وقالت مونتيرو خلال زيارتها لمروي في الآونة الأخيرة، وهي مدينة قديمة على الضفة الشرقية لنهر النيل، تقع على بعد نحو 200 كم شمال شرقي العاصمة الخرطوم: "رأيت الكثير من الصور، قضينا الليل في مكان قريب لنتمكن من رؤيتها مساء وصباحا (عندما يكون الطقس معتدلا). حتى الآن أجد المشهد جميلا بالفعل والناس في غاية اللطف. يرحبون بنا دوما"، وفقا لـ"رويترز".
وقال سائح صيني يدعى ليو: "متحمس، وأشعر كأنني في زمن قديم، إنها في غاية الروعة".
وعلى مقربة كان طاقم تصوير، تابع لوكالة سفر بالخرطوم، يصور لقطات لفيلم ترويجي للسياحة بالسودان.
وقالت نهال علي، وهي متخصصة في التسويق السياحي "فكانت فكرتنا أن نأتي للمواقع السياحية لتصويرها من خلال زوايا جيدة لم يشاهدها الناس من قبل ونقوم بعمل فيديوهات وأفلام وثائقية مصغرة تعكس للناس الشغل بتاع الآثار والمواقع السياحية والأثرية والحاجات دي".
ولدى السودان أهرامات أكثر، وإن كانت أصغر من تلك الموجودة في جارته مصر، واجتذبت أهراماته نحو 700 ألف سائح في 2018 مقارنة بنحو عشرة ملايين زائر لمصر.
وساهمت سمعة السودان كموطن للنزاعات والأزمات إبان حكم رئيسه السابق عمر البشير، إلى جانب صعوبة الحصول على تأشيرة دخوله وضعف بنيته التحتية من طرق وفنادق لائقة خارج الخرطوم، في عدم جعله مقصدا سياحيا مفضلا.
لكن مع سقوط الرئيس السوداني، عمر البشير، في شهر نيسان/ أبريل، خففت الحكومة الانتقالية المدنية الجديدة قواعد منح التأشيرات لجذب مزيد من الزوار والعملة الصعبة التي يحتاجها البلد بشدة.
وبالقرب من أهرامات مروي، توجد مجموعة من المعابد التي بها رسوم قديمة لحيوانات ومدينة قديمة، وهناك مزيد من الأهرامات شمالا في جبل البركل.
وقال محمود سليمان، مدير موقع مروي الأثري:
"الرسومات والنقوش دي مهددة بالرمال والزحف الرملي الذي يعتبر مهدد أساسي بالنسبة للرسومات، خاصة الرسومات الخارجية، فبنعمل على ترميمه بصورة دورية علي أساس المحافظة عليها، ومصاحب لشغل الترميم مشروع لمكافحة زحف الرمال في الموقع".
وقال سائح سوداني يدعى عبدالرحمن جعفر: "إذا توفرت البنية التحتية الممتازة بالنسبة لكل المناطق السياحية وكل المناطق الأثرية في السودان، إذا توفر الدعم بتاع الدولة، والشركات بقت تستثمر بصورة أكبر في المجال ده، أنا متأكد تماما أن السودان سيكون قبلة لكل السياحيين بالنسبة للعالم، وكما قلت أن السودان به تنوع بتاع حضارات، فيه تنوع بتاع بيئات. فإحنا حاليا في شمال السودان، في المناطق بتاعة البجراوية، في الشمال البعيد يعني عندنا مروي والبركل، عندنا في كردفان، عندنا في دارفور جبل مرة، عندنا في الشرق، عندنا بور سودان، عندنا كسلا".
وقال غراهام عبد القادر، وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالسودان إن الحكومة الجديدة بدأت بالفعل في تخفيف نظام التأشيرات.
وأضاف "نتوقع من خلال الإجراءات اللي بدأت الآن أن يتم منح الفيزا بأقصر زمن وبأسرع وقت، وأيضا منح الفيزا عند الوصول في المطار، أيضا هذا الاتجاه ساعين فيه، ولعل بعضهم يتحصل على الفيزا عند الوصول في المطار".
ويحتاج السودان إلى السياح بعد عقود من العزلة والتضخم الهائل.
وهوت قيمة الجنيه السوداني بشدة هذا الأسبوع لتبلغ 81 جنيها مقابل الدولار في السوق السوداء. والسعر الرسمي هو 45 جنيها للدولار.
وبفضل مساعدات قطرية وخبرات ألمانية، أُنشئ مركز للزائرين في مروي يشرح تاريخ السودان والأهرامات. كما أقيمت ممرات للمشي ومركز استقبال جديد.
وأضحى بوسع الزوار دخول الأهرامات لأول مرة، كما سيتسنى لهم قريبا الدخول إلى المقابر تحتها وذلك بفضل معونة قطرية قيمتها 135 مليون دولار. كما سيجري ترميم العديد من الأهرامات بعد عقود من الإهمال.
ويتوافد سياح سودانيون أيضا على المكان، وقال سليمان إنه كان لديه ثلاث حافلات للسودانيين فقط قبل يوم واحد.