ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، قوله إن إسرائيل تتحقق أيضا من الدول، بما فيها دول في الشرق الأوسط، المستعدة لاستقبال سكان غزة.
تسهيلات إسرائيلية
وأشار المسؤول إلى أن أكثر من 35 ألفا من سكان غزة غادروا القطاع العام الماضي، مشيرا إلى أن "هذا الرقم كبير".
وأضاف أن إسرائيل تدرس كذلك السماح للغزيين باستخدام مطار "نيفاتيم" القريب من القطاع لمغادرته.
وأوضح أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعمل على تسهيل مغادرة سكان غزة للقطاع خلال العام الأخير.
من جانبها اعتبرت زعيمة حزب اليمين الإسرائيلي الجديد، إيليت شاكيد، اليوم الثلاثاء، أن هجرة سكان غزة هي مصلحة إسرائيلية في المقام الأول، ودعت لمنح الفرصة لمن يريد الهجرة من غزة، وتسهيل حدوث ذلك.
دعم يميني
وأشارت شاكيد إلى أنها حين كانت في الحكومة الإسرائيلية، انتقدت تصرف الحكومة والجيش بمنع سكان غزة من الهجرة والمغادرة، مؤكدة أنها دعمت هذا الخيار.
وقالت: "غزة تعاني من انفجار سكاني، وازدحام شديد، لقد حان الوقت لإسرائيل أن تستيقط وتسمح لأولئك الذين يريدون الهجرة بالرحيل".
من جانبه، وصف النائب بالكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، ما يتردد عن تشجيع الهجرة طوعا من قطاع غزة بأنها "عملية ترحيل طوعية".
وقال عوفر كاسيف، عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة، إن تصريحات المسؤول السياسي عن ترويج الهجرة بغزة يمثل اعترافا بالتطهير العرقي وسنعمل كل ما بوسعنا لوقفه.
وأضاف: "لقد حذرنا دائما من أنّ حكومة نتنياهو المتطرّفة تنفذ عمليات تطهير عرقي في الأراضي المحتلة".
إدانة فلسطينية
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، سياسة التهجير التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة.
وقالت الوزارة، في بيان، إنها "تنظر بخطورة بالغة لما تناقله الإعلام العبري من تصريحات لمصدر إسرائيلي كبير بأن إسرائيل عملت على تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى".
وأكدت الوزارة أن "انتهاكات الاحتلال ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ما يستدعي صحوة دولية لرفض تلك الدعوات وعدم الاستجابة لها وإدانتها، وسرعة التحرك الدولي لرفع الحصار عن قطاع غزة".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، الثلاثاء، إن إسرائيل اقترحت على عدة دول استيعاب فلسطينيين يرغبون في الهجرة من قطاع غزة من دون رجعة.
وأوضح المصدر أن إسرائيل مستعدة لتمويل هذه الرحلات على أن تنطلق من مطارات في جنوب أراضيها، لكنه ذكر أن أيا من الدول التي تم الاتصال بها، بما فيها دول شرق أوسطية، لم ترد على هذا الاقتراح إيجابا.
محاولات قديمة
الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن "المحاولات الإسرائيلية لتفريغ قطاع غزة والضفة الغربية من سكانها، ظاهرة ليست جديدة، بل بدأت خطتها منذ سبعينات القرن الماضي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "قضية الديموغرافيا تؤرق إسرائيل بشكل كبير، خصوصا بعد أن كتب بعض المهتمين بالجغرافيا الفلسطينية أن خلال عام 2025، سيكون الفلسطينيون أكثر من عدد الإسرائيليين، لذلك تحاول السلطات الإسرائيلية بكل السبل الضغط باتجاه طرد الفلسطينيين".
وتابع: "بعد وجود السلطة الأمر تغير تدريجيا، فأصبح هناك أمل فلسطيني، ولذلك لجأت إسرائيل إلى بناء جدار فصل عنصري بين السكان اليهود والفلسطينيين".
ومضى قائلا "غزة كمنطقة لا أعتقد أنها تمثل خطرا عليهم حتى في تاريخهم، كان الحديث عن الضفة الغربية والقدس، ولم يكن هناك أطماع في غزة، لكن الحديث عنها الآن جاء بسبب مسيرات العودة التي تؤرق الإسرائيليين".
مأساة غزة
وأكد الرقب "حسب الإحصائيات خلال العامين الماضيين أكثر من 40 ألف شاب وفتاة تركوا القطاع للخارج منهم من استقر في أوروبا، ومنهم من أكلته أسماك البحر، وجزء ثالث في تركيا دون عمل".
وبشأن فرص نجاح الأمر، قال القيادي في حركة فتح: "لا أخفى سرا حال سنحت الفرصة لمغادرة قطاع غزة، سيخرج آلاف الغزيين، نتيجة فقدان الأمل، وارتفاع البطالة، فهناك ما يزيد عن 300 ألف خريج عاطلون عن العمل".
وبسؤاله عن الإجراءات الفلسطينية، التي يمكن أن تتخذها السلطة للحيلولة دون نجاح الخطة الإسرائيلية، أضاف: "للأسف السلطة الفلسطينية عاجزة عن تقديم أي شيء، فهي جزء من المأساة، حيث مارست الكثير من الضغوط على المواطن الغزي عن تخفيض الرواتب وتسريح الموظفين".
وأنهى حديثه قائلا "السلطة الفلسطينية أصبحت جزءا من المأساة وليست جزءا من الحل".