وشارك في حفل الافتتاح رجال دين وممثلون عن المؤسسات الدينية في روسيا وسوريا، ورئيس مجلس محافظة مدينة دمشق ومدير تربية دمشق ومسؤولون في حزب البعث السوري.
وتخلل حفل الافتتاح عروض فنية قدمها طلاب المدرسة الذين عادوا إلى مدرستهم بعد سنوات من تدميرها على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة، قبل تحولها إلى مركز لإيواء المهجرين الفارين من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة في ريف دمشق آنذاك.
وقال السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف بكلمة له خلال حفل الافتتاح: إن إعادة تأهيل هذه المدرسة اليوم ما هي إلا هدية رمزية من الشعب الروسي إلى الأشقاء السوريين، ونتمنى أن تسهم في مساعدة العديد من التلاميذ السوريين على العودة إلى مقاعد الدراسة ونؤكد على ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا كانت ولا تزال وستبقى داعمة للشعب السوري، موضحاً أن العلاقات بين سوريا وروسيا تقوم على الاحترام والثقة المتبادلة، "ونحن نقف إلى جانب بعضنا البعض في الشدائد حيث يقول المثل الشعبي "الصديق وقت الضيق" ومن هنا فإن روسيا تقف إلى جانب الشعب السوري منذ عدة أعوام، كما أن الجيش الروسي يحارب الإرهاب إلى جانب الجيش السوري في خندق واحد، وقد حققنا معا انتصارات كبيرة على الإرهاب.
بدوره تحدث معاون وزير التربية السوري الدكتور فرح المطلق عن المعاني الخاصة التي يختزنها ترميم المدرسة الابتدائية، مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية حاولت نشر الجهل بين صفوف السوريين من خلال تدمير المدارس، مشيراً إلى أن أن الحق في التعلم يوازي الحق في الحياة، لأنه السلاح الذي سيمكن الأطفال من خوض حياتهم المستقبلية في عصر تتطور فيه البشرية باطراد، موجها الشكر العميق إلى روسيا على مساهمتها في دعم الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وإلى مجلس الأديان الروسي على مواجهة الجهل الذي حاولت تلك التنظيمات نشره في المجتمع السوري.
بدوره وجه خالد الحرح رئيس مجلس محافظة دمشق الشكر لروسيا على كل ما قدمته وتقدمه خلال تصديها للحرب الإرهابية الكونية، كما توجه بالشكر للشخصيات الدينية الروسية والسورية على التعاون والعمل الدؤوب الذي أدى إلى انجاح تأهيل هذا المركز التربوي الذي أتى عليه الإرهاب خلال سنوات الحرب، مشيرا إلى عظمة الانتصار الذي حققته الدولتان في حربهما على الإرهاب، مؤكداً أن سوريا قيادة وجيشا وشعبا ستستمر في مواصلة حربها ضد الإرهاب حتى استعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المجموعات الإرهابية التكفيرية.
ومن وزارة الأوقاف، قال أُبيّ الحلاق إمام وخطيب جامع "الخضر" في حي الميدان بدمشق في تصريح لوكالة سبوتنيك: اجتمعنا اليوم مع الوفد الروسي لافتتاح هذه المدرسة "العظيمة" الذي يعبر عن دعم القيادة الروسية والشعب الروسي الصديق للشعب السوري، والذي يأتي بالتعاون مع تجمع الديانات "المسيحي المسلم" خلال حقبة من الزمن تعزز فيها الترابط بين ابناء الديانتين في سوريا من جهة، وبين الأشقاء الروس والشعب السوري وقيادته ومجمعاته الدينية المسيحية والإسلامية من جهة أخرى، وهذا كله تعبير عن المحبة الخالصة بين الشعبين السوري والروسي، وبين القيادتين الروسية والسورية، وبين الجيشين الروسي والسوري اللذين حاربا الإرهاب معا وامتزجت دماء شهدائهما على التراب السوري، في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية التي دعمتها 130 دولة ضد سوريا وشعبها وحكومتها.
وأضاف الشيخ الحلاق إن أعداء سوريا أرادوا من خلال الحرب الإرهابية تحطيم سوريا عبر تقسيم شعبها إلى طوائف ومذاهب متحاربة إلا أن الشعب السوري العظيم أبى إلا أن يقف وقفة صمود وعز مع قيادته الحكيمة ومؤسسات الدولة ضد هذه المؤامرة الكونية، "وما هذه الفرحة التي نراها بوجوه هذا التجمع المشارك بافتتاح المدرسة إلا ثمرة الانتصار الكبير لسوريا بجيشها وشعبها وقيادتها على الإرهاب.
وتم تأسيس مجموعة العمل بين الأديان في عام 2017 من قبل مجلس التعاون مع الجمعيات الدينية برئاسة رئيس الاتحاد الروسي الذي يشمل ممثلين عن المعتقدات المسيحية والإسلامية الرئيسية في روسيا، ومنذ عام 2017 ، نفذت مجموعة العمل بين الأديان العديد من الأعمال الإنسانية الناجحة في آن واحد، وفي شهري يونيو حزيران وأغسطس آب من عام 2017 ، نشطت المجموعة في إرسال المساعدات الإنسانية للشعب السوري وتضمنت أكثر من 77 طنًا من المنتجات عالية الجودة وزعت على العائلات السورية المحتاجة، وفي شهر نوفمبر 2018، أحضرت مجموعة العمل المساعدات الإنسانية إلى مدرسة داخلية لأطفال الجنود السوريين القتلى في دمشق، في نهاية مارس 2019، قامت بتوزيع ألف صندوق من مواد البقالة (حوالي 15 طنًا) عبر المجتمعات الدينية في دمشق.
وفي آذار/ مارس من العامل الجاري، أثناء زيارة لأعضاء مجموعة الأديان إلى دمشق، تقرر إطلاق مشروع لاستعادة البنية التحتية الاجتماعية في سوريا، ووقع الاختيار مبدئيا على ترميم مبنيين من مدرسة ثانوية الشهيد (عدنان كولكي) في حي برزة بدمشق، والتي تتسع لأكثر من 1200 طفل، وتم جمع الأموال اللازمة لترميم المدرسة (حوالى 300 ألف دولار) من قبل المجتمعات الدينية في روسيا.
وتقام جميع الأعمال الإنسانية لمجموعة العمل بين الأديان مع الزعماء الدينيين وممثلي الحكومة السورية. لتنسيق الجهود المشتركة، وتنظم مجموعة العمل بانتظام اجتماعات رفيعة المستوى واجتماعات مائدة مستديرة بين الأديان في سوريا، حيث تسهم مثل هذه الأنشطة للطوائف الدينية الروسية مساهمة جادة في تحسين الوضع الإنساني في سوريا، ومساعدة مواطنيها على العودة إلى الحياة الطبيعية.