ففي حديثها لـ"سبوتنيك"، اليوم، صرحت أن تلك العلاقات التاريخية بدأت باعتراف موسكو بالرياض بقيادة الملك عبد العزيز بن سعود، وأن تنامي العلاقات وصل إلى الشراكة الاستراتيجية، حيث عززت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية من حجم العلاقات الثنائية بينهما، منذ أن بدأت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على أساس التفاهم المشترك.
وأوضحت أن العلاقات بين البلدين اكتسبت تميزا في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم.
وأضافت الغامدي أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورت بشكل ملحوظ، وخاصة الاستثمارية خلال العامين الماضيين بعد زيارة الملك سلمان إلى روسيا في 2017 ، فيما تستعد روسيا لتوقيع 30 وثيقة، من بينها 10 عقود كبرى تزيد قيمتها الإجمالية على ملياري دولار، مع الجانب السعودي، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى المملكة اليوم الأثنين.
تتركز الاتفاقيات الجديدة في خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري، وكذلك الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، كما تتجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية، بالإضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين.
شددت الغامدي على أن روسيا تؤمن بأهمية الدور السعودي في تحقيق الأمن في المنطقة في تعزيز الأمن والسلم الدولي، والجهود الحثيثة التي تبذلها لمكافحة الإرهاب، والقضاء على تنظيماته، حيث كانت المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر مايو/أيار 2000، وكانت سباقة في حض المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب.
كما التزمت المملكة بالمساهمة في إنشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مدينة فيينا بالنمسا، بالتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار تحت مسمى "مركز دعم الأمن النووي في الأحداث الرئيسية العامة.
ويشمل التعاون بين الصندوق الروسي والشركاء السعوديين مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والعلوم، والثقافة وصناعة الطاقة، وتشييد منشآت البنية التحتية، والتكنولوجيات العالية بما فيها استخدام الذكاء الاصطناعي، ومشاركة السعودية من خلال PIF مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في تنفيذ مشاريع هامة، مثل إنشاء أكبر حديقة تكنولوجية في روسيا في موقع مطار توشينو السابق، وتطوير PLT أحد أبرز مشغلي الخدمات اللوجستية في روسيا، وإطلاق وتشغيل سكة حديد خفيفة في بطرسبورغ.
وكذلك بناء الطريق الموازي لشارع كوتوزفسكي بروسبكت بموسكو، كما أن التعاون بين الصندوق الروسي وPIF، وشركة أرامكو، يمكن الشركات النفطية الروسية من دخول أسواق الشرق الأوسط ، كما تجرى دراسة لتنفيذ مشاريع غاز كيميائية رئيسية في يامال بمشاركة أرامكو و SABIC أكبر شركة لكيماويات النفط والغاز في العالم.
وبحسب حديث الغامدي يتعاون صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في تنفيذ عدة مشاريع مع وزارة الثقافة السعودية، وتشارك في ذلك مجموعة من المتاحف والمسارح الروسية العريقة.
واستطردت أنه في أواخر ديسمبر/كانون الأول من 2016 دخل الطرفان ومعهما أوبك والمنتجون المستقلون في اتفاق لخفض الإنتاج، بغية إعادة التوازن إلى أسواق النفط التي كانت تعاني وقتها من تخمة في المعروض وهبوط حاد في مستويات الأسعار، وفي ذلك الوقت كان من المفترض أن يستمر هذا الاتفاق لستة أشهر فقط، لكن ما حصل هو أن الاتفاق قد تم تمديده لمرات عدة وبقي ساريا إلى يومنا هذا.
وأشارت إلى أن السعودية وروسيا عملا على إيجاد ميثاق يعطي صبغة رسمية، للتعاون بين الدول المشمولة بالاتفاق الحل الأمثل للحفاظ على استقرار أسواق النفط على المدى الطويل، والتحوط ضد الاضطرابات المستقبلية في هذه الأسواق، وأن هذا الاتفاق لم يكن لينجح لولا الدور الكبير الذي تلعبه السعودية وروسيا في أسواق النفط، حيث ينتجان في الوقت الراهن أكثر من 21 مليون برميل يوميا، أي ما يشكل خمس الإنتاج العالمي من الخام الأسود، وأن النفطية المجمعة للبلدين تتجاوز الأربعمئة مليار برميل، أي ما يقارب 23 بالمئة من احتياطيات النفط الموجودة في العالم.
وتشكل الرياض وموسكو حاليا معظم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية من النفط عالميا، حيث تمتلك السعودية نحو مليونين و300 ألف برميل يوميا من الطاقة الاحتياطية، فيما تمتلك روسيا نحو خمسمائة ألف برميل يوميا من هذه الطاقة، الأمر الذي يجعل البلدين الأكثر قدرة على ضبط إيقاع الأسواق في كافة الظروف.