ومن المقرر أن ينشر الكتاب، الذي سيحمل اسم "زيد بن شاكر...من السلاح إلى الانفتاح"، يوم 4 سبتمبر/ أيلول المقبل.
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" ووكالة "عمون" الأردنية للأنباء مقتطفات من الكتاب.
فتشير الحلقة الأولى التي نشرتها الصحيفة اللندنية إلى كواليس حرب 67، وما تلتها من أحداث.
كما سيظهر في الكتاب أيضا كواليس أخرى متعلقة بعلاقة الملك حسين مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
كما سيروي الكتاب أيضا تفاصيل موقف الأردن خلال حرب الخليج الثانية وتفاصيل استضافة الأردن لمسؤول التصنيع العسكري في الجيش العراقي، صهر صدام حسين، حسين كامل، قبل عودته إلى العراق وقتله هناك.
إنذارات غير مسموعة
وتشير المذكرات إلى أن الملك حسين تلقى إنذارا مباشرا من مصادر استخباراتية بنوايا إسرائيل شن هجوما على مصر والضفة الغربية والجبهة السورية، في مايو/أيار 1967.
ويوضح الكتاب أنه رغم تلقى الملك حسين تطمينات أمريكية مباشرة من الرئيس الأمريكي، ليندون جونسون، إلا أن المعلومات والإنذارات كانت مؤكدة حول نوايا إسرائيل.
ولكن أشارت أرملة الأمير زيد إلى أن الملك حسين بعث بمجموعة من الرسائل السرية إلى الرئيس المصري حينها، جمال عبد الناصر، لم يلقى انتباها حول تلك التحذيرات العديدة التي نقلها الملك حسين شخصيا، وبعث بها إلى قائد القوات العربية في الجبهة الأردنية القائد العسكري المصري، عبد المنعم رياض.
وقالت السلطي في مذكراتها: "طلب الملك حسين اللقاء مع القائد العسكري المصري عبد المنعم رياض، والذي أخبره (حسين) بالمعلومات المهمة التي بحوزته عن الفخ، الذي يأتي عبر التصعيد على الجبهة السورية، لجر مصر إلى حرب خاسرة. لكن المصريين لم يفهموا تلك الرسالة ولم يقدروها، فكانوا متأثرين بالمعلومات السوفياتية وبالأخبار الواردة من الجبهة السورية".
وأشارت إلى أنه في 30 مايو/ أيار، سافر الملك حسين بنفسه إلى مصر لتحذير عبد الناصر في زيارة سرية، وطمأن خلالها عبد الناصر الملك حسين على مصير القدس، ووقع الطرفان اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.
لكن لفتت أرملة الأمير زيد إلى أن ما حدث خلال أحداث حرب 1967، زار الملك حسين اللواء 60 الذي يقوده الأمير زيد، ووجه رسالة إلى الجنود.
وقال الملك حسين للجنود الأردنيين:
"إن وقعت الحرب، الله لا يمتحننا، لأننا غير قادرين وغير مستعدين لمواجهة إسرائيل في الظرف الذي نحن فيه الآن (نحن ليس الأردن فقط، وإنما الدول العربية كلها). ولأن النتائج ستكون عكس ما نأمل وعكس ما يتطلع إليه المواطن العربي في كل مكان. لكن إذا حدثت الحرب أنتم أمام طريق واحدة، هي أن ترفعوا رأس بلدكم وتحافظوا على تقاليد جيشكم وتحاربوا بقدر ما تستطيعون. وإن شاء الله سيأخذ بيدنا".
وفي يوم 4 يونيو/ حزيران 1967، والقول لأرملة الأمير زيد، وجه رسالة التحذير الأخيرة إلى عبد الناصر، بعدما وصلته معلومات من السفير التركي في عمان، وتم تأكيدها من السفير العراقي لدى الأردن.
الحرب وتعهد أشكول
أما عن اليوم الخاص بنكسة 67، فكشفت أنه بعد ساعات من انطلاق الحرب، تلقى الملك حسين رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفي أشكول عبر وسطاء أوروبيين وأمريكيين.
وتعهد أشكول للملك حسين بأن إسرائيل لن تحارب الجبهة الأردنية، إذا لم يبدأ الجيش الأردني بالهجوم.
لكن الملك حسين رفض ذلك التعهد، وقال نصا له: "أنا عربي، ومن واجبي المشاركة في القتال".
وأشارت أرملة الأمير زيد إلى أن الملك حسين لم يعرف حينها أن القوات الجوية المصرية تم تدمريها بالكامل، مستندا على الرواية الإعلامية المصرية الزائفة حينها، ولم يكن يعلم أنه يخوض حربا خاسرة.
وروت كذلك تداعيات الحرب وكيف أن جبهة الأردن اضطرت للانسحاب، بناء على قرار من قائد القوات العربية اللواء عبد المنعم رياض، وطلبت منه الأردن التوقيع على القرار رسميا، حتى لا يقال إن الأردن هي من انسحبت وتركت الضفة الغربية لإسرائيل، ولكن أوضحت أن قرار عبد المنعم رياض كان له سبب، بسبب انكشف تلك القوات أمام الطيران الإسرائيلي القادر على تدميرها تماما في غضون ليلة واحدة.