قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار "إن عملية ترميم هرم "سنفرو" أوما يطلق عليه الهرم المنحني أجريت من خلال قطاع المشروعات بوزارة الآثار المصرية بأيادي مصرية، كما هو الحال في العديد من الأماكن الأثرية في الوقت الراهن."
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الاثنين:
"سنفرو من أهم الملوك في الدولة القديمة وخاصة الأسرة الرابعة 2600 ق.م، وله هرمين هامين في منطقة دهشور، أولهما الهرم الأحمر، والذي يمثل أهمية كبيرة، كونه أول هرم كامل في العالم، وثانيهما الهرم المنحني وبلغ ارتفاعه 101متر، والذي أجري ترميمه وافتتاحه."
وأضاف أن العمل في المنطقة مر بمراحل منذ اكتشافه عام 1894، من خلال بعثة "دى مورجان"، مرورا بمرحلة أخرى عام "1945،" وهي الفترة التي تمكن فيها المهندس عبدالسلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو، مكتوبا أكثر من مرة مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم " وبعد ذلك 1951" حيث استطاع عالم الأثار الدكتور أحمد فخري باكتشاف المدخل الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له".
وتابع: "المجلس الأعلى للآثار قرر في أغسطس/ آب 2018، إعادة تطوير للمنطقة بالكامل، حتى أبريل/نيسان 2019، وأجريت عمليات تركيب الإضاءة والترميم المعماري، والترميم الدقيق، من خلال قطاع المشروعات والإدارة الهندية وإدارة الترميم، وجرى إعادة توظيف السلالم الموجودة، وكذلك السلالم الخشبية، بداخل الهرم المنحني."
وكشف وزيري عن أن 20 مرمما و 15 من رجال الهندسة و7 مفتشين آثار، قاموا بعمليات الترميم حتى الافتتاح دون مشاركة أي بعثات أجنبية.
وبحسب وزيري شهدت المنطقة عملية ترميم أخرى بجوار الهرم المنحني بمسافة 55 مترا، حيث يوجد الهرم "العقائدي"، أو "الكا"، الذي اكتشفه الدكتور أحمد فخري عام 1956، والذي ظل دون أي عملية ترميم حتى بدء المجلس الأعلى للآثار في يونيو/ حزيران 2019، بعمليات الترميم الدقيقة وتركيب السلالم والترميمات المعمارية، حيث كانت أول زيارة له في 14 يوليو/تموز 2019.
وشدد وزيري على أن المجلس الأعلى للآثار أجرى بعض عمليات الترميم في هرم "اللاهون" في محافظة الفيوم "جنوب صعيد مصر"، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تقوم وزارة الآثار بفتح مناطق جديدة للمساهمة في الجذب السياحي، لعودة الحركة السياحية كسابق عهدها، وأن أعمال الترميم تجرى على مستوى الجمهورية.
وكشف وزيري عن أن العام 2019 ستفتتح خلاله بعض المتاحف، كما يعلن فيه عن بعض الاكتشافات بأيادي مصرية.
ويعد الهرم المنحنى ثالث أكبر هرم بعد هرم الملك خوفو والهرم الشمالي للملك "سنفرو" المعروف باسم الهرم الأحمر، وهو أول هرم بنى على هذا الشكل المنحنى بعد هرم زوسر المدرج ويقال إن تغيير زاوية الميل التي أدت إلى انحنائه بسبب مشاكل انشائية ظهرت عند التنفيذ، بحسب وزارة الآثار.
وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم عام 1894 و 1895 جاءت بعثة "دى مورجان" وهي أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
ويبلغ ارتفاع الهرم حوالي101مترا، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي 188.1مترا، وللهرم زاويتين ميل الأولي 54 درجة، حتى ارتفاع 49 والثانية 43 درجة حتى ارتفاع 52 مترا.
مدخلان للهرم ، الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 مترا ، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5، منها إلى صالة عرضية ذات سقف "جمالوني" ومنها إلى ممر غير منتظم يؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم، أما الجهة اليسرى تؤدي إلى غرفة الدفن.