يأتي تصريح العامري بعد زيارة قام بها رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، قبل أيام إلى واشنطن، التقى خلالها وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، وبحضور الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، حيث جرى بحث العلاقة بين البلدين وآفاق تطويرها، خصوصا التعاون العسكري والأمني في مجال مكافحة الإرهاب.
ويعد السيد هادي العامري أحد أهم وأبرز قادة الحشد الشعبي، فكيف يمكن التوفيق بين زيارة رئيس الحشد إلى واشنطن والتي عدها مراقبون أنها حملت رسائل اطمئنان مفادها عدم التعرض إلى المصالح الأمريكية في العراق، وبين اتهام السيد العامري للولايات المتحدة بالسعي إلى عدم الاستقرار في العراق؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج أين الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" المحلل السياسي عبد الأمير المجر:
"ربما تريد الولايات المتحدة سحب الحشد الشعبي من خلال الغالبية التي فيه، التي تمثل فصائل المرجعية والأحزاب، كسرايا السلام وغيرها والذين ليسوا بأقلية، إذا ما اضفنا الى ذلك الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، حيث ستسحب الولايات المتحدة هذه الفصائل، كي تكون تحت رعايتها ودعمها، إذا ما حصلت على ضمانات منها، عند ذاك ستنتهي أهمية الحشد الموالي لإيران، والذي سيخسر المواجهة إذا ما اختارها، بسبب فقدانه للقوى الكثيرة، تلك التي لا تجد مصلحة في الذهاب باتجاه الفصائل الموالية لإيران."
وتابع المجر: "العراقيون يشعرون أن الولايات المتحدة خذلتهم في زمن الرئيس السابق أوباما، الذي ترك العراق جريحا وبوضع سياسي مبعثر، وتركه بطريقة لا يمكن تفسيرها، وبالتالي تفاقمت أوضاع العراق وتغولت الميليشيات، ويمكن القول أن فترة أوباما أشبه بفترة الرئيس الأمريكي الأسبق بوش، عندما ضرب العراق ورماه في قارعة الطريق."
وأضاف المجر: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستبدأ بتقويض نفوذ إيران، من خلال جعل قوى طهران السياسية والعسكرية أقل إمكانية وأضعف من قوى الجيش، وكذلك أضعف سياسيا، وبالنتيجة سيصبح القرار السياسي والعسكري العراقي أكثر استقلالية عن إيران، سواء كان قريب من الولايات المتحدة أم لا، حيث أن الأخيرة ستكون مرتاحة لهذا الأمر، على اعتبار أنها حيدت العراق، الذي يشكل عمقا لوجستيا لإيران".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون