موسكو – سبوتنيك. وستصبح زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى الرياض تتويجا لهذا الجهد الكبير، مع وجود إمكانات أكبر للتعاون اللاحق
ومن المقرر أن يزور الرئيس الروسي المملكة في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. ويتوقع أن يعزز هذا اللقاء التاريخي الشراكة المتعددة الأوجه بين البلدين في مجالات صناعة الطاقة والاستثمار والصناعة والزراعة والبنية التحتية والنقل والموارد الطبيعية والتكنولوجيات الحديثة. تم وضع أساس هذه الشراكة وترسخيها خلال الزيارة الناجحة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن قام بزيارة دولة إلى موسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2017، وهو حدث تاريخي مهّد الطريق أمام البلدين لتعزيز تحالفهما.
وخلال زيارة بوتين، في الأسبوع المقبل، ستعلن موسكو والرياض، وفقًا للمدير العام لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف، عن اتفاقات جديدة تبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار.
تاريخ العلاقات
وكان الاتحاد السوفياتي أول دولة تعترف بمملكة الحجاز ونجد المستقلة، والتي أعيدت تسميتها إلى المملكة العربية السعودية في عام 1932. أقامت موسكو علاقات دبلوماسية مع مملكة الحجاز ونجد في عام 1926، ولكن لاحقا تم قطع هذه العلاقات في عام 1938 بسبب أزمات داخلية في الاتحاد السوفياتي الداخلية وتغيير سياسة المملكة العربية السعودية لصالح تعاون أوثق مع الغرب.
وتمت إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفياتي والمملكة العربية السعودية في عام 1991 تبعه اعتراف الرياض بروسيا الاتحادية كخليفة قانونية للاتحاد السوفياتي.
ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بزيارته الرسمية الأولى إلى المملكة العربية السعودية في شباط/فبراير 2007، وكانت هذه هي الزيارة الأولى لرئيس روسي إلى شبه الجزيرة العربية.
وظهرت فرص الارتقاء بالعلاقات المتبادلة إلى مستوى جديد في عام 2015، عندما التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل الاجتماع السنوي لمجلس خبراء صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي الدولي RDIF. يمثل هذا الاجتماع بداية الاستثمارات في روسيا، والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الثنائية
الاستثمارات الثنائية
بدأ التعاون بين البلدين من خلال اتفاقية الشراكة بين الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، والصندوق السعودي للثروة السيادية Public Investment Fund (PIF)، التي تم توقيعها في منتصف عام 2015، حيث وافق الصندوقان على استثمار 10 مليارات دولار في الاقتصاد الروسي، لدعم مجالات البنية التحتية، والمشروعات الزراعية.
وفي إطار هذه الشراكة الثنائية بين البلدين، فإن الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، وصندوق الاستثمار العام السعودي، وافقا بالفعل على تغذية الاستثمارات بما يفوق مليارين ونصف المليار لإنشاء صندوق الاستثمار الروسي السعودي.
وفي إطار هذا التعاون، تم توظيف استثمارات بقيمة ملياري دولار من خلال الصندوق الروسي السعودي جرى ضخها في روسيا عام 2019، ومن المتوقع أن تتضاعف قيمة الاستثمارات الثنائية خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك بسبب نجاح البلدين من خلال مجموعة "أوبك +".
ووفقًا للمدير العام لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف، هناك 20 مشروعًا استثمارًيا روسيًا - سعوديًا بقيمة إجمالية تتجاوز 10 مليارات دولار قيد الدراسة حاليًا، وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول، زار دميتريف الرياض وناقش دور RDIF في التعاون المشترك بين روسيا والسعودية والاستعدادات للزيارة المرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين.
وخلال لقائه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والوزراء السعوديين، نال دميتريف أعلى جائزة من المملكة العربية السعودية، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية كتقدير لإسهامه في تعزيز التعاون المتبادل.
وقال دميتريف: "إن اللقاء مع قيادة المملكة العربية السعودية وشخصيًا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود عشية الزيارة الرسمية لرئيس الاتحاد الروسي أظهر إمكانات كبيرة للتعاون بين بلدينا".
واضاف: "أدت الجهود المشتركة للرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تحول كبير في العلاقات الروسية السعودية. يسرني أن أشير إلى أن ليس فقط تعزيز التعاون الاقتصادي ، بل وأيضاً التعاون الثقافي سيكون له تأثير مفيد وطيب على سكان روسيا والمملكة العربية السعودية وسيتيح لنا تحقيق الإمكانات الهائلة للتعاون وزيادة عدد المشاريع المشتركة بشكل كبير في المستقبل ".
وخلال الزيارة ، قام كيريل دميتريف أيضًا بزيارة الشركات الرائدة في المملكة ، بما في ذلك SABICو, SALICو, SARو, PIF وغيرها لتطوير التعاون الاستثماري الروسي السعودي.
توحيد المواقف في مجال الطاقة
من بين أكثر الأمثلة المذهلة للتعاون المثمر بين روسيا والمملكة العربية السعودية -الاتفاق على خفض إنتاج النفط بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والبلدان غير الأعضاء في أوبك. وتنص اتفاقية "أوبك +"، الموقعة في ديسمبر/كانون الأول 2016، على خفض إنتاج 1.2 مليون برميل يوميًا حتى أبريل/نيسان 2020.
تعمل موسكو والرياض كقوى دافعة رئيسية للمجموعة بالكامل. يلتقى ويتحدث وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك مرات كثرة مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ، وكذلك مع سلفه خالد الفالح ، لمناقشة ما يجب القيام به للحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة.
وقالت ربى الحصري، الزميلة غير المقيمة بمعهد الشرق الأوسط، لوكالة "سبوتنيك"، إن "روسيا والسعودية صارتا المحركتين لذلك الفريق المعني بسوق النفط، فيما تحذو بقية الدول حذوهما".
وعلى الرغم من الانتكاسات التي وصلت إلى حد الأزمة في العديد من دول أوبك- بما فيها ليبيا وفنزويلا وإيران-ومحاولات الولايات المتحدة الاستحواذ على حصة المجموعة في السوق، يمثل البلدان دائما جبهة موحدة في مواجهة التحديات الكثيرة التي تشهدها صناعة الطاقة. ومؤخرا، وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية، في شهر حزيران/يونيو الماضي، اتفق الرئيس بوتين وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على اتخاذ موقف موحد بشأن مستقبل اتفاق (أوبك+)، حيث قررا تمديد الاتفاق وفق ذات الشروط حتى قبل أن تلتئم مجموعة دول (أوبك+) في فيينا بشكل رسمي.
من جانبه قال تيودور كاراسيك، المستشار بمجموعة GulfStateAnalytics لتقييم مخاطر الاستثمار بدول مجلس التعاون الخليجي، ومقرها واشنطن، لوكالة "سبوتنيك": إن "تقارب الرؤى بين ولي العهد السعودي وبوتين، وتواصل المناقشات بين [وزراء الطاقة] يظهر أن موسكو والرياض سوف تنسقان فيما بينهما فيما يتعلق بأسعار السوق. إلا أن اتفاق (أوبك+) ليس هو ملف الطاقة الوحيد الذي يعمل البلدان عليه بشكل مشترك. فعلى الرغم من أن الرياض قد فاتتها فرصها المشاركة في مشروع Arctic SPG-2، فقد أبدت استعدادا لاستثمار نحو 5 مليار دولار بالمشروع، وقد كان البلدان على وشك التوصل لاتفاق قبل أن يتم تعليق المحادثات التي استمرت لعام ونصف. إلا أن الرياض تظل مهتمة بالاستثمار في مشاريع أخرى مشابهة". وتدرس السعودية في الوقت الراهن المشاركة في تطوير مصنع للميثانول في روسيا، فيما تبدي الشركات الروسية اهتماما بالغا بالمشاركة السعودية في مشاريعها بمجال الغاز المسال.
وتدرس شركة "سيبور" الروسية، المشاركة في مشروع تشييد مصنع لإنتاج المطاط بالسعودية وذلك بالتعاون صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة وارامكو السعودية وتوتال الفرنسية و Sinopec. وسيقام المصنع منطقة الجبيل الصناعية.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بعد الاجتماع الأخير للجنة الحكومية الروسية الروسية في موسكو في يونيو الماضي: "تدرس الشركة الروسية سيبور المشاركة في بناء مصنع للمطاط في المملكة العربية السعودية".
التعاون الثقافي
اعتبارا من عام 2017، نفذت روسيا والسعودية عددًا من الفعاليات الناجحة المكرسة لترويج ثقافة بعضهما البعض. وقام صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي بالتعاون مع شركاء سعوديين بتنظيم العديد من المشاريع الثقافية خلال زيارة الملك سلمان لموسكو.
وكان أسبوع الثقافة السعودي في موسكو، الذي تم تنظيمه بدعم من صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي (RDIF) ووزارة الثقافة السعودية ، أحد الأحداث الرئيسية في إطار الزيارة.
ونظم متحف بطرسبورغ الحكومي الروسي معرض أعمال الفنانين الروس في أكتوبر 2018 كجزء من مبادرة الاستثمار في المنتدى الاقتصادي للمستقبل في المملكة العربية السعودية. وخلال الفعالية تم عرض أعمال فاسيلي كاندينسكي وبافيل فيلونوف.
وسبق معرض الفن الروسي الرائد في المملكة العربية السعودية، إجراء أول حفل موسيقي لأوركسترا مسرح ماريانسكي، في المملكة. وقدمت الأوركسترا أعمالاً لسيرغي بروكوفييف وأنطونيو فيفالدي وبيوتر تشايكوفسكي وولفغانغ أماديوس موزارت في مركز الملك عبدالعزيز للثقافة العالمية الذي افتتح مؤخراً.. بالنسبة للعديد من السعوديين، كان هذا أول حفل للموسيقى الكلاسيكية. أصبح هذا التعاون ممكنا بسبب التحول المستمر في المملكة العربية السعودية في إطار برنامج "الرؤية السعودية لعام 2030".
وقادت هذه المبادرة بالفعل إلى ثلاثة إنجازات أخرى في العام الماضي: حيث تم تشكيل وزارة الثقافة _ والتي كانت تعمل تحت مظلة وزارة الإعلام سابقا، وافتتح أول مسرح عام، وتمت المشاركة أيضا في مهرجان "كان" السينمائي الحادي والسبعين.
وقال مصدر وزارة الثقافة السعودية لوكالة سبوتنيك: "ثقافتنا هويتنا" هو [شعار البرنامج] حيث تعرض في هذا البرنامج العديد من المبادرات الطموحة التي ستدعمها وزارة الثقافة الجديدة, ويشمل صندوق الثقافة لدعم الفنانين، وبرامج المنح الدراسية والجوائز الفنية. وتتطلع وزارة الثقافة السعودية إلى التعاون مع نظرائها من روسيا في العديد من المبادرات المثيرة في المستقبل".
وقد افتتح الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، ومتحف الأرميتاج الحكومي، بالتعاون مع الشركاء الدوليين من الصين واليابان والسعودية، أيضا معرضا دوليا مخصصا لدور الذكاء الاصطناعي في الفن الحديث, خلال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في شهر حزيران/يونيو، حيث عرضت أعمال اثنين من الفنانين السعوديين، وتم ذلك بدعم من الصندوق الروسي ووزارة الثقافة السعودية. حيث قامت لولوة الحمود، بتطوير شكل بياني تجريدي للغة تم تطويره من الأبجدية العربية.
وشرحت الفنانة السعودية لولوة الحمود لوكالة "سبوتنيك" عن عملها الفني، "يدرس عملي الفني" الوجود والتواجد، والعلاقة بين اللغة والعواطف من خلال تطوير شكل مجرد من اللغة المشتقة من الأبجدية العربية".
وزار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة الأول في المملكة العربية السعودية، روسيا في عام 2018. واجتمع أن ذاك مع الإدارة العليا لمسارح بولشوي ومارينسكي، وزار متحف الأرميتاج، حيث ناقش الطرفان التعاون المستقبلي في مجالات عمل المتاحف والترميم والآثار، وكذلك تم التطرق إلى مناقشة تبادل المعارض.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية ستشارك كضيف شرف في منتدى سان بطرسبرغ الثقافي في عام 2021.
الإمكانيات السياحية
إضافةً إلى التعريف على ثقافتها في الخارج، تسعى المملكة السعودية الى استقطاب المزيد من السياح بما في ذلك القادمين من روسيا. وفي إطار رؤية المملكة 2030، فتحت الرياض أبوابها أمام السياح للمرة الأولى على الإطلاق في نهاية أيلول/سبتمبر مع إطلاق تأشيرات دخول متعددة لتيسير سفرهم.
وتدخل روسيا ضمن 49 دولة يحق لمواطنيها الحصول على تأشيرات إلكترونية وتأشيرات عند الوصول.
في السابق كانت التأشيرات السياحية إلى السعودية تُمنح فقط بغرض التوجه للمشاركة بمناسبة معينة. أما الآن فيُسمح للسياح الدخول عدة مرات الى البلاد لمدة أقصاها تسعون يوما خلال السنة.
هذه الخطوة تاريخية ومن المتوقع أن توفر 7 إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي وتقلل من الاعتماد على عائدات النفط، وكلاهما منصوص عليه في Vision 2030.
قال أحمد الخطيب رئيس اللجنة السعودية للسياحة والتراث لوكالة سبوتنيك: " أصبح بإمكان المواطنين الروس الحصول على تأشيراتهم عبر الإنترنت ونحن نرحب بهم حتى يتعرفوا على المملكة العربية السعودية ويستمتعوا بثقافتنا وطعامنا ".
من بين 24000 تأشيرة سياحية تم إصدارها في الأيام العشرة الأولى على تدشين سياسة التأشيرات الجديدة تم منح 484 منها لسياح روس إلى جانب زوار أتوا من الصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ممن زاروا البلاد في الفترة المذكورة.
تتوقع المملكة أن يفضي برنامج التأشيرات الجديد الى استحداث ما يناهز مليون وظيفة جديدة وزيادة قدرات المطارات السعودية لاستيعاب 150 مليون مسافر جديد سنويا مما سيتطلب 500 ألف غرفة فندق إضافية في مختلف أرجاء البلاد في السنوات العشرة المقبلة.
أما موقع العلا المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي فيتم تطويره كي يكون الوجهة السياحية الأولى في السعودية كما وتعمل المملكة على افتتاح مواقع سياحية أخرى منها مدينة نيوم العملاقة والمبتكرة والتي تقدر تكلفتها ب500 مليار دولار اضافة الى مشروع "البحر الأحمر". وستحظى أغلبية هذه المشاريع بتمويل من صندوق الاستثمارات العام في السعودية والذي يعمل مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة في مجال تنفيذ الاستثمارات المشتركة.
وأضاف أحمد الخطيب: "نعمل مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر على الاستثمار في كل من روسيا والمملكة. عندما تكون لدينا فرص للاستثمار متاحة في المملكة العربية السعودية فهي ستنظر في امكانية اغتنامها . يجب عليهم الاستثمار في السعودية لا سيما في السياحية".
إضافةً الى ذلك سيوقع البلدان على عدد من مذكرات التفاهم والصفقات السياحية في إطار زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى الرياض.
وأكد أحمد الخطيب لوكالة "سبوتنيك" القول : "إن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا قد كانت ممتازة على مر السنوات الأخيرة ولدينا التقاء في وجهات النظر على كل الأصعدة : السياسية والاقتصادية والاجتماعية. سنكون سعداء باستضافة سيادة الرئيس بوتين"
لكن من غير الواضح بعد متى ستفتح رحلات جوية مباشرة بين الرياض وموسكو، فكلا الطرفين يدرس إمكانية تنظيم 14 رحلة مباشرة في الأسبوع مع احتمال زيادة عددها في المستقبل.
وقال رئيس الهيئة السعودية للسياحة والتراث لـ" سبوتنيك": " سندفع الخطوط الجوية السعودية لفتح رحلات مباشرة بسبب أهمية هذه الخطوة. وسندرس المشكلة ونفتح الاتجاهات الجديدة بناءً على ما يجذب السياح الروس".
المبادارات في مجال الفضاء
التعاون المتبادل في قطاع الفضاء، مجال آخر من المصالح المشتركة بين روسيا والسعودية.
قامت الصواريخ الناقلة الروسية بنقل أقمار الاتصالات السعودية وأقمار الاستشعار عن بعد في المدار منذ 2000، بينما تعمل وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" ومدينة الملك عبد العزيز السعودية للعلوم والتكنولوجيا(KACST) معاً في استكشاف الفضاء واستخدام نظام "غلوناس".
بينما تعمل وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" ومدينة الملك عبد العزيز السعودية للعلوم والتكنولوجيا معاً في استكشاف الفضاء واستخدام نظام "غلوناس".
ويعتبر نظام "غلوناس" واحدا من أربعة أنظمة عالمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية، كالأنظمة الأخرى مثل نظام "بيدو" في الصين ونظام "جي بي إس" للولايات المتحدة، ونظام «غاليليو، التابع للاتحاد الأوروبي. ويضم نظام "غلوناس" كوكبة تضم 27 قمرا صناعيا، بما في ذلك 24 جهازا تشغيليا.
في اجتماع عُقد مؤخراً للجنة الحكومية الدولية الروسية - السعودية، اعتبر الطرفان المملكة العربية السعودية كموقع محتمل لنشر لمحطات الأرضية GLONASS.
وجاء في الوثيقة الختامية للاجتماع: "أعرب الجانبان عن استعدادهما لمواصلة المشاورات بشأن آفاق ومجالات المنفعة المتبادلة للأنشطة الثنائية في قطاع الفضاء: الملاحة عبر الأقمار الصناعية ونشر المحطات الأرضية GLONASS في المملكة العربية السعودية".
في وقت سابق من هذا العام أعلن مدير وكالة الفضاء الروسية " روس كوسموس" ديمتري روغوزين، أن روسيا والمملكة العربية السعودية قد وضعتا برنامجًا للتعاون الفضائي. وفي إطار هذا البرنامج ناقش الطرفان بالفعل إمكانية قيام روسيا بإرسال رائد فضاء سعودي إلى الفضاء في رحلة قصيرة المدى.
وأضافت الوثيقة الختامية : " أعرب الجانبان كذلك عن استعدادهما لمواصلة المشاورات بشأن آفاق وأنشطة المجالات الثنائية ذات المنفعة المتبادلة... وقد خلص البروتوكول الصادر عن الاجتماع لإجراء "رحلة فضائية مأهولة والاستعداد لرحلة قصيرة المدى لرائد فضاء سعودي".
كما وتنظر "روسكوسموس" أيضًا للمملكة العربية السعودية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة والبحرين، كموقع يمكن من خلاله نشر محطة بصرية لنظام الإنذار المسبق الأتوماتيكية التي ستتبع الحالات الخطيرة في الفضاء القريب من الأرض، والتي سيقوم بادارتها كلا البلدين المعنيين.