قال المحلل السياسي وسيم بزي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك": "نجاح اجتماع القصر الجمهوري اللبناني سيكون له أبلغ الأثر في مسار الأزمة في لبنان".
ويرى بزي أن حادثة قبرشمون أنتجت تداعيات كبيرة، أدت إلى توقف اجتماعات الحكومة اللبنانية منذ الحادثة وحتى اليوم، وأن الأولوية على ضوء جلسة القصر اليوم هو انعقاد جلسة للحكومة.
وشدد على أن لقاء القصر الجمهوري حال نجاحه يتبعه اجتماع الحكومة خلال ساعات، إلا أنه يتوقف على ما إن كانت حادثة قبرشمون ستطرح على المجلس العدلي أم على المحكمة العسكرية، أم أنه سيتم السير بخطين متوازيين.
وأوضح أن الخطين ينبغي أن يسيرا تجاه اجتماع الحكومة من جهة والتفاهم على طريقة التعاطي مع الحادثة من جهة أخرى، وهو ما سيحدده اجتماع القصر حال نجاحه.
واستطرد بقوله إن "تداعيات الحادثة لم تقتصر على الداخل اللبناني فحسب، بل أنها أدت إلى تدخلات خارجية، حسبما يرى وسيم، الذي وصف بيان السفارة الأمريكية بالتدخل السافر في الشؤون اللبنانية". وقال بزي "ما يجري في لبنان يرتبط بإحكام ملفات المنطقة والمواجهة الكبرى بين محورين في المنطقة".
وأشار بزي إلى أن "عوائق نجاح اللقاء تتمثل في مساحة الشك بين الأطراف المعنية وعدم توافر عوامل الثقة، وكذلك التخوف من الكمائن السياسية والأمنية، خاصة أن وليد جنبلاط يتخوف من تحويل القضية إلى المجلس العدلي، خاصة أنه مع المجلس العدلي تسقط كل الحصانات ويصبح من حقه استدعاء أية شخصيات مهما كانت الحصانة".
وكانت أبزر التطورات الجديدة في مسار الأزمة اللبنانية، لاحت بعدما أعلن الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط في رسالة نصية، نقلتها وكالة "رويترز" أنه سيحضر اليوم الجمعة، اجتماع مصالحة مع السياسي الدرزي طلال أرسلان تحضره القيادة السياسية العليا".
وكان الخلاف بين حزبي جنبلاط وأرسلان قد شل حركة الحكومة منذ واقعة إطلاق نار في نهاية يونيو/حزيران الماضي، ومن شأن المصالحة بينهما أن تمهد لاجتماع لمجلس الوزراء وإن كان لم يتحدد له موعد بعد.
بعد تداعيات الأزمة وتوقف الاجتماعات الحكومية دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، بعد بيان السفارة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، الذي قال إنه يجب التعامل مع واقعة إطلاق نار في لبنان بطريقة تحقق العدالة "دون إثارة التوترات ذات الدوافع السياسية".
وكان اثنان من مرافقي وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين صالح الغريب لقيا حتفهما في واقعة إطلاق النار يوم 30 يونيو/حزيران، والتي أثارت صراعا سياسيا بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وخصومه المسيحيين والدروز المتحالفين مع "حزب الله" الشيعي القوي، فيما رجحت بعض المصادر اللبنانية عبر تقارير صحفية أنه المقصود بالاستهداف كان الوزير جبران باسل وليس صالح الغريب.