مع تمام الساعة الثامنة من يوم الاثنين 2 أيلول/سبتمبر الجاري، بدأت فعاليات التكريم بكلمة من المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون الفنان أندريه معلولي تلاها فقرة تكريمية قدم من خلاها وزير الثقافة محمد الأحمد درعاً تكريمياً إلى الكبير الأستاذ صباح فخري
بعد ذلك دُعي الفنانون الحلبيون للدخول إلى المسرح وهم: صفوان عابد، محمود فارس، أحمد خيري، عبود حلاق، فارس أحمر، أنس فخري
ليبتدئ الحفل بأداء جماعي وإفرادي ضم وصلة من مقام الحجاز قدمتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.. وبدأ بعده الفنان فارس أحمر وصلته التي افتتحها بقصيدة اسقِ العطاش وبأغانٍ إيقاعية هي ( يا مايلة عالغصن، فوق النخل، ستة على النبعة، البلبل ناغى)
ومن ذات المقام الموسيقي ابتدأ الفنان عبود حلاق وصلته بموال من مقام الحجاز أتبعها بعدد من الأغنيات مثل اللؤلؤ المنضود، لولو بلولو، ثم لامس جواب مقام الراست مع أغنية قدك الميّاس.
ومع هذه الباقة المنوعة حان وقت الطرب ليبدأ الفنان صفوان عابد وصلته بموشح أيها الساقي من مقام السيكا تبعه بوصلة من ذات المقام منها أغنية (يا غصن نقا) لاقت تصفيقا حاراً من الحضور خصوصاً حين كان ينفرد بارتجالات موسيقية تضم عدة مقامات في جملة موسيقية واحدة!
بعد ذلك قدم الفنان أحمد خيري وصلة من ذات المقام تخللها أغنية قل المليحة عقبها بأغنية من ألحان الموسيقار الراحل الشيخ عمر البطش وهي ابعتلي جواب من مقام البيات
ومع نهاية تلك الوصلة قدم الفنان محمود فارس باقة من الأغنيات من مقام الراست ابتدأها بموشح "أحن شوقاً"، تلاها عدد من الأغاني مثل يا شادي الألحان، والنبي يما، صيد العصاري، يا طيرة طيري)
بعد ذلك اختتم الفنان أنس صباح فخري الحفل من مقام البيات بأغنية حبيبي على الدنيا.. وبسكة موسيقية انتقل الى مقام النهاوند في ليقدم أغانٍ عديدة مثل خمرة الحب، أنا في سكرين على العقيق
فيما اختُتم الحفل بأغنية يا مال الشام من مقام الراست تفاعل على أنغامها الحاضرون مرسلين رسالة حب ووئام من دمشق إلى حلب الشهباء
أخيرا.. يبقى التذكير أن الفنان القدير صباح فخري ولد في حلب عام 1933 وتخرج من المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948 بدمشق
وخلال مسيرته الفنية الحافلة تقلد الفنان صباح فخري عدداً كبيراً من الأوسمة و شهادات الثناء من جامعات ودول عديدة تقديراً لجهوده في إحياء التراث العربي الأصيل ، كان منها وسام تونس الثقافي عام 1975 و وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي قلده إياه الرئيس السوري بشار الأسد عام 2007
كما دخل "فخري" موسوعة غينس للأرقام القياسية عام 1968 بأطول فترة وقوف على مسرح، وذلك على مسرح كاراكاس بلغت 11 ساعة متواصلة من الغناء!
هذا وشغل "فخري" مناصب عدة منها نقيب الفنانين السوريين ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً عاماً لمهرجان الأغنية السورية بإصداريه الأول والثامن، لذا جاء التكريم هذا العام ضمن فعاليات
معرض دمشق الدولي بدورته الحادية والستين تحت شعار "من دمشق إلى العالم" وذلك تقديراً لعطاءاته التي انتشرت في معظم الدول وباتت تدرس في عدد من الجامعات والمعاهد الموسيقية حول العالم.
(المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط)