ويرى الخبراء أن الرئيس الأمريكي يستثمر مقتل البغدادي في حملته الانتخابية، غير ان أحدهم ذهب إلى أن الولايات المتحدة أعدت توقيت مقتل البغدادي لاستثماره في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
من ناحيته قال الخبير الأمني والاستراتيجي العسكري أحمد الشريفي، أن توقيت مقتل البغدادي ليس عفويا، وأن الولايات المتحدة أعدت التوقيت مسبقا وحددته للاستفادة منه قدر الإمكان.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" الأحد، أن الرئيس الأمريكي المستفيد الأكبر من العملية من خلال استثمارها في حملته الانتخابية، فيما ترتبط بعض الاستفادات بالتوازنات التي جرت الأيام الماضية في سوريا والعراق.
وأشار إلى ان الأمر ينعكس بالإيجاب على سوريا والعراق معا، وأن روسيا تستفيد من الاستقرار التدريجي، فيما تستفيد الولايات المتحدة في العراق من خلال إحكام قبضتها على الأوضاع هناك.
وأشار إلى أن عملية قتل البغدادي تنعكس بالسلب على التنظيم الذي سيتهاوى، وربما يختفي تدريجيا خلال الفترة السنوات المقبلة.
من ناحيته قال سامح عيد الخبير المصري في شؤون الجماعات المسلحة، إن داعش ينقسم إلى ثلاثة مستويات تتأثر بدرجات مختلفة بمقتل البغدادي.
وأضاف في حديثه إلى "سبوتنيك"، الأحد، أن المستوى الأول يتعلق بـ "داعش الدولة"، وهي انتهت منذ 6 أشهر منذ خروج التنظيم من الباغوز.
أما المستوى الثاني يتعلق بـ "داعش التنظيم" وهو سيتراجع بمقتل البغدادي بدرجة كبيرة، إلا أنه لن يختفي وقد يقوم بعمليات في ظل اللامركزية التي يدار بها منذ فترة.
وتابع أن المستوى الثالث يتعلق بالأيديولوجيا التي تتجاوز التنظيم والدولة إلى المحيط الفكري الأوسع، وأن الفكر سيبقى حتى مع زوال الدولة وتراجع التنظيم.
وأوضح أن فكرة البيعة التي كانت للبغدادي انتهت، وأن اللامركزية هي التي تحكم التنظيم في الوقت الراهن، خاصة في ظل بقاء عشرات الآلاف من عناصر التنظيم في سوريا والعراق وسيناء وبعض الدول الأخرى.
ويرى عيد أن تنصيب خليفة للبغدادي سيكون بمنصب أمير لا خليفة للتنظيم، خاصة أن الخليفة يرتبط بوجود السيطرة على الأرض وهو ليس موجودا في الوقت الراهن.
وحول التوقيت أشار عيد إلى أن الولايات المتحدة حاولت استهداف البغدادي أكثر من مرة في أوقات سابقة، وأعلنت عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، واستبعد أنها كانت تعلم بمكانه وأخرت الموعد.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي".
وقال ترامب في كلمة "هامة" ألقاها اليوم "ليلة الأمس الولايات المتحدة الأمريكية قامت بالقضاء على الإرهابي أبو بكر البغدادي". موضحاً أن "قوات خاصة نفذت عملية جريئة في شمال غرب سوريا".
وأكد ترامب أن "عدداً كبيراً من رفاق البغدادي قتلوا". مضيفاً أنه "لم يسقط قتلى من القوات الأمريكية في العملية".
وقال الرئيس الأمريكي: "لم نخسر أي عسكري في العملية شمال غرب سوريا في حين أن عدد كبير مقاتلي البغدادي قتلوا معه". "الليلة الماضية كانت ليلة عظيمة للولايات المتحدة والعالم".
وأوضح ترامب أن "البغدادي قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة، وأنه قتل بطريقة عنيفة وهو يهرب ويبكي"، وأن "11 طفلا لم يصابوا خلال العملية الأمريكية".
وأشار ترامب إلى أن القوات الأمريكية ظلت في الموقع لمدة ساعتين تقريبا. مضيفاً أن "القوات الأمريكية الخاصة حصلت على معلومات مهمة من الموقع". وأن "8 طائرات هليكوبتر شاركت في العملية والمدخل الرئيسي للمجمع كان مفخخا".
وقال الرئيس الأمريكي إن "البغدادي قتل نفسه بسترة ناسفة بعد أن حشر في نفق". مضيفاً أنه تم "التعرف إيجابيا على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة". وقال: "البغدادي مات ميتة الكلاب والجبناء".
على جانب أخر أعربت موسكو، اليوم الأحد، عن تشككها في رواية واشنطن بشأن العملية التي قالت إنها نفذتها أمس في سوريا وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، مؤكدة أن موت البغدادي لا أهمية له على الوضع بسوريا.
وقال بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، "ليس لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوقة عن سلوك الجيش الأمريكي في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا من منطقة تصعيد إدلب في عملية القضاء على الزعيم السابق لتنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي".
وقال البيان إن "الزيادة في عدد المشاركين المباشرين والبلدان التي يُزعم أنها شاركت في هذه "العملية"، مع كل تلك التفاصيل المتناقضة تمامًا، تثير تساؤلات وشكوكا مشروعة حول صحة نجاحها".
وأضاف البيان أنه يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية تقديم أدلة مباشرة على إقامة قائد تنظيم "داعش" الإرهابي البغدادي في المنطقة، التي تخضع لسيطرة مسلحي جبهة النصرة.
وأكدت الدفاع في البيان أن الإعلان الجديد عن مقتل أبو بكر البغدادي ليس له أي أهمية عملية على الإطلاق على الوضع في سوريا أو على تصرفات الإرهابيين الباقين في إدلب.