وتم استخدام البندقية الفنلندية في المعارك مع الاتحاد السوفيتي، فقد انضمت فنلندا آنذاك إلى دول المحور (ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان ورومانيا وبلغاريا والمجر).
خصائص بندقية الفيل
وصنعت فنلندا 1900 بندقية من هذا النوع كما بلغ عيارها 20 مم ووزنها 49.5 كغ دون الطلقات وطولها حوالي 2.240 متر، كما تم تطوير نسخة أوتوماتيكية بشكل كامل "إل-44/39" المضادة للطائرات عام 1944، بحسب صحيفة "ميليتاري فاكتوري".
وتحتوي البندقية على آلية تحكم في سرعة إطلاق النار والتي تضم زنادين – الزناد الخلفي والزناد الأمامي، ومن أجل إطلاق النار يجب أولا الضغط على الزناد الخلفي وهو الزناد السلفي بالنسبة للرامي، ثم الزناد الأمامي وهو الزناد العلوي بالنسبة للرامي، الأمر الذي لا يخفض من سرعة إطلاق النار فحسب بل يمنع إطلاق النار بالصدفة ويضمن ذلك أيضا وجود صمام أمان خاص في الجانب الأيمن من علبة الزناد. ويتسع مخزن طلقات البندقية لـ10 خراطيش.
بعض العيوب
من عيوب البندقية وزنها الكبير وسرعتها الأولية المنخفضة نسبيا (900 م/ث) والموثوقية غير الكافية.
وفي البداية كانت البندقية المصممة على أساس مدفعية خاصة بالطائرات قادرة على تحطيم الدبابات الروسية، لكن مع تعزيز الجيش السوفيتي بدبابات "تي-34" المطورة أصبحت بندقية الفيل لا جدوى منها في مواجهة المدرعات وتم استخدامها لأهداف قتالية أخرى.
تاريخ صنع البندقية
وانتشرت في ذلك الوقت مدرستان في فنلندا، حيث اعتبرت الأولى، أن استخدام بندقية عيار 13 مم ووصلها بمدفع رشاش ستكون لها فاعلية أكبر في اختراق مدرعات العدو لسرعتها، والمدرسة الثانية بقيت موالية للعيار 20 مم رغم بطء إطلاقها للنار، فهذا العيار كان له القدرة في اختراق الدروع السميكة للدبابات المعروفة آنذاك.
وهكذا قام مصمم الأسلحة آيمو يوهانس لاهتي بتصنيع بندقيتين واحدة من عيار 13.2 مم والثانية عيار 20 مم.
إمكانيات البندقية خلال المعارك القتالية
وأظهرت بندقية عيار 13.2 مم فيما بعد انعدام فائدتها في المعارك القتالية الأولى مع الاتحاد السوفيتي (عام 1939-1940)، أما بندقيات عيار 20 مم قد أظهرت نتائجا أفضل بكثير فتمكنت من اختراق درع سمكه 30 مم على بعد 100 متر وهذا يعني أنها كانت قادرة على اختراق أية دبابة خفيفة سوفيتية آنذاك بينها "تي-26" و"بي تي-2" و"بي تي-5"، لذلك تم إنتاج الأخيرة بأعداد أكبر.
Finnish soldier using a Lahti L-39 anti-tank rifle during the Winter war (1939) pic.twitter.com/Ysn5kBb1V7
— Detestation ✠ (@LiquorSlickdHwy) August 23, 2019
كما تم استخدام البندقية لاختراق الشاحنات والملاجئ المحصنة وتدمير الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض وكشف مواقع القناصين السوفيتيين بوضع البندقية في مكان تُسهل ملاحظته ما يدفع القناص بإطلاق النار وكشف موضعه.
فشل البندقية الفنلندية
وأصبحت البندقية لا جدوى منها خلال المعارك القتالية الثانية مع الاتحاد السوفيتي (عام 1941-1945)، بعد دخول الدبابات الثقيلة "تي-34" و"كي في-1" في خدمة الجيش السوفيتي ما أدى إلى استسلام فنلندا في 12 مارس/آذار عام 1940 وتوقيع معاهدة موسكو للسلام في 13 مارس/آذار، لكن تم استئناف المعارك عام 1941 بعد دخول الجيش الفنلندي إلى منطقة منزوعة السلاح، ثم إثر هزائم ألمانيا النازية عرضت فنلندا عام 1944 وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 4-5 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
Two Finnish soldiers with a Lahti L-39 AT rifle. Note the Italian M33 helmet pic.twitter.com/S9LYv9T1m5
— 0815 (@88I15) August 1, 2019
وبعد انتهاء المعارك تم نقل ألف بندقية "لاهتي" إلى أمريكا بين أعوام 1958 و1964 وتم بيعها بمبلغ قدره 760 دولار تقريبا (99 دولار حسب قيمة العملة آنذاك) وفي عام 1965 وقعت البندقية في أيدي عصابة كندية التي قامت بسرقة بنك في نيويورك، وفقا لصحيفة "غانز".