زار العساف، لأول مرة في تاريخ الدبلوماسية السعودية، قبرص، التي أطلق فيها جملة تصريحات تدعم القضية القبرصية، وصفت بأنها ضد تركيا بصورة كبيرة.
وقال وزير الخارجية السعودي في تصريحات نقلها الحساب الرسمي للخارجية السعودية "ناقشنا خلال اللقاء، مشكلة قبرص، وندعم مشروعية قبرص وسيادتها".
واستمر "اتفقنا على ضرورة الاستفادة من العديد من العناصر التي تجمعنا، والتاريخ الذي يربط قبرص بالعالم العربي والفرص الاقتصادية التي توفرها بلدينا."
واهتمت وسائل إعلام عديدة بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى قبرص، وعلى رأسها وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، التي وصفتها بأنها الأولى من نوعها منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تعود جذور مشكلة قبرص إلى عام 1974، حيث تعاني جزيرة قبرص انقساما بين شقين أحدهما تركي والآخر يوناني، وعانت الجزيرة من توترات عديدة ازدادت حدتها مؤخرا بسبب الصراع على التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الذي هددت فيه تركيا باستخدام الحل العسكري.
واتهمت اليونان تركيا بتقويض الأمن في شرق البحر المتوسط بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، في بعض من أقوى التعليقات بشأن القضية من جانب حكومة أثينا المنتخبة حديثا.
قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس للصحفيين عقب اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري "أفعال تركيا غير القانونية، والتي تتحدى القانون الدولي، تهدد الأمن في المنطقة، وبالتالي فهي تستحق الإدانة قطعا".
#شاشة_الخارجية |
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) September 11, 2019
وزير الخارجية #إبراهيم_العساف:
"ندعم مشروعية #قبرص وسيادتها، ونأمل أن يحل الطرفان المشكلة بطريقة سلمية وسنواصل دعمنا لقبرص" pic.twitter.com/Ba1rHsGQUJ
وانهارت محادثات السلام بين الطرفين قبل نحو عامين. ومن المقرر أن يعقد رئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس زعيم القبارصة اليونانيين مع مصطفى أقينجي زعيم القبارصة الأتراك اجتماعا نادرا في نيقوسيا في التاسع من أغسطس/ آب.
وأرسلت تركيا سفينتين للتنقيب عن الغاز على جانبي الجزيرة. وتوجد إحدى السفينتين في مياه تعتبرها قبرص والاتحاد الأوروبي جزءا من المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة بينما توجد الأخرى في المياه الإقليمية القبرصية.
سنة من الحكمة والاختبار كانت اكثر من كافية لبناء تصور شامل عن المدى الذي سيصل اليه الاتراك بالعداء تجاه السعودية شعبا وقيادة. تعزيز العلاقات مع دول وشعوب تشكل عقدة نقص تاريخية عند تركيا مثل قبرص اليونانية واليونان والاكراد خطوة في الطريق الصحيح لكبح جماح معتوه اسطنبول. https://t.co/ixRFQeiFL7
— مشعل الخالدي (@meshaluk) September 11, 2019
وقالت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء، إنها ترفض تصريحات مسؤولين من اليونان والاتحاد الأوروبي عن عدم شرعية تنقيب تركيا عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص.
وأثارت تلك الزيارة والتصريحات النارية التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي، تفاعلا واسعا، خاصة وأن كثيرين وصفوها بأنها تحرك المياه الراكدة لتلك الأزمة ذات الجذور التاريخية الواسعة مع تركيا.
قبرص قرصة، وقرصة قبرص. حرّك الراكد، وأشغِل المجنون. هكذا فعلت السعودية مع تركيا عبر قبرص.
— عضوان الأحمري (@Adhwan) September 11, 2019
ووصف عدد من الناشطين على مواقع التواصل التصريحات بأنها "قرصة لتركيا"، فيما أشار أخرون إلى أنها محاولة لـ"كبح جماح إسطنبول".
وتشهد العلاقات التركية السعودية توترا منذ حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي 2018.