تحولت حالات بعض الجرحى في مستشفيات الهند إلى مأساة بعد أن وصل الحال بأكثر من 35 جريحا في ولاية بنجلور إلى حاجتهم إلى قيمة مسكنات الألم، نتيجة توقف الحكومة عن سداد مصاريف علاجهم، رغم المناشدات والاستغاثات، التي لا تجني سوى وعود بلا نتائج، كما يقول الجرحى.
فئات الجرحى
يقسم الجرحى إلى عدة فئات وكل فئة توجد لها إدارة مستقلة عن الأخرى، فجرحى يتلقون علاجهم على حساب التحالف العربي، وجرحى يتلقون علاجهم على حساب الحكومة الشرعية والبعض منهم على نفقات خاصة، ومعاناة اليوم هى لجرحى حرب 2015 الذين لم يحصلوا على الرعاية الكاملة، والذين تم فتح ملف لهم في الهند وتكفلت بعلاجهم حكومة الشرعية، لكن هذا الحلم لم يكتمل، خصوصا بعد أحداث عدن الأخير التي تسببت بتوقيف جميع المخصصات والاعتمادات المالية للجرحى من قبل الحكومة الشرعية والحجة هي عدم استقرار الوضع وتوقف عمل الحكومة من العاصمة عدن نتيجة سيطرة المجلس الانتقالي على عدن.
جريح عدن
ويحكي الجريح حسين أمين لـ "سبوتنيك" جزء من المعاناة التي مر بها قائلا، "أنا أحد جرحى تحرير العاصمة عدن أصبت في الخامس عشر من شهر يوليو لعام 2015 في جبهة العريش، وكانت إصابتي عبارة عن شظية صاروخ كاتيوشا أطلقته الميليشيات علينا، بعد تقدمنا إلى مدينة العريش وخورمكسر وقطع الخط الساحلي للمدينة، وبعد إصابتي أُسعفت إلى مستشفى صابر في مدينة المنصورة، وكانت حالتي خطيرة كون الشظية أصابت الفك السفلي وفقدت جزء كبير من الفك السفلي وبعض الأسنان في الفك العلوي".
وأضاف أمين، "انتظرت دوري في السفر للخارج كون إصابتي كانت بليغة وتحتاج إلى مركز متقدم للعلاج، حيث سافرت في شهر سبتمبر من نفس العام إلى دولة الأردن وأجريت فيها عمليتان، وبعدها تم إقفال جميع الحسابات وذلك بسبب الفساد في إدارة الملف، وكان علاجنا في الأردن على حساب مركز الملك سلمان".
وتابع أمين "عدت من الأردن إلى عدن، وبدأت بالمتابعة واستطعت السفر مجددا إلى دولة الهند، وكانت رحلة العلاج إلى الهند مثل الكابوس، حيث عانيت من الأخطاء الطبية بسبب تعاقد إدارة الملف بالهند بمستشفيات بسيطة لا يوجد فيها الأطباء المناسبين لحالتي الصحية، وأجريت عدة عمليات وبعدها توقفت الحسابات مجددا لنفس السبب السابق وهو الفساد الإداري وكان علاجنا في الهند على حساب الإمارات".
مصير مجهول
واستطرد "بعد عودتي إلى عدن في 2018 كانت حالتي الصحية مستقرة، لكن تبقى لي بعض العمليات الجراحية وبعد متابعات متواصلة وضغط للجهات المسؤولة قررت الحكومة الشرعية فتح ملف لعلاج الجرحى في الهند وتحت إشراف وكيل الجرحى والشهداء في إقليم عدن، علوي النوبة".
وتابع "جاء السفر وغادرت في أغسطس/آب الماضي وإلى اليوم لم أعمل شيء، ولم أحصل على إبرة واحدة، والسبب أحداث عدن الأخير وهروب مسؤولي الحكومة وتوقف المخصصات وجميع الاعتمادات المالية من قبل الحكومة، وهذا حالي وحال 35 جريحاً في الهند وإلى اليوم مصيرنا مجهول".
أنقذت قدمي من البتر
الجريح أحمد محمد الحاج، قال لـ"سبوتنيك"، "أنا من أبناء عدن مديرية خور مكسر، كانت أصابني في قصر المعاشيق تاريخ 2015/6/8 يوم تحرير عدن من ميليشيات الحوثي، حيث أصيب بثلاث طلقات في القدم اليمنى وتحديدا في الفخذ، حينها تم إسعافي إلى مستشفى الميدان في كريتر، ولم أعمل في مستشفى الميدان إلا الإسعافات الأولية كون لا توجد إمكانيات فيها".
ويضيف الحاج، "بعدها نقلت إلى مستشفى أطباء بلا حدود وعملت فيها عدة عمليات جراحية، بعد العمليات تدهورت حالتي الصحية فقرر الأطباء بتر قدمي فرضت هذا الأمر، وقررت الخروج من مستشفى أطباء بلا حدود".
واستمر "ذهبت إلى مستشفى آخر وكانت هذه المستشفى خاص، وكنت أدفع كل تكاليفها من مالي، حيث قرر الطبيب عمل عملية جراحية تركيب شرائح معدنية لقدمي وكانت تلك الأيام لا يوجد مستلزمات طبية، بسبب الحرب، فقمت بإرسال المال إلى محافظة صنعاء لشراء الشرائح من أجل إنقاذ قدمي من البتر".
مناشدة
وناشد الحاج "الرئيس هادي ورئيس الحكومة والتحالف العربي بإنقاذ الجرحى واستكمال علاجهم فنحن لا نستحق هذه المعاملة، لن نتوقف عن المناشدة ونتمتى ألا نضطر إلى الإعلان عن اعتصام مفتوح حتى نحصل على أبسط حقوقنا وهو العلاج وفتح جميع المخصصات والاعتمادات المالية وكذلك صرف مرتباتهم لشهري أغسطس وسبتمبر".
رد حكومي
تواصلت "سبوتنيك" مع الدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان في حكومة الشرعية والذي أكد على حق هؤلاء الجرحى بأن ينظر إليهم نظرة إنسانية نظرا لما قاموا به من أجل الوطن.
وأضاف عسكر، "تقدمنا كوزارة حقوق الإنسان بمذكرتين للقيادة السياسية للنظر لهذا الموضوع الإنساني بشكل عاجل، مشيرا إلى أن هناك جهات معنية في الحكومة مسؤولة عن ملف الجرحى".
وحاولت "سبوتنيك" التواصل مع المسؤول الحكومي عن ملف الجرحى في الهند علوي النوبة، لكن لم تتمكن من ذلك.