نقل مراسل "سبوتنيك" عن المصادر تأكيدها أن "الوفود الثلاثة توجهت إلى دمشق وموسكو والقاهرة لبحث تطورات الوضع الراهن ومستقبل منطقة شرق الفرات بعد الاتفاق الأمريكي التركي لإنشاء مركز تنسيق مشترك لإقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، وإقامة نقاط مراقبة على طول الحدود السورية التركية المشتركة، بالتزامن مع محاولات وزارة الدفاع الأمريكية إعادة تدوير "داعش" الإرهابي ضمن سياق قبائلي تلتف حوله بعض العشائر الموالية لدول الخليج العربي".
واعتبرت المصادر أن الجانببن الأمريكي والتركي توصلا إلى تفاهم حول إقامة المنطقة الآمنة على حساب ما يسمى مشروع "الإدارة الكردية" في شمال شرقي سوريا، الذي بدأ بالتلاشي مع الإصرار التركي على أن تكون "المنطقة الآمنة" بعمق 20 الى 30 كم داخل الأراضي السورية وهذا كاف لتفكيك (الإدارة الذاتية)، وذلك رغم كل التنزيلات والتنازلات التي قدمتها القيادات الكردية لتركيا وأعلنت بموجبها الموافقة على إقامة منطقة آمنة على الأراضي السورية بعمق 5 كم.
ورأت المصادر أن "ما كان يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من المضي مع "الشريك التركي" ضد التنظيمات الكردية، هو أن أكراد شرق الفرات قدموا الشرعية للوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية، لأنهم مكون سوري يمكن استثماره في مثل هذه المناسبات، على حين يعتبر الأتراك قوة احتلال لا تقدم ولا تؤخر عند الحديث عن الوجود الشرعي، مؤكدة أن الولايات المتحدة وجدت أخيرا الحل المناسب لهذه المعضلة، بالانقلاب على "الأكراد" والمضي مع تركيا في المشاريع المشتركة في مناطق شرق الفرات والتي تتضمن تقاسم النفط والثروات وقطع الطرق الدولية مع العراق وإيران، وترسيخ سورية كدولة فاشلة ومقسمة، يكون لكل من واشنطن وأنقرة دور كبير في مستقبلها".
وأضافت المصادر أن "مناطق الإدارة الذاتية الكردية لا تحقق الأهداف السابقة نظرا لوقوعها في المناطق الملاصقة للحدود التركية شمالا، فبدأ الحل لهذه المعضلة الأمريكية مع زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان إلى الحسكة والرقة برفقة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى منتصف شهر يونيو حزيران الماضي، واجتماعه مع بعض شيوخ ووجهاء العشائر ذات الارتباطات المالية والقبلية مع بعض دول الخليج كالسعودية، والتي وجد فيها الأمريكي بديلا مستعدا للمضي قدماً لخدمة المشروع الأمريكي بما لا يتعارض مع المصالح التركية، كما تعمل واشنطن على إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي في منطقة شرق الفرات من خلال آلاف الدواعش الذين تم نقلهم من منطقة الباغوز إلى مناطق مختلفة من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، إضافة إلى لواء أويس القرني "أبرز حلفاء داعش إبان سيطرته على المنطقة" والذي يشكل اليوم أبرز أذرع تنظيم "قسد" الأمنية في الرقة، ناهيك عن آلاف المقاتلين الدواعش الذين دربهم الجيش الأمريكي في منطقة الـ 55 المحيطة بقاعدة التنف بعد نقلهم من مناطق مختلفة من دير الزور والحسكة وريف دمشق وحوض اليرموك بدرعا وتلول الصفا في بادية السويداء، وإعطائهم تسميات مختلفة كمغاوير الثورة وأسود الشرقية وجيش سوريا الجديد وغيرها".
وكان رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي، أعلن نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، أن المدربين الأمريكيين يقومون بإعداد التشكيل المسلح "مغاوير الثورة" في منطقة الـ 55 كيلومترا في التنف السورية، وعدد من المجموعات المسلحة الصغيرة تابعة لما يسمى بـ"جيش الكتائب العربية".
ووفقا لرودسكوي، فإن مروحيات القوات الجوية الأمريكية في شرق الفرات تقوم بنقل المسلحين، الذين أنهوا فترة الإعداد في التنف، حيث "يتم إرسال المخربين إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية لزعزعة استقرار الوضع ومنع تقوية مواقع الحكومة السورية هناك"، و"بالإضافة إلى تدريب المسلحين، تنشغل الهياكل الأمريكية في سوريا بنهب المنشآت النفطية والحقول في منطقة الفرات التابعة للحكومة السورية الشرعية".