واتهم قاسم أمريكا بأنها "تتحرك في الخفاء وتفرض شروطها وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها" معتبرا أن هذا التدخل سيطيل من زمن الأزمة "إلى حين يئس الأطراف الخارجية من إمكانية تحقيق ما يريدون".
وشدد على أن "حزب الله" يؤيد المطالب بتحويل المسؤولين الفاسدين إلى المحاكمة "كائنا من كان" لكنه في الوقت نفسه نوه إلى أن الشعب اللبناني "اختار مجلسا نيابيا يمثله والحكومة يتم اختيارها وإعطاؤها الثقة من خلال قرار المجلس النيابي ولا يوجد طريق آخر لإنجاز هذا الأمر" منوها إلى أن مايراه ممثلو الشعب سينفذوه بعيدا عن الضغوطات الأمريكية.
ونوه قاسم إلى السعي المتواصل للوصول إلى اتفاق مع الحريري لتشكيل حكومة "سياسيين وخبراء" لكنه اعتبر أن "المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أمريكا".
وفي رده على تصريحات السفير الأمريكي الأسبق لدى بيروت جيفري فليتمان أمام لجنة في الكونغرس الأمريكي حول الأزمة اللبنانية، اعتبر قاسم أن فيلتمان يقول فقط ماتريده أمريكا "تريد أمريكا حكومة لا سياسة فيها على قاعدة أنها تعتقد بأنها تؤثر أكثر، هذا هو الرأي الأمريكي، وتريد حكومة تعمل مع الغرب وتراعي المصالح الأمريكية بشكل مباشر، هذا هو مضمون كلامه، نحن يجب أن نعمل بما يراعي مصالح لبنان وبما ينسجم مع خيارات الشعب اللبناني".
وفي تعليقه حول الاتصالات التي تجريها أمريكا مع مسؤولين لبنانيين قال قاسم "فليتركونا حتى نتفاهم وكلما ازداد تدخلهم أخروا الحل. الآن تأخير الحل بسبب أمريكا".
ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية واسعة ومستمرة، تطالب بحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية.
وأعلن رئيس البلاد، ميشال عون، أوائل شهر تشرين الأول/ أكتوبر، أن الدولة تعاني من الحصار المالي والعقوبات، مشيرا إلى نقص العملة في القطاع المصرفي بالبلاد. كما رفض عون مؤخرا، اقتراح تشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين، مؤكدا أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون تكنوسياسية على شاكلة سابقتها.