ويحاكم كناوي بتهمة "إهانة موظفين عموميين وهيئة قضائية"، وكان قد اعتقل عقب إطلاق أغنية "عاش الشعب" التي أداها بصحبة مغني راب آخر، وشاهدها الملايين من الأشخاص على "يوتيوب". وذلك بحسب وكالة "فرانس 24".
وأوقف كناوي في فاتح، نوفمبر/تشرين الثاني، بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط، بعد نشره فيديو 5 أيام، قبل بث الأغنية يسب فيه الشرطة.
وبرر ذلك في تصريح لوسائل إعلام محلية قبل إيقافه، بأنه كان بسبب "تعرضه لظلم من طرف شرطي".
وقال دفاعه، محمد صادقو:
إنه يلاحق بسبب مشاركته في إبداع أغنية [عاش الشعب] بدليل أنه لم يعتقل إلا بعد بثها.
ودعا دفاع "كناوي" إلى "إسقاط الملاحقة، لأن لا أحد تقدم بشكوى ضده".
وأكد متحدث باسم المديرية العامة للأمن الوطني المغربي أن لا علاقة لإيقافه بتلك الأغنية، مشددا على أن الشرطة لم تتلق أية تعليمات بإجراء أي بحث مع زميليه الآخرين.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان، الأربعاء محاكمة كناوي "اعتداء صارخاً على الحق في حرية التعبير"، داعية إلى "إطلاق سراحه فورا".
ونالت الأغنية إعجاب أكثر من 600 ألف مشاهد على يوتيوب، مقابل 16 ألفا لم يستحسنوها. وأثارت نقاشا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام بين من استهجن عبارتها "المسيئة"، معتبرا مضمونها "شعبويا"، ومن رأى فيها تعبيرا عن "يأس" و"سخط" الشباب المغربي، انسجاما مع أناشيد مماثلة ترددها جماهير كرة القدم في الآونة الأخيرة.
ويمثل الشباب ثلث سكان المملكة، البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة. وأفاد تقرير حديث للمجلس الاقتصادي والاجتماعي (رسمي) أن 25 بالمئة من الشباب بين 15 و24 سنة، يوجدون خارج الدراسة ولا يمارسون أي عمل أو تدريب.
وتنتقد أغنية "عاش الشعب"، التي أطلقها كناوي (31 عاما) مع مطربي راب آخرين، الملقبين بلزعر وولد الكرية في 29 أكتوبر/تشرين الأول، أوضاع "الظلم" و"الفساد" و"الاستئثار بالثروات" في المغرب و"الفقر (...) الذي سيختفي في 2020، لأن الجميع سيغادر البلاد هربا"، كما يقول أحد مقاطعها، في إحالة على الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وتخطت الأغنية، التي حصدت أكثر من 13,3 مليون مشاهدة منذ بثها على يوتيوب، الخطوط الحمراء التقليدية في المغرب موجهة انتقادات للملك محمد السادس.
"أردنا بكل بساطة التعبير عن احتجاجنا على الأوضاع الاجتماعية المتردية والفساد"، كما يوضح أحد مبدعيها يحيي السملالي "لزعر" (31 عاما)، مشيرا إلى أن ثلاثتهم عاطلون عن العمل.