ويرى مراقبون أن زيارة عبد المهدي كان هدفها تقديم المزيد من التنازلات من أجل تأييد كتلة الإقليم في البرلمان لإعادة تسميته رئيسا للحكومة بعد فشل البرلمان في طرح أسماء لها قبول في الشارع.
وأضاف الباحث في الشأن الكردي، أن الزيارة تناولت ملف العلاقات والاتفاقيات بين أربيل وبغداد التي وقعت السنة الماضية والإسراع في تطبيقها.
وأشار محمود إلى أنه لم يتم التوقيع على أي اتفاقية جديدة خلال الزيارة، بل مجرد مناقشة الأوضاع الحالية والتعاون المشترك في تطبيق ما اتفق عليه سابقا.
ونفى الباحث السياسي وجود علاقة بين الزيارة وما تناولته بعض التقارير الإعلامية من أن الهدف من الزيارة هو طلب التأييد من الإقليم للبقاء في رئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن عبد المهدي ناقش تنفيذ الملفات المتفق عليها ولم يتم التطرق لأي شيء آخر.
وخلال مباحثاته في أربيل مع رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني، أكد عبد المهدي أهمية النأي بالعراق عن الصراعات الخارجية، كما شدد على ضرورة أن تكون للبلاد علاقات متوازنة مع الجميع.
ومن جانبه قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي، إن عادل عبد المهدي ذهب لإقليم كردستان لإعادة نفسه رئيسا للوزراء بعد مواقفه الأخيرة الداعمة لإيران، وقد قدم حزمة من التنازلات لقيادة الإقليم منها عدم التعرض لصادرات النفط من الإقليم وغض الطرف عنها والتعهد بإرجاع كركوك للإقليم.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن الوعود التي قدمها عبد المهدي لزعماء الإقليم لن ينفذها حال رئاسة الحكومة والأكراد يعون جيدا، أن عادل عبد المهدي ضعيف ولا يستطيع الوفاء بوعوده وكذلك هناك اللاعب الأمريكي المؤثر في المعادلة.
وذكر بيان لحكومة الإقليم أن "رئيس الحكومة مسرور بارزاني استقبل السبت رئيس الحكومة الاتحادية، عادل عبد المهدي، الذي وصل الى أربيل صباح السبت في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع ضم عددا من الوزراء والمسؤولين".
وأضاف:"جرى خلال الاجتماع الذي عقد بين الجانبين تسليط الضوء على آخر المستجدات في العراق والمنطقة والعلاقات بينهما".
ونقل البيان عن عبد المهدي قوله:"هناك أساس جيد للتفاهم ولحل المشاكل بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وثمة فرصة لحل المشاكل كافة وبما يصب في مصلحة العراقيين جميعا".
وبحسب البيان، فقد شدد رئيس حكومة الإقليم على "ضرورة حسم جميع المشاكل العالقة بين حكومته والحكومة الاتحادية عبر تطبيق الاتفاقات المبرمة بين الجانبين".
وأضاف أن "تنفيذ ذلك يحتاج إلى قرار وإرادة حازمة وجدية ليتم البت في جميع القضايا الخلافية"، مبينا أن "تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدا جديا على العراق، ولا بد من زيادة التنسيق بين الجانبين بمساعدة التحالف الدولي".
ووفقا للبيان، فإن الجانبين "أكدا أهمية النأي بالعراق عن الصراعات الخارجية، كما تم التشديد على ضرورة أن تكون للبلاد علاقات متوازنة مع الجميع".