قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، في دراسه كتبها حول الأوضاع في إيران، إن الولايات المتحدة الأمريكية هدفت من عقوباتها على إيران إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في طهران، على أساس أن تردي الأوضاع الاقتصادية المترتبة على العقوبات سيؤدي إلى تزايد النقمة الشعبية ضد النظام، وهو ما يحدث الآن بالفعل.
وأضاف رئيس المنتدى العربي، "راهنت واشنطن على أن تدفع سياسات الحكومة الإيرانية التقشفية، المجتمع إلى القيام بموجات انفجار اجتماعي تزيح النظام وتسقطه، من دون الحاجة إلى الطرق التقليدية في إسقاط الحكومات عن طريق العمليات العسكرية، أو تمويل حركات انقلاب داخلية، أو حتى تقوية مراكز إحدى جبهات المعارضة".
Bank burns in Tehran, Iranpic.twitter.com/YiiNQq4sFg
— Mensch (@mensch_huis) November 18, 2019
وأوضح أبو النور أن "دراسته تناولت الخبرات التاريخية للتعاطي الأمريكي مع مثل تلك الحالات حين توقع واشنطن عقوبات متتالية على نظام ما، تشي بأنها (أي العقوبات) في صيروتها النهائية تؤدي إلى إسقاط النظم بفعل النقمة الاجتماعية الداخلية عليها".
وتابع رئيس المنتدى العربي، "الصراع الأمريكي ـ الإيراني أثر تأثيرا بالغا على الأوضاع السياسية الداخلية في طهران، وأجبر "النظام" الإيراني على اعتماد سياسات داخلية وخارجية هدفها الحد من الآثار الكبرى المترتبة على الارتطام بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما اتضح بجلاء من خلال قرارات الحكومة المؤيدة من المرشد بزيادة أسعار البنزين ورفع نسبة الضرائب".
ونوه أبو النور إلى أن أخطر ما في العقوبات الأمريكية هذه المرة على إيران أنها "أحدثت اختلافات جذرية في طبيعة التعامل الرسمي مع العقوبات، وبرزت في مراكز الدراسات والتحليلات السياسية في الصحف توجهات تُحمِّل الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وقالت إن الفساد الداخلي أشد أثرا على البلاد من العقوبات التي فرضها دونالد ترامب اعتبارا من أغسطس/ آب 2018".
#Iran Isfahan 17 Nov 2019
— 🅱🅴🅷🆁🅰🅳 🅳🅰🆂🅷🆃🅸 ▁▂▃▄▅▆█100% (@BehradDashti) November 18, 2019
3 banks burning in blames#IranProtests#SaveIranianPeople pic.twitter.com/DkiewD8lsy
وتنبأ رئيس المنتدى العربي بأن المشكلات الداخلية في إيران "مرشحة للتفاقم، الأمر الذي سيزيد الانشقاق السياسي والفكري حول جدوى الصدام مع واشنطن ونجاعة الإجراءات الحكومية لمواجهة تداعيات هذا الصدام".
أطراف معادية
ومن ناحيته قال المحلل السياسي الإيراني محمد غروي في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، إن "الاحتجاجات التي جرت في البداية كانت بشكل عفوي في إيران خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، إلا أنها عندما تطورت وبدأت في استهداف المؤسسات اتضحت أدوار الدول المعادية لإيران في توجيه مسار الاحتجاجات".
وأوضح المحلل السياسي أن "تغير الشعارات من مطالب خاصة بالمحروقات إلى شعارات سياسية، وحرق العلم الإيراني، يؤكد أن الأطراف الدولية المعادية تسعى وتقف وراء هذا المسار، الذي تريد من خلاله زعزعة الاستقرار في إيران، مشيرا إلى أن خامنئي، أكد أنه يدعم ما قررته السلطات الثلاث في إيران"، وقال إن ما قرر "جاء بعد دراسات معمقة استدعت من السلطات الثلاث اتخاذ الإجراء الخاص برفع أسعار البنزين، خاصة أن أسعار البنزين أقل من 5 دولار لكل 20 لترا من البنزين، وهو أقل سعر في المنطقة"، وشدد على أن "يد القوات الأمنية ستكون بالمرصاد لأي تطورات في الشارع، خاصة في ظل الدعم الذي تعمل عليه الدول المعادية لإيران لهذه الاحتجاجات".
ويرى غروي أن "أعمال الشغب، التي وقعت في بعض المحافظات الإيرانية، القوات الأمنية رصدت السلاح بحوزة المتظاهرين، وأن التعامل سيكون بشكل مغاير مع مثل هذه الحالات".
Ppl in Iran chanting : “We don’t want the Islamic Republic”
— Maryam shariatmadari (@Maryamshariatm) November 17, 2019
Iranian are looking for their rights & they believe it can’t be achieved with Islamic Republic.#IranProtests#ایران_ینتفض pic.twitter.com/SoiV9CW8jE
تحويل مسار الاحتجاجات
ومن ناحيته قال حسن شقير، الباحث اللبناني بالشؤون الإقليمية في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، إن إيران "مستهدفة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية، وأن الأزمة الاقتصادية الخانقة أثرت بشكل كبير على الأوضاع الداخلية، والكثير من الدول الإقليمية والدولية تسعى لتحويل مسار الاحتجاجات، وأنه على الشعب الإيراني أن يعي المخططات، التي تحاك لإسقاط الجمهورية الإسلامية، خاصة في ظل مناهضة إيران لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي".
وتشهد العديد من المدن الإيرانية تظاهرات، منذ يوم الجمعة الماضي، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، وتجددت الاحتجاجات صباح السبت الماضي، في مدن الأهواز، وسيرجان، وبوشهر، ومشهد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلي والجرحي.
#Iran #UPDATE
— Kourosh (@nedarahaei) November 18, 2019
-South of Shiraz is under people’s control
-Many banks & regime centers burning
-Over 100 banks & 57 regime-linked supermarkets burned in one province alone
-MP: “…situation in Shiraz is very concerning.”#IranProtests
Video of Shiraz pic.twitter.com/hsBtoD1VZH
وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت، مساء الخميس الماضي، بيانا أعلنت فيه عن رفع سعر البنزين 3 أضعاف، مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود فعل سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين.