أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، يوم الجمعة 30 أغسطس/ آب عن هدنة على جبهات إدلب اعتبارا من 31 أغسطس/ آب .
ودعا المركز الروسي للمصالحة قادة التشكيلات المسلحة إلى التخلي عن الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية السلمية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
كما وافقت من جهتها دمشق على الهدنة بشرط أنها سترد على أي خروقات من قبل الإرهابيين.
جاء هذا الإعلان بعد تغييرات حادة في المشهد الميداني حيث تمكن الجيش السوري من تحرير الجزء الذي يقال عنه الأصعب وهو الخطوط الأمامية للفصائل المسلحة الممتد من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي من خلال استخدامه تكتيكات وأساليب احترافية مكنته من كسر كل الخطوط والتحصينات، وأصبحت النقطة التركية في مورك مطوقة بالكامل بالجيش السوري.
بعد هذه التغيرات، أعلنت تركيا مباشرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على اعتبار أن تركيا وروسيا دولتان ضامنتان للوضع، وتم بحث الملف السوري بين الرئيسين.
وحول مصير الفصائل المسلحة وتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في إدلب، توقع الدكتور والخبير الاستراتيجي محمد كمال الجفاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك" أن هناك جولة جديدة من ستؤدي إلى تحقيق مكتسبات جديدة للجيش السوري، وقال:
وأضاف: "تركيا تيقنت باستحالة تحقيق أي نتائج ميدانية أو حتى تثبيت ما هو مسيطر عليه من قبل الأدوات التركية.."
وأضاف: "إذا... الساعات تمضي مسرعة واقتراب نهاية الوقف الأحادي الجانب لإطلاق النار ومسرح العمليات يشير إلى جولة جديدة من المعارك ستثبت مكتسبات جديدة للجيش السوري في فرض أمر واقع مع أن الحكومة السورية كانت ترغب أكثر بالمصالحات والتسويات السياسية فهي الأكثر ربحا لكل الأطراف السورية كما حدث في القلمون والرستن وتلبيسة والتل وبعض قرى ومدن الجنوب.. النصرة لن تنتهي بالرغم من كل عمليات التجميل التي تجري لها وهي القوة الرئيسية الأساسية في جبهات القتال المختلفة المتبقية في عموم محافظة إدلب، ويضاف إليهم بعض المجموعات الجهادية المتمرسة" .
وتابع: "وقد نفاجئ جميعا ببعض القرارات غير المتوقعه لتركيا وحلفاءها بسبب تضارب المصالح وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى أهداف مدمرة لكل دول المنطقة وأقصد هنا سعيها إلى إقامة دولة الأمر الواقع الكردية وهذه القضية قد تدفع العلاقات السورية التركية إلى مفاجئة غير متوقعه يتم فيها تقديم تنازلات مفاجئة للجميع على حساب الفصائل المعارضة وبيئتها الحاضنة، والخرائط الجديدة التي سطرها وخطها المقاتلون بدمائهم هي أولى علائم النصر الاستراتيجي وبدء تلمس نهايات سعيدة لملف إدلب وتعقيداته".
وكان الجيش السوري سيطر على بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي في 29 أغسطس آب، بعد معارك عنيفة خاضتها قواته ضد مسلحي "حراس الدين"، المسيطر على تلك المنطقة، والتابع لـجبهة النصرة الإرهابية" [المحظورة في روسيا]".