وبحسب الخبراء، تسعى مصر إلى الوصول إلى إنتاج نحو مليون متر مكعب من المياه المحلاة بحلول 2020، وأن الأمر قد يساهم في تعويض بعض نسب العجز التي قد تنتج عن أزمة سد النهضة، مع الاعتماد على زراعة محاصيل زراعية لا تستهلك كميات كبيرة من المياه.
ضمن المحطات الجديدة التي تبدأ في إنشائها مصر 4 محطات بجنوب سيناء، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، القرار رقم ٨٣ لسنة ٢٠١٩ بشأن الموافقة على اتفاقية قرض مشروع إنشاء ٤ محطات تحلية مياه بحر في محافظة جنوب سيناء بين حكومة جمهورية مصر العربية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بمبلغ ١٥ مليون دينار كويتي، والموقعة في شرم الشيخ بتاريخ ٨ ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٨.
من ناحيته قال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بمصر، إن المحافظة ستبدأ العمل خلال الأيام المقبلة في إنشاء 4 محطات لتحلية مياه البحر.
وأضاف فودة في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الجمعة، أنه بعد توقيع اتفاقية القرض مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وتصديق رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي عليها، ستجرى عمليات البدء في المشروع مباشرة، خاصة وأن حجر الأساس وضع في وقت سابق.
وأوضح أن المحطات الأربع يجرى إنشاؤها في "نويبع ورأس سدر ودهب وأبو زنيمة "، وأنهم يساهمون بشكل كبير في حل مشكلة نقص المياه الخاصة بالشرب في جنوب سيناء، وأنهم يساهمون بقدر كبير خاصة في ظل محدودية السكان في المحافظة.
وأشار فودة إلى أن المشروع يستغرق نحو عام ونصف، يرجح افتتاحه في 2021، في حين تعمل المحافظة على إنشاء 4 محطات جديدة خلال الفترة المقبلة، بخلاف المحطات التي يبدأ العمل بها خلال الأيام المقبلة.
ما عدد المحطات في مصر؟
من ناحيته قال الدكتور حسام شوقي مدير مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه ومركز بحوث الصحراء، إن عدد محطات تحلية مياه البحر يبلغ نحو 45 محطة، إلا أن الأمر يقاس بحجم المياه المنتجة لا بعدد المحطات.
مليون متر مكعب بحلول 2020
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الجمعة، أنه حتى منتصف الثمانينيات كانت القدرة المنتجة من مياه البحر المحلاة لا تتعدى 20 ألف متر مكعب يوميا، وما بعد عام 2000 حتى 2011، وصل الإنتاج إلى 145 متر مكعب يوميا، فيما يبلغ الإنتاج الحالي نحو 650 ألف متر مكعب يوميا، ومن المتوقع أن تنتج مصر نحو مليون متر مكعب مع بداية العام المقبل 2020، حيث تتوزع المحطات في المدن الجديدة الساحلية.
من هي الدول التي تتعاون معها مصر؟
أوضح شوقي أن مصر تتعاون منذ فترات طويلة مع بعض الدول، إلا أن الإدارة الهندسية للقوات المسلحة تشرف على إنشاء محطات التحلية وتسلم فيما بعد لشركة المياه والصرف الصحي.
وأشار شوقي إلى أن بعض الشركات الكبيرة التي تتعاون معها مصر في مجال تحلية المياه هي شركات ألمانية وإسبانية وشركات دولية أخرى لها خبرة في إنشاء وتصميم المحطات.
لا علاقة بأزمة سد النهضة؟
يرى شوقي أن توجه الدولة المصرية نحو تحلية مياه البحر لا يرتبط بأزمة سد النهضة، خاصة أن الدولة تقوم بإنشاء محطات التحلية في المدن الجديدة والتي تبنى على السواحل.
وقف مد خطوط المياه من نهر النيل
وشدد شوقي على أن إنشاء المحطات في مدن الجلالة والعلمين والمناطق الاستثمارية الجديدة لن يمد لها أية خطوط مياه من نهر النيل، خاصة أن تكلفة المحطات أقل من مد الخطوط من نهر النيل، خاصة أنها تحتاج للكثير من الجهد في الصيانة والمتابعة.
يقول شوقي أن المحطات تنشأ حسب عدد السكان، حيث أن محطة التحلية ذات قدرة 150 متر مكعب تكفي حاجة مليون شخص، فيما تنشأ محطة 300 ألف متر مكعب لمليوني مواطن. وأكد عدم التوجه لاستخدام مياه التحلية في الزراعة لعدم الجدوى الاقتصادية.
ضرورة تحلية المياه؟
قال محمد محمود سامي رئيس شعبة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية مركز بحوث الصحراء، إن دول الخليج تعتمد على تحلية مياه البحر بشكل كلي، وأن تنفيذ هذه المشروعات في مصر يتطلب وضع دراسة دقيقة.
التكلفة الاقتصادية
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الجمعة، أن المتر المكعب من المياه المحلاة تقدر تكلفته من 7 إلى 11 جنيه، وهو ما يشير إلى عدم إمكانية استخدامه في الزراعة بالري، نظرا للتكلفة الباهظة التي لا تتناسب مع المحصول.
وتابع أن استخدام المياه المحلاة يمكن استخدامها في مياه الشرب في المناطق النائية والقرى السياحية، كما أنه يمكن استخدامه في الصوب الزراعية نظرا لعدم استخدام المياه بكميات كبيرة فيها.
وأشار إلى أن استخدام محطات التحلية في جنوب وشمال سيناء تستخدم لصالح الأهالي والقرى السياحية، خاصة أن البدائل الأخرى المتعلقة بحفر الآبار ذات تكلفة أعلى.
التعاون مع دول أخرى
أوضح أن معظم الماكينات المستخدمة في تحلية مياه البحر تنتج في مصر بنسبة 85%، وأن التعاون يجرى مع اليابان وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وأن الاتجاه الفترة المقبلة للاعتماد بشكل كامل على القدرات والخبرات المصرية.
ما علاقة أزمة سد النهضة؟
يشير سامي إلى أن محطات تحلية مياه البحر يمكن أن تساهم في سد العجز الذي قد يحدث عن أزمة سد النهضة باعتبارها أحد الحلول، وأن نصيب الفرد قد يقل عن 600 متر مع ارتفاع عدد السكان، خاصة أن موارد المياه في مصر تعتمد بشكل رئيسي على حصتها في مياه نهر النيل، بالإضافة إلى مياه الأمطار والجوفية وتتراوح من 4.5إلى 6 مليار متر مكعب، في العام.
استنباط محاصيل زراعية جديدة لتوفير المياه
ويؤكد ضرورة العمل على استنباط محاصيل زراعية لا تستخدم فيها كميات مياه كبيرة، خاصة أن نسبة مصر من مياه النيل يستخدم منها نحو 85%في الزراعة، وهو ما يتطلب الحفاظ على نسب المياه وزراعة المحاصيل التي تتحمل درجات الملوحة، فيما يمكن استيراد المحاصيل التي تستخدم المياه بدرجة أعلى.
أبرز محطات التحلية الجديدة
قامت وزارة الإسكان والمرافق المصرية خلال الفترة الماضية بإنشاء محطات بتقنيات متقدمة خاصة مع التوسعات العمرانية الجديدة.
من الجهات المنوطة بالإنشاء؟
تقوم 3 جهات تنفيذ محطات تحلية المياه في مصر، وهم الهيئة القومية لمياه الشرب، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي تقوم بتنفيذ المحطات في المدن الجديدة، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وبحسب صحيفة "الوطن" المصرية تنفذ الهيئة تنفذ حاليا 14 محطة تحلية، بطاقة 195 ألف متر مكعب يوميا، بتكلفة 4.4 مليار جنيه، بمحافظات "جنوب سيناء- شمال سيناء- مطروح- بورسعيد"، ومن المخطط الانتهاء منها تباعا حتى شهر يونيو/حزيران 2020.
أبرز المحطات
محطة تحلية الشلاتين: جاري الانتهاء من تنفيذها بطاقة 3 آلاف م3/يوم، لخدمة مدينة شلاتين.
محطة تحلية حلايب: بطاقة 1.5 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة حلايب، بمحافظة البحر الأحمر.
محطة تحلية نبق: في محافظة جنوب سيناء بطاقة 6 آلاف م3/يوم، لخدمة منطقة نبق ومدينة شرم الشيخ، وبلغت نسبة التنفيذ 70 %، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذها 12/2018.
فيما يتم تنفيذ 4 محطات تحلية، هي: رأس سدر، بطاقة 10 آلاف م3/يوم، لخدمة مدينة رأس سدر، ومحطة تحلية أبوزنيمة: بطاقة 20 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة أبوزنيمة.
محطة تحلية دهب: بطاقة 15 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة دهب، ومحطة تحلية نويبع: بطاقة 15 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة نويبع.