال تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن خطوات من شأنها أن تتسبب في التصعيد.
وقالت الخارجية في بيان إن انتهاك سيادة قبرص لا يمكن أن يساهم في تهيئة الظروف لحل عادل وثابت وقابل للحياة لقضية القبارصة، ودعت موسكو إلى الامتناع عن خطوات تؤدي إلى توتر الأزمة المحتملة في شرق المتوسط.
وأكدت الخارجية ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات حول تسوية قضية قبرص وأكدت كذلك استعدادها لدعم الجهود في هذا الصدد.
وكانت تركيا قد أرسلت سفينة ثانية للتنقيب عن الغاز بالقرب من سواحل قبرص الشمالية التي تعتبرها تركيا تابعة لجمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دوليا، فيما تعتبر قبرص تلك المياه منطقتها الاقتصادية الخالصة.