قال بشار مجدلاوي من فريق "عدسة سلام" لوكالة "سبوتنيك": إن المخيم الذي حمل اسم "عشرة" أقيم بمشاركة فريق "عدسة سلام" يهدف إلى تحقيق الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة، أي الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها، ويتوخى توعية المجتمع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمن برنامجه دمج 10 أشخاص من ذوي الإعاقة و10 من غير ذوي الإعاقة، 10 منهم ذكور و10 إناث، أتوا من 10 محافظات سورية.
وتنطلق أهمية العمل الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية بالتعاون مع فريق "عدسة سلام"، ومولته الحكومة الفنلندية، على فكرة الدمج من ارتفاع معدلات الإعاقة في سورية خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب الإرهابية التي تتعرض لها البلاد منذ عام 2011، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 30 بالمئة من السكان باتوا من ذوي الإعاقة، وهو ضعف المعدل العالمي، وتحد الإعاقة من مشاركة هؤلاء في الحياة العائلية والمجتمعية.
بدورها أوضحت هيام عبيد من الفريق الإداري للمبادرة إن المخيم الذي انطلق في 27 من شهر يوليو/ تموز الماضي يتطلع إلى خلق حالة مجتمعية تعزز مفهوم الدمج في المجتمع ليكون بمثابة تجربة حياتية مختلفة وليس مجرد تجربة تعلم. حيث قسم المشاركون إلى فرق زوجية مؤلفة من شخصين أحدهما من ذوي الإعاقة، مع مراعاة الفئات الجندرية ليتشاركوا الإقامة والنشاطات المختلفة بهدف خلق حالة الدمج وروح التعاون بين المشاركين، كما تضمن برنامج المخيم تزويد المشاركين بالتدريبات العملية والنظرية في التصوير والتصميم وصناعة الأفلام الترويجية القصيرة، إضافة إلى تدريبات عملية في مجال تخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية لتمكينهم من تصميم حملة توعوية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهو ما حصل بالفعل مع انتهاء المخيم الذي امتد على مدار 20 يوماً تضمنت 10 ساعات عمل يومية من الجلسات الحوارية بمشاركة شخصيات مميزة من ذوي الإعاقة أو من المهتمين بقضاياهم، إضافة إلى النشاطات الترفيهية والتفاعلية.
وأشارت عبيد إلى أن عملية التقديم للمخيم تمت على 3 مراحل حيث بدأت بمرحلة الاستمارة التي تقدم خلالها للمشاركة 1213 شخصاً، وصل 193 منهم إلى مرحلة الاختبار، وتأهل 70 منهم إلى مرحلة المقابلات الشخصية، ليتم التوصل في النهاية إلى اختيار المشاركين العشرين بما يحقق مشاركة فئات مجتمعية متنوعة مع ضمان تنقلاتهم من محافظاتهم إلى موقع التدريب وبالعكس.
تجدر الإشارة إلى أن "عدسة سلام" الذي انطلق منذ عام 2015 يقدم نفسه كمشروع شبابي مستقل يعمل على تطوير الهوية البصرية للمجتمع السوري عن طريق مجموعة من ورشات العمل التدريبية التي تتضمن صناعة الأفلام التسجيلية وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج وورشات التصوير والتصميم، ويعمل المشروع على تدريب الشباب السوري على الطرق السلمية للتعبير عن الرأي، وعلى إعادة خلق التواصل بن شباب من مختلف الأنساق المجتمعية لبناء جسور الثقة بين هذه الأنساق بما يعزز الارتباط الفعال والمنتج بين المدن والمحافظات السورية من خلال مجموعة من الحملات الإعلانية الإنسانية ومجموعة كبيرة من النشاطات التفاعلية في المجتمع السوري بالإضافة الى التدريب.