وأضاف سليمان إبراهيم في تصريح خاص إلى "سبوتنيك" على هامش مشاركته في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، أن "الفترات التي استمر فيها حكم الإسلاميين عانى فيها المجال الفني بشكل كبير، حيث عمد إلى تهميش وتغييب دور الفن بشكل كبير جدا".
وأشار إلى أن فكرة الفيلم الوثائقي (الحديث عن الأشجار) التي شارك فيه يسلط الضوء على دور 4 شخصيات دافعت بقوة عن السينما والحركة الفنية في السودان، بسبب تغييب الحركة السينمائية ومحاولة وضع الأجندة السينمائية على أولويات المسؤولين في السودان في أعقاب العام 2012.
وشدد على أن دور السينما في الفترة المقبلة سيكون مهما للغاية خاصة أن السنوات التي غابت فيها السينما أثرت بشكل كبير على قوة الثقافة وصورة السودان، خاصة أنه تلك الفترات يصعب التعبير عنها بسبب المشاهد المأساوية التي عاشها السودان.
ويحكي الفيلم الوثائقي السوداني (الحديث عن الأشجار ) قصة 4 من رواد السينما السودانية إبراهيم شداد، سليمان محمد إبراهيم ومنار صديق والطيب مهدي الذين درسوا السينما في الخارج وتربطهم صداقة، ويجمعهم هذا الشغف الذي لم يفتر لإعادة إحياء التراث السينمائي السوداني وذلك باستعادة مخزون الأفلام القديمة ولفت الانتباه مرة أخرى إلى هذا التاريخ الطويل لهذا البلد في الصناعة والذي إندثر لعدة عوامل من أبرزها العامل السياسي.
ويحاول أبطال العمل بلا كلل حمل مالكي سينما في أم درمان على إعادة تشغيل المكان، لكنهم يواجهون بمقاومة، يجلسون معاً ويتحدثون عن الماضي - بما في ذلك تجاربهم مع الاضطهاد وحتى التعذيب كفنانين معارضين، وفي لحظات كهذه يمكن للمشاهد أن يدرك الصداقة، بالإضافة إلى الرابطة والتضامن الأيديولوجي فيما بينهم.
وحقق الفيلم الوثائقي للمخرج صهيب قسم الباري جائزتين في مهرجان برلين الدولي في نسخته الـ 69، جائزة أفضل فيلم وثائقي، وجائزة الجمهور في قسم البانوراما.
وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم إنتاج مشترك فرنسي سوداني ألماني تشادي قطري.