نشرت وكالة "رويترز" تقريرا حصريا مطولا حول التحقيق الأمريكي حول الهجوم النفطي السعودي، يظهر أن الضربة "جاءت من الشمال".
يظهر التقرير الأمريكي أن الأدلة والتحليلات الجديدة لحطام الأسلحة، التي تم الحصول عليها من الهجوم على المنشآت النفطية السعودية يوم 14 سبتمبر/ أيلول، تشير إلى أن الضربة جاءت على الأرجح من الشمال.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها وصلت إلى تقييمها هذا، لأنه عثرت على حطام طائرة دون طيار سقطت قبل أن تصل إلى هدفها على بعد 200 كم شمال غربي موقع الهجوم.
وقال التقرير: "يشير هذا بالاقتران مع المدى الأقصى المقدر بنحو 900 كيلومتر للطائرة دون طيارمن نوع UAV إلى احتمال كبير بأن يكون الهجوم قد جاء من شمال بقيق (إحدى المنشآت النفطية التي تم استهدافها في السعودية)".
إيراني الشبه
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة حددت العديد من أوجه التشابه بين الطائرات دون طيار المستخدمة في الغارة، وطائرة إيرانية مسيرة تم تصميمها وإنتاجها في إيران تعرف باسم "IRN-05 UAV".
وأضاف التقرير "تحليل حطام الأسلحة، لم يكشف بالتأكيد مصدر الضربة، ولكن أجهزة الاستخبارات حددت من خلال منظومات الأسلحة المستخدمة في هجمات 14 سبتمبر مصدر الهجوم بمنتهى الدقة".
ونقل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة "رويترز" أن النتائج الجديدة بها "معلومات جديدة سرية".
وكانت "رويترز" قد ذكرت في تقرير سابق عن مصادر أن القيادة الإيرانية وافقت على الهجمات، لكنها قررت التوقف عن "المواجهة المباشرة"، التي قد تؤدي إلى رد فعل مدمر من الولايات المتحدة.
وقال 3 مسؤولين مطلعين على الاجتماعات ورابع مقرب من صنع القرار في إيران "اختارت إيران بدلا من ذلك ضرب مصنعي بقيق وخريص في السعودية".
وقال مصدر في الشرق الأوسط، اطلع على التقرير الخاص بالتحقيق في الهجوم:
"موقع الإطلاق للهجوم كان قاعدة الأحواز الجوية في جنوب غربي إيران، على بعد 650 كيلومتر شمال بقيق".
وتابع مصدر استخباراتي عربي استشهد به التقرير الأمريكي "طارت تلك الطائرات فوق العراق والكويت في طريقها للهجوم، وهو ما منح طهران إمكانية إنكار معقولة للهجوم".
وأوضح التقرير أن
الضربة استمرت نحو 17 دقيقة، استخدمت فيها 18 طائرة دون طيار، و3 صواريخ منخفضة الارتفاع.
حطام الطائرات
ومن المقرر أن تقدم الولايات المتحدة نتائج تحقيقها في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، والتي تسعى فيها لإثبات تورط طهران في الهجوم على منشآت أرامكو النفطية.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في تقرير مشابه الأسبوع الماضي إنها غير قادرة على التأكد بشكل مستقل أن الصواريخ والطائرات المسيرة "من أصل إيراني".
كما أشار التقرير الأممي إلى أن "أنصار الله" (الحوثيين) "لم يثبتوا أن في حوزتهم هذا النوع من الطائرات المستخدمة في الهجوم على أرامكو".
كما تقدم أمريكا في تقريرها صورا للوحة دوائر البوصلة، التي تم انتشالها من الهجوم، ويظهر فيه علامة تشير على الأرجح إلى تاريخ تصنيع محتمل، كتب بالسنة التقويمية الفارسية.
كما ذكر التقرير "اسم شركة يعتقد أنها مرتبطة بإيران، هي شركة سدرة، التي ظهرت على ملصق ضمن الأسلاك الخاصة بحطام طائرات دون طيار".
وتبنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.
كان الهجوم هو الأسوأ على منشآت نفطية في الشرق الأوسط منذ أضرم الرئيس العراقي صدام حسين النار في حقول نفط كويتية خلال أزمة الخليج في 1991 .
واتهمت السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران بالضلوع في تنفيذ الهجوم، فيما نفت طهران تلك المزاعم.
وعقدت وزارة الدفاع السعودية مؤتمرا صحفيا يوم الأربعاء 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، عرضت فيه حطام طائرات مسيرة وصواريخ قالت إنها "أدلة على عدوان إيراني لا يمكن دحضها"،
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن 25 من الطائرات المسيرة والصواريخ استخدمت في الهجمات التي انطلقت من الشمالي السعودي (إمّا من الأراضي الإيرانية أو العراقية) وليس من اليمن.
وبينما نفت وزارة الخارجية الإيرانية علاقة إيران بالهجمات، أشاد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في تغريدة له على تويتر بالحوثيين الذين عدّهم فرعًا من فروع حرس الثورة الإسلامية الإيرانية.
وكان المتحدث الرسمي باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع قد قال إن الهجمات سيرت من الأراضي اليمنية باتجاه المعملين، حيث يبعدان عن الأراضي اليمنية أكثر من 1500-1000 كم.
وأرسلت الأمم المتحدة خبراء تحقيق دوليين إلى السعودية للمشاركة ضمن فريق التحقيق السعودي-الدولي الخاص بالهجمات.
ولكن بعدها قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير إلى مجلس الأمن، إن "الأمم المتحدة فحصت بقايا الأسلحة المستخدمة في الهجمات ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من أنها إيرانية".