القضية التي تعود لعشرات السنين، ولم تصل بها الأطراف الدولية ولا الأمم المتحدة إلى حل حتى اليوم، يرى الخبراء أنها تؤرق المنطقة، وأنه لا سبيل سوى التسوية التي اقترحها المغرب في إطار الحكم الذاتي.
أعلنت إدارة الرالي، اليوم الجمعة 10 يناير/ كانون الثاني، أنه من المنتظر أن يقضي المشاركون يومهم قبل الأخير في المغرب، في الطريق ما بين مدينتي أسا والسمارة، وفقا لما نقلته صحيفة "اليوم 24" المغربية،
وكانت جبهة البوليساريو قد وجهت خلال الأسبوع الماضي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس بعثة الأممية كولين ستيوارت، تحتج فيها على عبور الرالي الدولي للأقاليم الجنوبية من المملكة.
ولوحت الجبهة بالتشويش على الرالي بـ"استخدام جميع الوسائل" للرد، محملة المغرب “المسؤولية الكاملة عن العواقب التي قد تنجم عن استفزازاته."
من ناحيته، قال المحلل السياسي المغربي سمير بودينار، إن التهديدات الحالية سببها أن منظمي "رالي أفريقيا البيئي"، يضعون خريطة المغرب في إعلانه عن المسابقة كاملة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "خريطة المغرب وموريتانيا ضمن البلدان التي سيمر منها مسار الرالي، وأن تهديدات البوليساريو، ليست جديدة، بينما سيمر الرالي دون الالتفات للتهديدات".
وتابع بودينار: "إذ كانت الجبهة الانفصالية قد أطلقت خلال النسخة الماضية من الرالي، إشاعة تفيد عرقلة مرور المشاركين فيه عبر معبر الكراركات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، إلا أن إدارة الرالي كانت قد أكدت أن التغير في برنامج العبور عبر الكراكات كان بسبب سوء الأحوال الجوية، وأن كل المشاركين عبروا نحو الأراضي الموريتانية بدون تسجيل أي مشاكل."
ويرى المحلل المغربي أن احتمالات التصعيد التي تطفو للسطح بين فترة وأخرى "ضعيفة"، بسبب الوضع الداخلي لجبهة البوليساريو، الذي تقلص هامش تحركها بسبب تراجع الدعم السياسي والمالي، من الأطراف الداعمة لها خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح بودينار أن
"الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أبدى بعد تسلمه مقاليد الحكم ورغم الموقف الرسمي للحكومة، رغبة في التقارب مع المغرب، تحت ضغط الشارع الرافض لاستمرار إغلاق الجزائر حدودها البرية مع المغرب من طرف واحد".
كما قال عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "التهديدات التي تطلقها الجبهة كل عام تتعلق باقتراب موعد مؤتمراتها التنظيمية كجبهة انفصالية، وتهدف لاستعراض القوة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الجبهة لا يمكنها اتخاذ قرارات بالحرب مع الدولة المغربية في الوقت الراهن، خاصة أنها لا تملك ما يمكنها من القيام بهذه الخطوة، خاصة في ظل التراجع الدعم الدولي لها".
ويوضح أستاذ القانون العام المغربي "هذه التهديدات لا تؤرق المجتمع الدولي ولا الدولة المغربية، خاصة أنها جلست في وقت سابق إلى جانب الجزائر والمغرب وموريتانيا ودار الحديث عن مسألة الحكم الذاتي، الذي يمكن أن يحل الإشكالية القائمة".
وفي نهاية العام الماضي قال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن البعثة الأممية تقف على الحياد بين المغرب والبوليساريو.
وحسب ما نشرت صحيفة "هسبيرس" المغربية، فقد أثار حضور عنصرين من بعثة المينورسو الأممية لمؤتمر لجبهة البوليساريو جدلا واسعا.
وأكد دوغاريك، أن "المبعوثين العسكريين غادرا المؤتمر بعد وقت قصير من بدايته، وعادا إلى موقعهما العسكري".
وتخوض جبهة "البوليساريو" وهي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وهي حركة تأسست في 20 مايو/ أيار 1973، نزاعا مع المغرب حول إقليم الصحراء، منذ جلاء الإسبان، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا مع المغرب، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة، ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية، الذي قارب عمره ثلاثة عقود، في حين طرح المغرب رؤية حول الحكم الذاتي لم تلقى التوافق الكامل حتى الآن من أطراف الأزمة.