وسيحضر هذا المؤتمر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومساعده لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، بالإضافة إلى العديد من النشطاء والأكادميين والباحثين والحقوقيين، من 18 بلدا كاليابان والهند ودول عربية كلبنان والبحرين والمغرب وغيرها، وسيتم خلاله إجراء العديد من اللقاءات والمحاضرات ومداخلات حول التضامن مع فلسطين، بالإضافة إلى الوضع السياسي في كل بلد وفي المنطقة بشكل عام.
التقت وكالة "سبوتنيك" جميل صافية، رئيس لجنة "السلم" اللبنانية، أحد مؤسسي لجنة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، فأدلى بتصريح مطول حول اللجنة وحول الوضع الفلسطيني اليوم والوضع الداخلي في لبنان.
دعم الشعب الفلسطيني
وتحدث صفاية بداية، عن الدعم المقدم للشعب الفلسطيني، وتأسف لعدم وجود أي دعم حقيقي لهم، وإنما يقتصر على الدعم السياسي والمعنوي فقط، ويكمل: الدعم من خلالنا يكون عبر المؤتمرات إن كانت عربية أو دولية، ومن المفترض أن يكون الدعم أكثر من ذلك، لكن للأسف نرى أن العرب هم من يغطون على هذا العدوان بدعمهم المالي وبعمليات التطبيع، كما أن الأوروبيون الذين يدعون حقوق الإنسان لم نرى منهم أي تحرك أو دعم، وبالتالي الظروف صعبة جدا، لكننا نعتقد أن لا طريق إلا طريق المقاومة.
ويعتقد رئيس لجنة "السلم" اللبنانية بأن القضية الفلسطينية أصبحت بيد الله وحده، كما كانت منذ 80 عاما، كما أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا الآن، بالإضافة إلى الإنقسام الداخلي بين القوى الفلسطينية، والتي ترسم إشارة استفهام كبيرة حولها،
ويقول: هذه الخلافات لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي، وإذا لم نتحد ونوجه سلاحنا نحو العدو، طالما أن القضية واحدة ونعترف بأن العدو هو الإسرائيلي، فيبدو أننا مختلفون ولكن على السلطة، فهي سلطة وهمية وسلطة مراكز، وليس من ورائها أي فائدة.
وأكد صافية على أن من يكون في السلطة يجب أن يكون قائدا ثوريا من أجل التحرير ومواجهة الاحتلال، وأن يقدم تضحيات كما فعل العديد من القادة، وعبر عن أسفه كون أغلبهم يسعى للحفاظ على كراسيهم ومختلفون فيما بينهم، تاركين الشعب معرضا للمآسي والمجازر والدمار، ويواصل: إذا ما عالجنا مشاكلنا الداخلية وتوحدنا فلا أحد مستعد للدخول في موضوع المفاوضات والتسويات، وأنا أعتقد أن استرجاع فلسطين هو حلم وهي من مهامنا، لكني أراها صعبة في ظل الظروف الدولية والوضع العربي.
كما تطرق جميل صافية إلى التأثير الروسي على القضية الفلسطينية، وتأسف لكونه غير صارم بشكل كافي لضبط إسرائيل، وأن روسيا حاولت مع العديد من القوى الفلسطينية في مؤتمرات واجتماعات عقدت في موسكو، وبأنها مع الحلول السلمية وحل الدولتين، وأرجع ضعف الدور الروسي إلى التعنت الإسرائيلي النابع عن التعنت الأمريكي، وأكد أن الصراع الروسي الأمريكي والمصالح وغيرها تلعب دورا في ذلك.
وأشار صافية: أيضا يرى الروسي كما أرى أنا بأن القوى السياسية الفلسطينية غير موحدة، وهو يفكر فكيف أستطيع أن أدعمكم، فكلما كان الفلسطينيون متحدون ويوجهون بندقيتهم نحو العدو، كلما كان موقفهم أقوى، وعندها العدو الإسرائيلي سيأتي ويستنجد بروسيا لحل مشكلته مع القوى المتحدة في فلسطين.
انتفاضة لبنان
وتطرق عضو منظمة التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى الوضع الداخلي في لبنان، وأكد أن ما يشهده لبنان هو انتفاضة، نتيجة لتراكم 30 سنة من السرقة والفساد من السلطة الفاسدة المبنية على المذهبية والطائفية، والتي عانى منها الشعب اللبناني في العقود الأخيرة ومن سياستها الليبرالية.
ويكمل صافية: هذا انعكس على الشعب اللبناني الذي وصل إلى لحظة لم يعد قادرا فيها على مواجهة الحياة على المستوى المادي والسياسي والأمني، فأصبح الأمر معقدا ما أدى إلى الإنفجار، حتى لو بدأ الأمر بموضوع "الواتس آب"، وصدور هذا القرار يحتاج إشارة استفاهم كبيرة، وهناك أمور أكثر من "واتس آب" أدت إلى هذه الإنتفاضة.
وذكر رئيس اللجنة اللبنانية بأن كل القوى السياسية في لبنان تفاجأت بالانتفاضة، من رؤساء الجمهورية والحكومة والنواب، وقوى مثل "حزب الله" وغيرها، ومن لم يتفاجئ بها هو من كان جزء من المحطط، وتبين بعد عدة أيام أن هذه الانتفاضة ليست بريئة، وأنها مجهزة ومسيسة ويقودها اليوم الإعلام والمصارف.
وأكمل: تقسمت هذه الانتفاضة الآن إلى القوى الموجودة، وأصبحت تريد استعادة وضع داخل الانتفاضة، من خلال وضع شروط إذا كانت سياسية كما يفعل الحريري، أو مالية كما تفعل المصارف، لتهرب من الديون وسرقة الأموال المودعة في الخارج.
وتابع صافية: لقد رأينا تحرك الشارع كيف يتم، فهو عمليا من جماعة سعد الحريري عكار وطرابلس والمنيا، ويلتقي معه القوات اللبنانية مع جماعة وليد جنبلاط، وهذا التحالف الثلاثي عاد وتحالف مع بعضه، ويقطع الطريق لخلق استفزازات وصراعات مع القوى الأخرى، فأنت عندما تقطع هذا الطريق، فأنت تقطعه على أهالي الجنوب، والمقصود هنا قطع الشريان الأساسي على المقاومة، وهذا أدى إلى خلق الإشكاليات وأدى إلى سقوط شهداء، وللأسف لدينا الآن 5 شهداء.
دور الولايات المتحدة
وأكد أن للولايات المتحدة أيادي في الإنتفاضة من خلال الإعلام وجمعيات المجتمع المدني المرتبطة أمريكيا وأوروبيا، والذين يملكون إمكانيات مادية ولوجستينة، وبأنهم خضعوا لتدريب في دول مثل صربيا حول كيفية انطلاق الثورة وطريق التحريض وغيرها من الأمور، وهذا واضح للناس التي تملك بعض الوعي.
ويتابع: الأمريكي كان يسعى لإيصال البلد إلى هذه الحالة، لكي يستغل الحالة الاقتصادية والسياسية والإجتماعية، لأجل أجندة خارجية وهي أمن إسرائيل أولا، وهم يريدون النيل من المقاومة ورأس المقاومة التي حققت انتصارات، إن كان في سوريا واليمن والعراق، وعرقلت ومنعت المشروع الأمريكي في المنطقة.
ونوه إلى منافسة الولايات المتحدة لروسيا حول النفط في لبنان، وبأن روسيا ترغب بإبعاد الأمريكي عن قواعدها العسكرية في سوريا، بينما يريد الأمريكي السيطرة على النفط والغاز الموجود في لبنان، وبأنه منزعج لأنه لم يأخذ حصته في بعض المناطق، ويكمل: هو يضغط ويفرض شروطه على رئيس الحكومة، لكي يأتي رئيس حكومة موالي لهم يقوم بإعادة توزيع بلوكات النفط، إن كان في الجنوب أو بيروت وصولا إلى الحدود السورية اللبنانية.
الدور الروسي في لبنان
وتحدث جميل عن الدور الروسي في الانتفاضة في لبنان، وأشار إلى كونه لم يتدخل في الحراك لكنه يحاول إيجاد حلول سلمية ترضي الجميع، ويقول: السفير الروسي كان واضحا وهو قال بأن نوع من هذا الحراك المدعوم أمريكيا، سيؤدي إلى فوضى أمنية أو لقتال ونحن ضده، بعد أن خرجت الأمور من نطاقها الداخلي، ومن موضوع المطالب.
وأكمل: روسيا تؤكد على أن أي حكومة ستأتي يجب أن يكون برنامجها السياسي مبنيا على مطالب الناس، وهذا أمر جيد جدا، وهم ضد أن تكون حكومة تكنوقراط، لأنهم يعرفون ما المطلوب سياسيا من الحكومة، وبرأيي وجود الروس أمر جيد وهو ليس تدخل، كما هو التدخل الأمريكي السافر من خلال فيلتمان والذي رسم خارطة طريق.
رئيس الحكومة اللبنانية
وأثار صافية مسألة اختيار رئيس الحكومة اللبنانية، وكونها عملية صعبة بسبب سعد الحريري الذي يحرك الشارع بالتعاون مع جعجع وجنبلاط كلما اتفق حسن خليل من حركة أمل وحسن خليل مستشار السيد حسن نصر الله، ما يجعل الشارع يرفض أي أسم يطرح.
ويكمل: الحريري يريد رئاسة الحكومة بعدما تعرض له في السعودية وإرغامه على الإستقالة، وتعرض مؤسساته وشركاته للإفلاس، وهو يحتاج إيضا دفعة اجتماعية وشعبية، لأنه متراجع على المستوى الشعبي نتيجة شح المال.
وعن رئيس الحكومة القادم يرى صافية بأن رئيس حكومة مواجهة أمر غير وارد، لأن ذلك سيؤدي إلى مواجهة أكبر في الشارع، وقال: هذه القوى تشعر بأنها في أزمة لأنها لا تستطيع إعلان الاسم كون الوضع محضر ومهيأ، وأعتقد أن أي شخص سيأتي سيكون في حكومة ظل للحريري، والحريري سيديره في أي مشروع أو موضوع، والمؤشرات كلها تدل على أن الجهود تنصب في محاول إعادة سعد الحريري.
وختم قوله: السؤال المطروح هنا، هل سيقبل محركي الانتفاضة عودة الحريري في الوقت الذي طرح فيه شعار "كلكن يعني كلكن".