وأضاف، في مقابلة مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن "كل الدول المتقدمة والتكتلات الاقتصادية الكبيرة في العالم سعت نحو توطين علاقاتها الاقتصادية والتجارية والسياسية مع أفريقيا".
وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: حدثنا عن القمة الروسية الأفريقية... ماهي أهدافها وكيف ترون آفاقها؟
أفريقيا من وجهة النظر المصرية، لها مستقبل في التجارة وفي الاستثمار على المستوى العالمي، واعتقد ان روسيا الاتحادية تشاركنا في هذا، وهذه القمة هي الأولى من نوعها، وتضم 40 زعيم أفريقي تقريبا غير المنظمات الأفريقية ولفيف من مجتمع رجال الأعمال بالتبادل ما بين روسيا وأفريقيا.
وهناك مجالات كثيرة لم تكن موجودة من قبل في أفريقيا، وهي مجالات الصحة والتعليم والابتكار والاستثمار في الشباب وربط السكك وما إلى ذلك، وهذه كلها موضوعات لم تكن مطروحة في الماضي القريب على أجندة العمل الأفريقي المشترك، التي كانت المفخمة بالصراعات وبالمشاكل والنزاعات الحدودية والانقلابات والتناحر وما إلى ذلك، وكل ذلك يدشن ما بدأت فيه القارة الأفريقية من عمل جاد لصالح شعوبها ولصالح التنمية، ولصالح السلام ولصالح الأمن، والارتقاء بالخدمات.
وكل ذلك بكل تأكيد ستكون روسيا فيه شريك فعال وقوي في هذا المجال، وخاصة أن القمة تتم رئاستها بشكل مشترك ما بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بوصف أن رئيس الاتحاد الأفريقي، للعام الحالي.
سبوتنيك: هل يمكن أن يكون هناك تكرار لهذه التجربة؟
الحقيقة أنه، من المنتظر أن يصدر إعلان ختامي عن القمة، والإعلان الختامي سوف يتضمن نص على الالية المستقبلية لانعقاد القمة، سواء دوريتها وسواء المستوى، أي هل ستكون مقتصرة فقط على الزعماء والرؤساء ورؤساء الحكومات أم سيكون هناك آلية تنفيذية على مستوى الوزراء، المختصين أو على مستوى وزراء الخارجية، والمكان أيضا.
وهل سيعقد دائما في روسيا بأحد المدن أو بالتبادل مع الدول الأفريقية، وكل ذلك سيتم التباحث عنه، ولكن الإعلان الختامي سوف يحدد العلاقة المستقبلية والية انعقادها الدورية ومن الواضح أنها ستأخذ شكل مستديم.
سبوتنيك: هل سيتم مناقشة عودة الطيران بين البلدين، بين الرئيسين الروسي والمصري؟
بكل تأكيد، لكن أريد أن أؤكد أن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية هي علاقات تمر حاليا بأبهى عصورها وفي قمتها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينهم علاقة طيبة جدا.
وانعكست بشكل كبير على مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا خلال الخمس سنوات الماضية تجسدت بمشروعات قومية عملاقة تنفذها روسيا داخل مصر، كالمنطقة الصناعية الروسية على مرفأ قناة السويس ومحطة الضبعة النووية، بكل تأكيد ان قضية عودة الطيران هي قضية هامة جدا تهتم بها مصر ولها مردود كبير على قطاع السياحة في مصر لرغبة مصر بان يستمتع الأخوة والأشقاء في روسيا أن يستمتعوا بالسياحة في مصر، فهي عملية مستمرة.
لا يوجد عراقيل، وهي إجراءات فنية شديدة التخصص تتم بين البلدين للتأكد التام من البروتوكولات الأمنية ومن التطبيق الكامل، وهي حقيقة ماشية في سكتها بشكل سلس وسترى النور قريبا.
سبوتنيك: متى ذلك؟
نأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل.
سبوتنيك: بالنسبة لأزمة سد النهضة... هل سيتم مناقشتها خلال القمة بين الرئيس المصري والرئيس الإثيوبي؟… وسمعنا بأن هناك طلب مصري بدخول وساطة من جهة رابعة، هل يمكن أن تكون روسيا الجهة الرابعة للوساطة؟
حقيقة سد النهضة من الموضوعات المهمة، التي تهتم بها مصر حاليا، وهي مفاوضات جارية منذ 2015، بتوقيع إعلان مبادئ ما بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، والحقيقة مر نحو أربع سنوات حتى الآن ولم يتم إبرام اتفاق نهائي يحدد المسؤوليات ويحدد على وجه التحديد نقطتين هامتين جدا بالنسبة لمصر وهما فقرة ملئ الخزان وهذه النقطة مهمة جدا وما بعد ذلك، وفقرة عملية التشغيل، أي الية التشغيلة وكيفية التشغيل، على مدار العام.
وهاتان النقطتان بمنتهى الأهمية ومنتهى الحيوية والحساسية بالنسبة لمصر، وينص عليها الإعلان الختامي، منذ أن بدأوا منذ مارس/ آذار 2015 مضى نحو أربع سنوات حتى الآن ومصر مضت في هذا الموضوع بكل حسن نية ومدت يد التعاون والاخاء من أجل التنمية في إثيوبيا ومن أجل حق الشعب الإثيوبي بأن يستفاد من موارده الطبيعية من توليد الكهرباء وما إلى ذلك.
لكن في نفس الوقت هناك حق أصيل لمصر في مياه النيل لأنه كما يقول الرئيس المصري يقول إن المياه هي الحياة والوجود، وأربع سنوات لم يتم إبرام الاتفاق، وهناك بند واضح جدا في إعلان المبادئ الذي تم إبرامه بأنه إذا تعثرت المفاوضات وهذا ما حدث فعلا الآن، سيتم اللجوء إلى طرف دولي، أي طرف رابع أي كان، لمجرد يقرب وجهات النظر ويسهل الأمور، وهذا ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
هو موضوع يتم بحثه في معظم اللقاءات الثنائية مع زعماء العالم لشرح وجهة النظر المصرية، وما تم التوصل اليه وما تم من إجراءات وما هو عالق، على أن يتحمل كل جانب المسؤولية، فهو موضوع يعتبر قاسم مشترك في كل اللقاءات مع زعماء العالم وبطبيعة الحال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
سبوتنيك: من ممكن أن يكون الوسيط؟
حاليا لم يتم تحديده، ولكن مصر ترحب بأي وساطة في هذا الإطار، والطرف الذي يستطيع أن يحل هذا الموضوع أو يقربوا من وجهات النظر لصالح الإخوة في إثيوبيا، طبعا 100 مليون مصري، مصر ليس لديها أي مصدر ماء سوى نهر النيل، وتعتمد عليه بنسبة 97 بالمائة على مياه النيل لذلك فهذا الشيء حيوي وحساس جدا لمصر.
أجرى الحوار: كاتيا طعمة