وقال المحلل السياسي في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الخميس، أن "هناك إصرار مكشوف ودور فاضح يؤكد الاستهانة بالدماء التي سالت في جميع المحافظات والمدن والأقضية، التي نادت بحقوق العراقيين، وطالبت بسقوط النظام السياسي القابع على صدور الشعب منذ أكثر من 16 عاما، عانى خلالها المواطن العراقي من ويلات الحروب والإضطهاد والتعسف الاجتماعي والملاحقات الأمنية، والاغتيالات المنظمة وشظف العيش وغياب الأمن والاستقرار، ونهب الأموال العامة وسرقة ثروات البلاد وتهريب العملات النقدية وتبيضها، وضياع الفكر والعلم والمعرفة وإبقاء العراق ضعيفا".
وأضاف المحلل السياسي أن "الإجراءات القمعية والإدارية الترقيعية والخطابات الرسمية الفضفاضة للرئاسات الثلاث لن تحقق أغراضها الميدانية، بسبب ضعف المعالجات وعدم فهم وإدراك للمعاني الوجدانية التي خرج من أجلها الشعب العراقي، وعدم إقرارهم بمطالب المنتفضين، برفض العملية السياسية وأدواتها وشخوصها، لهذا ستكون الأحداث القادمة أكثر فعالية وسترتقي المطالب الشعبية الى ذروتها وأهدافها الحقيقية وعدم تراجعها عن المطالبة بحقوقها الشرعية".
وأكد العناز أن "القول والفعل سيبقى للشارع وستتعزز قوته وصلابته باستمرار تمسكه بحقوقه وأهدافه ومتطلباته ودعوته للانعتاق من الظلم والتعسف الإجتماعي والتحرر من النفوذ والهيمنة الإيرانية ورفض الأدوات والوكلاء التي يحاكم إليها النظام الإيراني في العراق".
وقال المحلل السياسي، إن "حديث خامنئي الأخير جاء مستفز لمشاعر الشعب المكافح ولجميع أطيافه، وشكل انتهاكا صارخا وتدخلا سوف في الشأن العراقي ومخالفة لقواعد وأصول العلاقات السياسية بين بلدان العالم، وأسر حقيقة النوايا والأهداف الإيرانية وشعور طهران بأن الركائز التي أحدثتها بعد الغزو الأمريكي ومشروعها السياسي بدأ في الانحدار والرفض الشعبي له".
واستطرد: "استمرار الانتفاضة الشعبية واتساع رقعتها ومشاركة جميع أطياف الشعب العراقي ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية وطلبة الجامعات والمؤسسات التعليمية وتضامن ومساندة موظفي الوزارات والدوائر الحكومية".
وتشهد بغداد ومحافظات عراقية عدة، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات آلاف تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية ومطالبة بمحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة.