الأقصر - سبوتنيك. يحظى المعبد بأهمية خاصة، إذ يعتبر الإله خنسو أحد أعمدة الثالوث المقدس عند المصريين القدماء، والمكونة من (الأب والأم والابن) يمثل الأب الإله آمون، والأم زوجته موت والابن خنسو.
وبدأ بناء المعبد في عهد الملك رمسيس الثالث من الأسرة العشرين، ثم أكمله رمسيس الرابع، ثم رمسيس الحادي عشر، ثم حريحور الكاهن الذي أصبح آخر فراعنة الأسرة العشرين (1189-1077 ق.م).
وتتميز سقوف المعبد أيضا بطراز مختلف، إذ بنيت بطريقة تجعل الإضاءة تنخفض بشكل طبيعي حتى تختفى تماما مع الوصول إلى غرفة قدس الأقداس، وهو المكان المخصص للعبادة الذي ينبغي أن يكون مظلما تماما.
خلال جولة تفقدية لعمليات الترميم بالمعبد، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أنه "على الجانب الآخر من المعبد توجد بوابة للملك بطلميوس الثالث، وبعد هذه البوابة كان هناك جزء من قرية، بعد إزالتها ظهر طريق الكباش".
وطريق الكباش هو طريق مقدس كان قديما يربط بين معبد الأقصر والمعابد في منطقة الكرنك بداية من بوابة الملك بطليموس الثاني ومعبد خنسو، يبلغ طوله نحو 2.7 كيلو متر وعلى جانبيه نحو 1200 تمثال لأبو الهول ولكن برأس كبش، تعرضت معظم هذه التماثيل للتدمير على مر العصور، وتعمل وزارة الآثار المصرية حاليا على ترميمها وتمهيد الطريق من جديد لإعادة افتتاحه.
يعمل على ترميم معبد خنسو وزارة الآثار المصرية إلى جانب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ضمن برنامج المعونة الأميركية إلى مصر، وتبلغ تكلفة ترميمه 11 مليون جنيه، أَي نحو 700 ألف دولا أميركي، ويعد أبرز تحدي أمام المرممين بالمعبد إزالة آثار النيران إذ استخدم هذا المعبد كمان للسكن خلال فترة الاضطهاد الاضطهاد الروماني للمسيحين في مصر.
ويقول مدير عام آثار منطقة معابد الكرنك مصطفى الصغير لوكالة "سبوتنيك" إن هذا المعبد "يعتبر احد اهم المعابد الموجودة في الكرنك، فإضافة لكونه مخصصا لعبادة المعبود خنسو أحد أعمدة الثالوث المقدس عند المصري القديم يتميز أيضا بانه يأخذ نفس تفاصيل المعابد في الدولة الحديثة، وهو واحد من أجمل المعابد الموجودة، رغم أن العديد من الناس استخدمت هذا المعبد سواء للعبادة أو للسكن في فترات العصور الوسطى ما يظهر أثار سناج على جدران المعبد".
ويضيف الصغير "أثار السناج هذه غطت جدران المعبد والنقوش الموجودة عليه، وبداية من عام 2007 بدأ مشروع ترميمه"، موضحا "بفضل هذه الفترة الطويلة من الترميم تمكنا لأول مرة أن نرى النقوش على التي رسمها المصري القديم على جدران المعبد بوضوح، وهي نقوش في حالة جيدة جدا للحفظ".
ويتابع الصغير "شملت أعمال الترميم أيضا إضاءة المعبد باستخدام المواد الطبيعية".
ويشرح الصغير "تظهر نقوش المعبد بعض الآلهة وبعض الظواهر الفلكية مثل الشمس والقمر وصور لتقديم القرابين للإله حورس والإله آمون".
ويمثل الإله خنسو بهيئة إنسان أو صقر وعلامة للقمر فوق رأسه، ويعني اسمه "العابر"، ويعد إشارة في عالم الموتى إلى عبور المتوفى العالم، مثله مثل القمر.