كشف تحقيق استقصائي لوكالة "رويترز"، استنادا إلى مسؤولين ومصادر غربية، أن بعض الطائرات المسيرة التي استهدفت "أرامكو" مرت فوق دولتي الكويت والعراق.
ونقلت عن مصدر شرق أوسطي أطلعته دولة تحقق في الهجوم على مجرياته، أن موقع انطلاق الهجوم هو قاعدة الأحواز الجوية (جنوب غربي إيران)، وهو تقييم يماثل ما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشخصان آخران تحدثا للوكالة، وهما مسؤول استخبارات غربي ومصدر غربي يعمل في الشرق الأوسط.
وأشارت "رويترز" وفقا لمصادرها "أنه بدلا من الطيران مباشرة من إيران إلى السعودية فوق الخليج أخذت الصواريخ والطائرات المسيّرة مسارات مختلفة غير مباشرة إلى المنشآت النفطية، في إطار مسعى إيران لإخفاء تورّطها في الهجوم".
ونقلت الوكالة عن مصدر استخبارات غربي أن "بعض الطائرات المسيرة طارت فوق العراق والكويت قبل أن تصل إلى السعودية، وهو ما منح إيران فرصة الإنكار المعقول لتورطها في الأمر".
وتابع: "كان الأمر سيصبح مختلفا لو أن الصواريخ والطائرات المسيّرة شوهدت أو سُمعت وهي تطير في طريقها للسعودية فوق الخليج من مسار طيران جنوبي".
كما نقلت الوكالة عن أربعة مصادر وصفتهم بالمطلعة أن قرار استهداف "أرامكو" اتخذ في اجتماع عقده مسؤولون إيرانيون أمنيون في مجمع شديد التحصين جنوبي طهران، في مايو الماضي، ووافق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأضافت أن "من بين الحاضرين كانت قيادات عليا في الحرس الثوري الإسلامي، الذي يمثل فرع النخبة في المؤسسة العسكرية الإيرانية، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية".
وأوضح التقرير أن "الموضوع الرئيسي في ذلك اليوم من أيام شهر مايو/ أيار، كان يتمحور حول كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من الاتفاق النووي وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران، مشيرة إلى أنه وبحضور الميجر جنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري وقف أحد كبار القادة يخاطب الحاضرين.
وتبنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، في 14 سبتمبر/ أيلول، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.
إلا أن السعودية عرضت بقايا مما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل "لا يمكن إنكاره" على العدوان الإيراني.
من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، وقالت إن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل على ضلوعها في استهداف شركة "أرامكو" السعودية.