فبحسب الخبراء الذين تحدثوا لـ"سبوتنيك"، فإن دياب هو الأقرب من إمكانية تشكيل حكومة جديدة.
آراء الخبراء تباينت بشأن مدى إمكانية استقرار الوضع خلال الفترة المقبلة، فيما ربطه بعضهم بشكل الحكومة الجديدة، ومدى قدرة الجهات الأمنية على ضبط بعض المناوشات التي قد تحدث.
وأضاف في تصريحاته لـ"سبوتنيك"، اليوم، أن بعض المسربين والمشككين لا يزال متمسكا بأحادية ترؤس الرئيس سعد الحريري لأية حكومة، مع إلباس موقفه بالطائفية السنية.
ما علاقته بحزب الله
يقول الرز إن الرئيس المكلف حسان دياب، نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، والأستاذ الإخصائي في مجال هندسة الكهرباء والاتصالات، لا يعرف من "حزب الله" إلا اسمه، وأنه لا يعترف بالعقبات أو العقد، إلا بإيجاد سبل لحلها، كما طرح اسمه منذ أكثر من شهر، ولم يتم طرحه علنا خوفا من إحراقه كما جرى مع آخرين.
ويؤكد أن دياب أصبح دستوريا رئيسا للحكومة، وأما ميثاقيا فهو تعبير مبتدع لا وجود له في الدستور، ويستخدم حسب الحاجة، حسب قوله.
وأشار الرز إلى أن الرئيس المكلف، أكد أنه آت ليلبي مطالب الثورة الشعبية، حسبما وصفها، وأن معظم أعضاء حكومته سيكونوا من الإخصائيين، وستحظى المرأة بدور واسع فيها.
موقف الحراك
يرى الرز أنه تعامل الحراك الشعبي مع تكليفه بهدوء ملحوظ ، بغض النظر عن بعض التحركات الموالية للرئيس الحريري، وأنها محدودة في الزمان والمكان، حسب قوله.
ويشدد على أن الرئيس المكلف سيجتمع مع العديد من الجهات ومنها الحراك، ليوضح موقفه وحقيقة توجهاته خلال الأسبوع المقبل، بما في ذلك جديته وعزمه على مكافحة الفساد والإعداد لانتخابات نيابية مبكرة، وأن ذلك يفسر سر الموقف المعادي له من بعض أطراف الطبقة السياسية الفاسدة .
وأضاف عكوش في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة: "سنرى في اليومين القادمين بعض التظاهرات، وقطع الطرقات الدولية، احتجاجا على عدم تسمية شخصية ما، وربما تنحو بعض التظاهرات إلى العنف، لكن أعتقد أن الأجهزة الأمنية ستعالج هذا الموضوع، لأنه وبكل بساطة ليس من مصلحة أي طرف في ظل هذا الواقع الاقتصادي، أن نذهب إلى الفوضى الشاملة".
فيما يرى الخبير الاستراتيجي اللبناني شارل أبي نادر، أن مواصفات الرئيس المكلف قريبة جدا من المواصفات التي حددها الحراك المطلبي الصحيح.
وأضاف أبي نادر لـ "سبوتنيك" أن دياب صاحب خلفية أكاديمية مهنية بعيدة عن السياسيين، وأن تاريخه في العمل يحمل النجاح والمصداقية وأن هذه الصفات من مطالب الحراك.
الموقف الدولي
يعاود محمد سعيد الرز الحديث بقوله أن الدول العربية بما فيها السعودية، والدول الأوروبية وخاصة فرنسا، لم يكن لديها أي مرشح محدد لرئاسة الحكومة اللبنانية بما فيهم الحريري.
ويتابع أن الموقف الأمريكي عبر عنه نائب وزير الخارجية ديفيد هيل، حين أعلن أن واشنطن لم تتدخل في تسمية رئيس الحكومة، ولن تتدخل في تسمية أي وزير فيها، بعد مقابلته اليوم الرئيس نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون، وأنه في هذا الإعلان رسالة هامة إلى مختلف شرائح السياسة اللبنانية .
فيما يقول عكوش أنه ليس من مصلحة أي دولة إقليمية أو دولية أن يذهب لبنان نحو الفوضى الشاملة، لما لهذه الفوضى من آثار سلبية على مستوى المنطقة، وعلى مستوى أوروبا نفسها، والتي ستكون أولى ضحايا هذه الفوضى نتيجة للهجرة الجماعية التي ستحصل، ليس فقط من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الموجودين في لبنان، بل حتى من قبل اللبنانيين أنفسهم.
الجانب الاقتصادي
من الناحية الاقتصادية يشير عكوش إلى أن تكليف حسان دياب، بما يتمتع به من سمعة ممتازة على المستوى الجامعي في لبنان، سينعكس بطبيعة الحال على السوق اللبناني، إلا أن التكليف وحده لا يكفي، وأنه لا بد من سرعة في تأليف الحكومة أيضا.
ويشدد على أن لبنان بحاجة إلى قرارات جريئة لوقف التدهور الاقتصادي، والنقدي الحاصل، وأن مصرف لبنان لن يستطيع اليوم أن يأخذ أي قرار لمعالجة هذا الوضع، قبل تشكيل الحكومة التي من المفترض أن تكون سندا له في قراراته.
فرص تشكيل الحكومة
بشأن فرص دياب في تشكيل الحكومة يقول العميد شارل أبي نادر إن هناك فرصة كبيرة وشبه أكيدة لقيام الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم، أنه رغم عدم حصوله على نسبة كبيرة من أصوات النواب، إلا أن الكثير ممن لم يصوتوا له، ربطوا دعمه ومنحه الثقة لاحقا بشكل الحكومة.
حظي دياب بتأييد الكتل البرلمانية الكبرى التابعة لـ"التيار الوطني الحر" (موالٍ لرئيس الجمهورية)، والحليفين "حزب الله" و"حركة أمل"، في وقت تثار تساؤلات حول تمتعه بالميثاقية الطائفية التي تحكم الحياة السياسية في لبنان.
يذكر أن حسان دياب عمل كوزير للتربية والتعليم العالي، خلال الفترة من 2011 حتى 2104، في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي.