تاريخياً، يرتبط هذا العيد بنهاية زمن الاضطرابات في روسيا - الفترة من وفاة القيصر إيفان الرهيب حتى عام 1613، عندما صعد أول قيصر من سلالة رومانوف العرش الروسي.
زمن الاضطرابات...
وفي عام 1630 تم تشييد كاتدرائية كازان في الساحة الحمراء بموسكو، وفي عام 1649 حيث أعلن القيصر أليكسي ميخايلوفيتش يوم الرابع من شهر تشرين الثاني\نوفمبر يوم أيقونة كازان للسيدة مريم العذراء، واحتفلت روسيا بهذا اليوم حتى قيام الثورة البلشفية، حيث ألغي العيد حتى عام 2004، حينما عرض مجلس الديانات في روسيا عودة يوم الوحدة الوطنية ليكون عيدا قوميا في البلاد، وأصدر الرئيس، فلاديمير بوتين، مرسوما يضع هذا اليوم ضمن الأعياد القومية التي تحتفل روسيا بها رسميا.
سلاح الصفصاف الروسي "فيربا" صاحب اللدغة المميتة
منظومة فيربا عبارة عن صاروخ دفاع جوي محمول على الكتف تم تطويره من قبل شركة KBM الروسية وقد تم الكشف عنه عام 2015 وقد تم تطويره كبديل للصاروخ ك-38 إيغلا-س9 الذي تستخدمه القوات المسلحة الروسية بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى حول العالم، وقد تمت الموافقة على إنتاج الصاروخ عام 2011 ودخل الخدمة في الجيش الروسي عام 2014.
التطور الرئيسى للفيربا عن الإيغلا إس هو الباحث ثلاثي القنوات متعدد الأطياف الجديد، وتتكون هذه القنوات من مستشعر للأشعة فوق البنفسجية ومستشعر للموجات تحت الحمراء متوسطة المدى ومستشعر للموجات تحت الحمراء قصيرة المدى، ويتم التحقق من الهدف عبر مدخلات المستشعرات للتفريق بين الهدف الحقيقي والزائف مما يزيد من دقة الصاروخ.
يبلغ وزن الرأس الحربى 1.5 كغ وتتكون المنظومة من القاذف بي-521-9 بالإضافة إلى منظار التصوير بالأشعة تحت الحمراء ماوغلي-2م. كما تم إضافة منظومة التعرف عدو-صديق إلى المنظومة، التي تمتلك نظام تحكم آلي متكامل مما يتيح لها تبادل المعلومات مع كل من أجهزة رادار الإنذار المبكر الأرضية والمحمولة جواً. وبهذه الطريقة يمكن تتبع الهدف من خارج نطاق إشتباك الصاروخ وتمرير المعلومات للقوات المشغلة للنظام للتعامل مع الهدف.
إن منظومة فيربا للصواريخ المضادة للجو تحل محل منظومات ستريلا النقالة للدفاع الجوي وهي مخصصة لتدمير الطائرات التكتيكية والمروحيات الضاربة والصواريخ المجنحة والدرونات. وبمقدورها كذلك إصابة الأهداف الجوية المصنوعة بتكنولوجيا "ستيلز" للتخفي عن أجهزة الرادار على ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار و4.5 كيلومتر.
الجنرال أندريه كولوتوفكين قائد الجيش الـ11 في المنطقة العسكرية الوسطى، أعلن عن أن أحد الألوية التابعة لجيشه سوف يستلم حتى نهاية العام الجاري مجموعة من منظومات فيربا النقالة للصواريخ المضادة للجو.
الغواصات الروسية تجوب المحيطات من دون رقيب ولا حسيب
منذ بداية الحرب الباردة والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يبذلون قصارى جهدهم لاكتشاف مواقع تواجد الغواصات الروسية، حيث يتبع حلف شمال الأطلسي شتى وأغرب الوسائل، ويجري أبحاثاً مستمرة للتوصل إلى تكنولوجيا يمكن استخدامها في الكشف المبكر عن الغواصات الروسية.
بالمقابل شرعت روسيا بتصنيع سلاح جديد يمكنه تعقب الغواصات المعادية وتدميرها بتكلفة قليلة، مقارنة باستخدام الغواصات والسفن لذات الهدف. حيث تعتمد الخطة الروسية على تصميم روبوتات تمتلك أجهزة سونار يمكنها تعقب الغواصات في مياه المحيطات العميقة.
وتستخدم الروبوتات، التي تصنعها روسيا أجهزة سونار متطورة يمكنها التحرك بحرية لمسافة تتجاوز 1.6 ألف كم، وتكون على أعماق تجعلها بعيدة عن الضوضاء التي تحدثها السفن الحربية فوق سطح الماء، حتى يمكنها التقاط أصوات محركات الغواصات النووية تحت الماء وتحديدها بدقة.
مؤخراً تحدثت الأوساط العسكرية عن إن غواصات أسطول الشمال الروسية النووية تمكنت من الوصول إلى شواطئ الولايات المتحدة دون أن يلاحظها أحد. حيث تقع قواعد غواصات أسطول الشمال الروسي الرئيسية في شبه جزيرة كولا. وهناك مخرج ضيق وحيد منها إلى البحر المفتوح، عبر خليج يحمل نفس الاسم. وبالقرب من مصبه، تتابع سفن دورياتهم وطائراتهم المضادة للغواصات ومحطات الرصد في النرويج المجاورة، الغواصات الروسية باستمرار.
كان بالإمكان مواصلة الحديث عن موثوقية ومتانة خطوط الدفاع المضادة للغواصات التابعة لحلف الناتو، لكن لم يعد الأمر كذلك خاصة بعد الاختراق الكبير لمياه شمال الأطلسي من قبل عشر غواصات روسية معا، ثمان منها نووية واثنتان تعملان بالديزل. هذا على الأقل ما ذكرته الأوساط العسكرية النرويجية استناداً إلى معلومات استخباراتية هناك.
مصادر في أجهزة الاستخبارات العسكرية، تحدثت عن مناورات لم يسبق لها مثيل بدأت في الـ 25 من تشرين الأول/أكتوبر 2019، بالتزامن مع اجتماع وزيري الخارجية الروسي والنرويجي، سيرغي لافروف وإيني إريكسن، في فينمارك النرويجية.
بطبيعة الحال، لم تعلن البحرية الروسية عن هذه التدريبات. ولكن، سبق أن أجرى الأسطول الروسي تدريبات مثلها. لنتذكر عملية أسطول الشمال في البحرية السوفييتية، المسماة "أترينا"، في العام 1987.
في تلك الفترة، كانت مجموعة الناتو المضادة للغواصات بأكملها في المنطقة تراقب الغواصات النووية السوفيتية. في البداية، حين كانت الغواصات تتحرك على طول سواحل النرويج والسويد، كانت جميعها تحت المجهر. ثم، وبشكل غير متوقع إطلاقا، اختفت فجأة عن الشاشات. فقد ذهبت الغواصات دون أن يلاحظها أحد إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ووصل بعضها إلى نيوأورليانز.
قلق أمريكي يدق مضاجع المؤسسة العسكرية ومعامل الدفاع من جراء السمعة الحسنة والانتشار غير المسبوق لمنظومات الصواريخ إس-400 في العالم كله، على غرار بندقية كلاشنكوف. في إشارة إلى إن المؤسسة العسكرية الأمريكية تتهم روسيا بسعيها، عن طريق التسويق المستهدف لمنظومات الدفاع الصاروخية المتطورة مثل إس-400، إلى استغلال الحاجات الأمنية الحقيقية للشركاء.
الولايات المتحدة كانت قد أكدت في وقت سابق مراراً وتكراراً سعيها لمنع شراء دول العالم أنظمة أسلحة روسية كبيرة وخاصة منظومة "إس-400"، حيث كانت الضربة الكبرى لدى اقتناء تركيا لهذا السلاح، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، والتي أصبحت الدولة الثانية الحاصلة على مثل هذه المنظومات بعد جمهورية الصين الشعبية.
وفي أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، أبرمت روسيا عقداً مع الهند لشراء إس-400، التي تعتبر أيضاً حليفة للولايات المتحدة، فيما أكد مسؤولون روس أن هذه المنظومات ستظهر قريبا في عدد من الدول الأخرى في العالم، بينما أكدوا إجراء مناقشات حول توريد هذه الأسلحة إلى بعض الدول العربية بينها السعودية وقطر.
في هذا السياق أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، خلال تفقده برفقة وفد عسكري وحدات من الجيش التركي قرب الحدود السورية، أن العمل على تشغيل منظومات الدفاع الجوي الصواريخة "إس-400"، التي اشترتها أنقرة من موسكو، ستجري حتى ربيع العام المقبل.
زعيم المؤسسة العسكرية التركية أشار في الوقت نفسه إلى أن تركيا شريك في تصنيع المقاتلات الأمريكية من طراز إف-35، ودفعت مستحقاتها في هذا المشروع وقامت بواجباتها على أكمل وجه.
في تنويه إلى إن تركيا سوف تقوم بتصنيع نحو ألف قطعة لمقاتلات إف-35، وهي بالتالي تطالب الشركاء الآخرين بأداء واجباتهم ومسؤولياتهم حيال هذه الشراكة.
أنقرة تواصل إجراء مفاوضات مع واشنطن حول احتمال تزويد تركيا بمنظومات باتريوت للدفاع الجوي الأمريكي، والتي رفضت بيعها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
وبدأت الولايات المتحدة، يوم 17 تموز/يوليو الماضي، وردا على إصرار تركيا على تطبيق صفقة شراء منظومات إس-400 بموجب عقد أبرم عام 2017، تعليق مشاركة الأخيرة في برنامج المقاتلات إف-35، معتبرة أن موقف أنقرة سيضر التعاون بين البلدين، فيما هددت بفرض عقوبات على الجانب التركي.
وأكدت إدارة ترامب أنها لا تزال تدرس إمكانية فرض عقوبات على تركيا على خلفية شرائها "إس-400"، لكنها ستكون جاهزة لمراجعة إجراءاتها في حال إبعاد الحكومة التركية المنظومات الروسية من أراضي البلاد، مشيرة إلى أن مجرد عدم تشغيل هذا السلاح ليس خطوة كافية.
إلا أن روسيا وتركيا واصلتا التعاون في هذا المجال وأعلنتا، يوم 15 من شهر أيلول/سبتمبر، عن اسكتمال عملية تصدير الدفعة الثانية من منظومات الصواريخ الروسية للدفاع الجوي من طراز "إس-400" إلى الجانب التركي.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم