تعيش إسرائيل اليوم حالة من الترقب في انتظار إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التي يتنافس فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس.
مؤشرات أولية
وأعلنت لجنة الانتخابات الإسرائيلية، ظهر اليوم الأربعاء، تقدم حزب "أزرق أبيض" على حزب "الليكود" بمقعد واحد، بعد فرز 93% من الأصوات، في حين حصلت القائمة المشتركة الممثلة للوسط العربي على 13 مقعدا.
وذكرت اللجنة في نتائجها الأولية الرسمية أنه "بعد فرز 93 % من الأصوات سجل حزب "أزرق أبيض" تقدما على حزب "الليكود" مع 32 مقعدا مقابل 31 لليكود".
ودعا رئيس تحالف "أزرق أبيض" الجنرال السابق بيني غانتس في وقت مبكر الأربعاء إلى تشكيل حكومة وحدة موسعة.
وقال غانتس في بث تلفزيوني من مقر حملته الانتخابية إنه بدأ "المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة".
وأضاف "سأتحدث مع الجميع"، مؤكدا أنه "مساء اليوم بدأت عملية إصلاح المجتمع الإسرائيلي"، بعدما دعا إلى التصويت ضد "الفساد" و"التطرف" بدون أن يسمي نتانياهو. وتابع غانتس أن "الوحدة والمصالحة أصبحتا أمامنا".
من جهته، تحدث نتنياهو في الساعات الأولى من صباح الأربعاء أمام أنصاره في تل أبيب بعد انتهاء الانتخابات.
وقال: "في الأيام المقبلة سندخل في مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية". وأضاف "لن يكون هناك ولا يمكن أن يكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية، أحزاب تنكر وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".
تقدم عربي
قال أيمن عودة رئيس "القائمة العربية المشتركة"، اليوم الأربعاء، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من بيني غانتس رئيس حزب "كاحول لافان" من أجل التنسيق في الانتخابات والحكومة المقبلة.
وأضاف في تصريح له أمام الصحفيين:
لم نحدد شيئًا، الاتجاه واضح، نحن نريد استبدال حكومة نتنياهو، مع ذلك نحن لسنا بجيب أي شخص.
ونقلت قناة "مكان" العبرية عن عودة قوله إن "العرب منعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إشغال ولاية أخرى في منصبه".
وتابع عودة:
لقد مر علينا عقد من التحريض، استبعاد مصطلح السلام، بعد عشر سنوات من نزع الشرعية عنا، الجميع متأثر من هذا، هناك العنصري الأكبر، وهناك الصغار، لكن جميعهم متأثرون من تحريض نتنياهو، المتغير الأساسي هو نسبة التصويت بين العرب، هذا الأمر الذي أحدث التغيير، بدون ذلك كان نتنياهو سيبقى رئيسًا للحكومة.
ورأى أن "المشاركة في حكومة وحدة وطنية غير وارد"، وقال: "الأمر الوارد هنا بأننا الكتلة الأكبر في المعارضة".
ضربة شديدة
من جانبها، أكدت المرشحة عن القائمة العربية المشتركة، عايدة توما، اليوم الأربعاء، أن التقدم الذي أحرزته القائمة في انتخابات "الكنيست" الإسرائيلية الـ22، سدد ضربة شديدة لرئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو وسياسته التحريضية.
وأوضحت توما أن العامل الرئيسي في زيادة نسبة تصويت الجمهور العربي مقارنة مع انتخابات أبريل/ نيسان، أنه أراد أن يرى الأحزاب العربية موحّدة في قائمة مشتركة، إضافة إلى التحريض الذي مارسه نتنياهو ضد العرب على مدار حملته الانتخابية، ما خلق حالة غضب وتحد لدى الجمهور العربي ودفعه للخروج إلى التصويت بشكل كبير.
وأضافت:
نجحنا في صياغة هدف سياسي محدد في المعركة الانتخابية الحالية ووضعناه أمام جمهورنا، تمثل بإمكانية الوصول إلى نتيجة تطيح بنتنياهو من سدة الحكم.
وتابعت: "هذا شجّع الجمهور على التصويت بعد أن افتقد منذ سنوات إمكانية التوصل إلى هدف سياسي واضح المعالم، جمهورنا يعي سياسيا ولديه الحس الوطني والقدرة على تمييز الأشياء وهذا ما قام به".
تقدم تاريخي
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى والقيادي بحركة فتح، قال إن "المشاركة العربية في الانتخابات الإسرائيلية والتي وصلت لقرابة الـ 60% تعد حدثًا تاريخيًا كبيرًا".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المشاركة أحدثت فوارق عدة، ورفعت من عدد المقاعد التي سيحصل عليها العرب، والمتوقع أن تصل إلى 14 مقعدًا".
وأكد أن "تشكيل وحدة القائمة العربية المشتركة، أثارت حالة من الارتياح لدى الجماهير، ودفعتهم إلى المشاركة بهذه الأعداد، وذلك بعد فشل العرب في انتخابات أبريل الماضية".
ومضى قائلًا:
سيكون هناك حكومة وحدة بعيدة عن العرب، وذلك بسبب التحريض الإسرائيلي المستمر، لكنهم أصبحوا القوى الثالثة في الكنيست، وباستطاعتهم أن يمارسوا ضغوطًا لتحقيق بعض المكاسب السياسية والاجتماعية للعرب.
أرقام سابقة
أعلنت وسائل إعلام عبرية مساء اليوم الأربعاء عن الموعد المحتمل لإعلان النتائج النهائية لانتخابات "الكنيست" الإسرائيلي.
وأوضحت الإذاعة العبرية العامة، أن "الليلة ستشهد بدء عملية فرز الأصوات في المظاريف المزدوجة البالغ عددها أكثر من مئتي ألف"، موضحة أن "هذه الأصوات تعود لجنود من الجيش الإسرائيلي وسجناء، ومرضى يعالجون في المستشفيات، وأفراد السلك الديبلوماسي في الخارج".
ووفق الإذاعة، فإنه من المتوقع أن يتم مساء غد نشر نتائج فرز هذه الأصوات، وبالتالي الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات.
وأشارت إلى أنه "يستدل من نتائج غير رسمية للانتخابات بعد فرز نحو 90% من أصوات المقترعين تقريبا، باستثناء الأصوات في المظاريف المزدوجة، أن حزب "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس حصل على (32) مقعدا، و"الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو على (31)، فيما حصلت "القائمة العربية المشتركة" على (13) مقعدا، و"إسرائيل بيتنا" وشاس على (9) لكل منهما.
كما حصل حزب "يهدوت هتوراه" على (8) مقاعد، و"يمينا" على (7) و"العمل – غيشر" (6) والمعسكر الديمقراطي حصد (5) مقاعد.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، ما زال "معسكر الوسط يمين والمشتركة" يشكلون الأغلبية مع 56 مقعدا، فيما تحصل "الأحزاب اليمينية" على 55 مقعدا، ما يعني أن ليبرمان هو من سيحسم النتيجة حال انضمامه إلى أحد المعسكرين.
وكانت الأحزاب العربية خاضت انتخابات أبريل/نيسان الماضي بقائمتين تحالفيتين، هما "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساوة، والحركة العربية للتغيير" من جهة، و"القائمة العربية الموحدة، والتجمع الوطني الديمقراطي" من جهة أخرى، وحصلتا على عشرة مقاعد فقط، بعد أن وصل تمثيل القائمة المشتركة بانتخابات 2015 إلى 13 مقعدًا.