وإليكم نص الحوار..
سبوتنيك: نلاحظ هدوء يسيطر الأن على مشهد التدخل التركي في شمال شرق سوريا ..هل يوشي ذلك بحل قريب؟
سبوتنيك: ما الفرق بين اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة الموقع 17 تشرين وبين اتفاقها مع روسيا في ذات الصدد؟
درار: اتفاق أنقرة مع واشنطن بموجبه أصبحت تركيا على الأرض بمساعدة قواتها المرتزقة اللذين يقاتلون معها وتطلق عليهم اسم الجيش الوطني، وبالفعل احتلوا مساحات من الأراضي السورية و إحداث تغيير ديموغرافي بين منطقتي رأس العين وتل أبيض، وأصبحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية معدومة في هذه المنطقة، لكن اتفاق أنقرة مع موسكو خرج بموجبه دوريات عسكرية مشتركة فقط، في عدة مناطق دون تواجد تركي مستمر، بالتالي الفرق كبير بين الاتفاقين.
سبوتنييك: كيف ينظر "مجلس سوريا الديمقراطي" ومعه "قسد" إلى التناقض الأمريكي"ترامب/البنتاجون" في التعامل مع ملف الأكراد؟
درار: هناك تنافس بين عدة أجنحة داخل الولايات المتحدة، أدت إلى التناقض الأمريكي الواضح تجاه الملف السوري، فضلًا عن صراع المصالح والتنافس بين الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، و قد استغلت تركيا هذا التنافس في تحقيق.
سبوتنيك: برأيك هل تستطيع تركيا شن عملية عسكرية على قوات سوريا الديمقراطية دون ضوء أخضر أمريكي؟
درار: بالطبع لا، كان هناك ضوء أخضر أمريكي للاحتلال التركي، تمثل في إعلان الانسحاب الأمريكي من هذه المنطقة، وعدم حماية الأجواء، وهذا لرغبة واشنطن في استعادة العلاقات مع تركيا بعد تقرب الثانية من روسيا.
سبوتنيك: إذا كان الوضع كما تفضلت بطرحه لماذا تقبل قوات سوريا الديمقراطية بأن تكون مجرد ورقة في يد الولايات ورغم ذلك تستمر فيطلب العون من واشنطن؟
درار: دمشق طلبت العون من إيران و روسيا، ونحن كنا ضعفاء في وجه أكبر قاعدة لتنظيم داعش الإرهابي، وكان أمامنا خيارين أما الاستسلام أو الدفاع، في هذا الوقت كانت واشنطن تشن حربًا على التنظيم الإرهابي، فحدث بيننا شراكة عسكرية وليست سياسية، و عندما كنا نحارب في كوباني لم نطلب الدعم إلا من الجانب السوري والروسي، وتأخر وصول المساعدات، ولكن صمودنا في معركة كوباني جلب التحالف الدولي، لمساندة قوات حماية الشعب حينها، ثم تطور المشروع إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي حررت المنطقة.
سبوتنيك: وزير الدفاع التركي تحدث مؤخرًا عن تواجد ما أسماهم إرهابيين "قسد" في تل أبيض و رأس العين.. برأيك هل تصريح خلوصي أكار يمهد لتصعيد جديد في تلك المناطق رغم الهدنة؟
سبوتنيك: هل ما تفضلت بطرحه سيد درار له علاقة بإصرار تركيا على إقامة منطقة عازلة في شمال شرق سوريا ما وصفتوه أنتم بأنه تغيير ديموغرافي مقصود؟
درار: هذا مشروع أردوغان، نحن طالبنا منذ استقرار المنطقة بعودة النازحين من تركيا، بعد عقد اتفاقيات من أجل بناء مقرات مؤقتة لهم، بدلًا من استمرارهم في الخيام داخل تركيا، و تحدثنا أن حماية هذه المقرات مسؤوليتنا حتى تحقيق التسوية السياسية، ومن ثم يعودوا إلى مناطقهم الأصلية، لكن قام أردوغان من خلال قواته والمرتزقة بتهجير جزء من سكان تل أبيض ورأس العين، ما أدى إلى نزوح جديد، رغبة منه في تغيير سكان بأخرين، وهذا هو التغيير الديموغرافي.
أنقرة تريد توطين سكان نزحوا من ريف دمشق وإدلب وحمص وحماه في شمال شرق سوريا، وأغلب هولاء من المنتفعين، وأصبح بعضهم يطالب بأن تكون تركيا هي المسيطرة على المنطقة، ويطالب باستفتاءات تقوم بها تركيا لتخيير السكان بين حكم سوريا وتركيا، وهذا واضح من رفع المعارضة السورية السياسية والمسلحة شعار العلم التركي.
سبوتنيك: إذًا كيف ينعكس تقدم الجيش العربي السوري على طريق معرة النعمان ومحاصرة نقاط المراقبة التركية على الوضع في شمال شرق سوريا؟
درار: تركيا اتفقت في أستانا مع روسيا وإيران على تسليم المناطق التي يحكمها ما تطلق عليهم المعارضة المسلحة، وهي نقلت منهم ما تحتاجه فيما بعد، أما الباقي متفقة فيه مع روسيا على أهمية التخلص منهم، بالتالي تركيا لم تٌحاصر بل تشارك.
سبوتنيك: كثر الحديث مؤخرًا عن فرار عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من سجون "قسد" أثر التدخل العسكري التركي.. ما حقيقة ذلك وهل لديكم معلومات عن عدد الهاربين وأين اتجهوا إذا صحت المعلومات؟
درار: لم يهرب سوى خمسة أشخاص من عناصر تنظيم داعش الإرهابي فيما يخص السجون، لكن هرب عدد كبير من عوائل مخيم عين عيسى، بعد أن أحرق المسلحين المخيم، وأعادوا هولاء إلى حدود تركيا، ومنها مرة أخرى إلى إدلب ومناطق أخرى نجهلها، لكن بعضهم تم إلقاء القبض عليهم في الطريق وإعادتهم.
سبوتنيك: رفض مظلوم عبدي لمطالب دمشق بدمج قوات "قسد" كأفراد داخل الجيش السوري بحجة الحفاظ على خصوصية "قسد"..ألا يتناقض ذلك مع حقوق المواطنة والمساواة التي تنادون بها منذ بداية الأزمة؟
سبوتنيك: كان هناك دعم سياسي وإعلامي عربي كبير للأكراد بتشكيلاتهم السياسية والعسكرية في مواجهة عملية "نبع السلام".. البعض اعتبره نكاية في أنقرة وليس إيمانًا بحقوق الأكراد.. ولكن أتساءل عن تقيمكم أنتم للموقف العربي؟
درار: نحن ممتنون جدًا إلى جمهورية مصر العربية، لحفاوة استقبال وزير الخارجة سامح شكري قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب، ودعمه لنا ما أعطانا مساحة كبيرة للتحرك الإيجابي مع الجميع، وبعدها أصبحنا نُستقبل من قبل وزارات الخارجية في أكثر من دولة، والتقينا عدد كبير جدًا من سفراء الدول وحققنا تقدمًا كبيرًا في التنسيق المشترك، وهذا لم يكن متوافرًا قبل دعم القاهرة لنا، ويعود لأسباب عدة منها أن تركيا تهدد الجميع وليس الأكراد فقط.
سبوتنيك: الآن أنتم في زيارة ثانية إلى القاهرة.. ما أسباب الزيارة ومن التقيتم من مسؤولين هذه المرة؟
درار: مصر فتحت أبوابها لنا، وأصبحنا نناقش المصالح المشتركة، وهي مصالح سورية مصرية عربية، لا نمثل الكرد فقط نحن طيف مشترك من السوريين، ونعمل من أجل مصلحة سورية، التي تتمثل في تحرير الأراضي السورية من الاحتلال الإرهابي والتركي، خاصة أن أنقرة تقوم بنقل الإرهابيين الآن من سوريا إلى ليبيا، والآن سنشارك في مشروع المعارضة السورية، وجلسات اللجنة الدستورية بدفع من جمهورية مصر العربية، مصر تقوم بدور إيجابي وهناك استعدادت لإطلاق مؤتمر القاهرة 3، في وقت قريب.
أجرت الحوار: هند الضاوي