وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري مصطفى وزيري في تصريحات لـ"سبوتنيك" على هامش الافتتاح إن "هذا المعبد له مكانة مكانة كبيرة جدا، بٌني عام 1354، لكنه تعرض للتدمير بعد دخول الحملة الفرنسية إلى مصر في 1798 حيث بنى نابليون بونابرت حصنا في هذا المكان، وفي عام 1850 تم عمل بعض التجديدات والتوسيعات في المعبد".
افتتاح المعبد رسالة للعالم
وأضاف وزيري "المجلس الأعلى للآثار بدأ منذ نحو عامين أعمال الترميم، وتم الانتهاء منها، ونفتتحه اليوم بتكلفة بلغت 68 مليون جنيه (نحو 4.45 مليون دولار) دفعتها وزارة الآثار"، مردفا "افتتاح المعبد رسالة واضحة للعالم أن أرض مصر تحتضن جميع الديانات السماوية المختلفة".
وأوضح وزيري، أن "المعبد يتكون من طابقين، أحدهما للرجال والآخر للسيدات، إضافة إلى مكتبة تضم نحو 50 كتابا من التوراة القديمة، تعود إلى القرن الخامس عشر".
في هذا السياق، وخلال حفل الافتتاح، قال وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني إن "إعادة افتتاح هذا المعبد رسالة للعالم أن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصري من كل الفترات".
معبد إلياهو هانبي
— السفارة الاسرائيلية (@IsraelinEgypt) January 10, 2020
تمت إعادة الترميم على مدار العامين الماضيين
المعبد تم إنشاءه عام ١٣٥٤ م، ويعد من أهم وأقدم المعابد في الإسكندرية
نتوجه بالشكر والتقدير لمجهودات الحكومة المصرية بالحفاظ على ذلك الأثر المصري-اليهودي، وجزيل الشكر لمجهودات الدكتور/ خالد العناني - وزير الآثار المصري pic.twitter.com/wv5n6MXSrT
طائفة لا يتجاوز عددها أصابع اليد في مصر
"لا يتجاوز عددنا أصابع اليد" تقول رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون وهي تغالب دموع فرحتها، معربة عن أمل أن يساهم افتتاح المعبد كمزار سياحي في تغيير الثقافة الشعبية لدى المصريين عن اليهود وخاصة اليهود المصريين.
وأضافت هارون في تصريحات صحفية على هامش حفل افتتاح المعبد "هذا اليوم كنت أتمناه، هذا الافتتاح يمثل رسالة أن مصر بشعبها مسلم ومسيحي ويهودي كنا شعب واحد ويد واحدة، وسنعود يد واحدة مرة ثانية".
وتابعت هارون "بقينا لنحو 60 عاما، لا أحد يتحدث عننا، اليوم يتم الإعلان رسميا إن هناك يهودا يعيشون في مصر، هذا بمثابة اعتراف بنا، ترميم المبعد تم بأياد مصرية وبأموال مصرية، اليوم بالنسبة لي يوم عيد، أشعر بالفرح".
وحول عدد أفراد الطائفة اليهودية التي مازالت موجودة في مصر، قالت هارون "الطائفة قليلة جدا، لا تتجاوز أصابع اليد".
المبعوث الخاص البريطاني لحرية الأديان والمعتقد: "مبروك لمصر على افتتاح معبد إلياهو هانبي ، أقدم معبد في الإسكندرية. إنها شهادة على التزام مصر للحفاظ على التراث الثقافي وخطوة لتعزيز الاحترام وقيم التنوع الديني والتسامح.” https://t.co/7ooBzKdRDe
— UK in Egypt (@UKinEgypt) January 10, 2020
اليهود جزء من تاريخ مصر
أحد أفراد الطائفة اليهودية الموجودة في الإسكندرية ألبير قال في تصريحات للصحفيين على هامش الافتتاح "للأسف حدث تعتيم في تاريخ مصر، افتتاح المعبد اليوم إعادة تثقيف للأجيال الجديدة التي لا تعرف تاريخ مصر، وأقول تاريخ مصر لأن اليهود جزء من تاريخ مصر، وعلى مدى عقود طويلة تاريخ مصر أزيل".
وأضاف ألبير "هذا التعتيم تم بشكل متعمد وبشكل عشوائي، تاريخ اليهود جزء بسيط من تاريخ مصر".
وعن حياة اليهود الحاليين في مصر، قال ألبير "هناك جمعية تسمي قطرة اللبن، إلى جانب النشاط الخيري، تعمل على الحفاظ على تراث تاريخ اليهود المصريين، وهي المسؤولة عن المعابد والمدافن، والثقافة والكتب، وهذا ليس تاريخ خاص باليهود، هذا جزء من التراث المصري".
ويقول ألبير "هذا المعبد سيشجع السياحة الدينية وهي سياحة مهمة جدا، وهذا أيضا تراث مصري يهودي يعود لأكثر من 1000 سنة للتاريخ".
وتبلغ مساحة المعبد الذي يقع في شارع النبي دانيال بالإسكندرية 4200 متر، وهو مكون من طابقين، طابق للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخص، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.
ويرتبط هذا المعبد بقيمة دينية كبيرة لدى الطائفة اليهودية، وذلك بسبب اعتقاد شائع أن النبي (إلياهو) أحد أنبياء بني إسرائيل قد ظهر بعد وفاته لعدد من رجال الدين اليهودي في هذا المكان، إضافة إلى أنه يضم نحو 50 نسخة من نسخ التواره القديمة التي تعود إلى القرن الخامس عشر.
المعابد اليهودية في مصر
يوجد في مصر 11 معبدًا يهوديًا، 10 منها يقع في مدينة القاهرة، ومعبد واحد في مدينة الإسكندرية، قبل افتتاح معبد الإسكندرية اليوم، كانت جميعها مغلقة، باستثناء معبد "عدلي" أو "شعار هاشامايم" الذي يقع بشارع عدلي في وسط القاهرة، وهو المعبد الوحيد المسموح فيه بإقامة الصلوات والشعائر اليهودية، وداخل هذا المبنى يوجد ما يُسمى بـ"قدس الأقداس" وهي خزانة رصت داخلها أوراق ملفوفة من التوراة وسجلات ووثائق تروي تاريخ اليهود المصريين منذ قرون، وسجلات الزواج والطلاق والعائلات اليهودية في مصر.
ولا يتجاوز عدد الطائفة اليهودية في مصر الـ 10 أفراد، أغلبهم من العجائز، بعد أن كان عددهم يبلغ في منتصف القرن العشرين ما بين 80 ألف و120 ألف نسمة، إلا أن أغلبهم خرجوا من مصر عقب حرب 1967.