فالقائمة ضمت عددا من الدول التي تُعنى بالأزمة، ولكنها في الوقت ذاته تجاهلت دولا أخرى أعربت عن استغرابها واستيائها، فتساءل كثيرون كذلك: على أيِّ أساس دُعيت هذه الدول، فيما تم استثناء أخرى؟
المدعوون:
طرفا النزاع
سيشارك بالطبع طرفا النزاع في مؤتمر برلين، الجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
ألمانيا
بصفتها مستضيف المؤتمر، تعد برلين أول المشاركين.
الدول الخمس
دعت ألمانيا في المؤتمر، مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين.
مصر
بصفتها دولة جوار مؤثرة، ورعت أكثر من جلسة حوار، وأعلنت دعمها لوحدة ليبيا ومساندة المشير حفتر في تصديه لمن يوصفوا بالمجموعات الإرهابية، فيما قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إن حكومة السراج باتت "أسيرة" الجماعات الإرهابية.
من ناحيته قال اللواء تامر الشهاوي، عضو مجلس النواب المصري، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" إنه بالنظر للدول التي تمت دعوتها للمؤتمر، فنجد أنها الدول المعنية بالأزمة، وأن مصر معنية بشكل مباشر بالأزمة الليبية، وهي تضررت بشكل كبير إزاء الأحداث الجارية في ليبيا.
ويرى الشهاوي أن "الدول التي لم يتم دعوتها للأزمة هي غير مهتمة بشكل كبير بالأزمة الليبية، أو أنها لم تظهر الاهتمام الكبير بالأزمة الليبية".
تركيا
بعد توقيعها الاتفاق مع السراج، وإعلانها إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق في طرابلس، باتت أنقرة عضوا مؤثرا في المفاوضات.
إيطاليا
تعتبر دولة متشاطئة مع ليبيا على البحر المتوسط، وذات تأثير كبير على ليبيا، كما أنها رعت أكثر من اجتماع كان آخرها في 8 يناير/كانون الثاني في محاولة لتهدئة الأجواء.
الجزائر
دولة جوار قوية ومؤثرة وأعلنت في أكثر من مرة رغبتها في حل النزاع الدائر في ليبيا، حتى لا يؤثر بالسلب على وضعها الداخلي.
من جهته، قال عضو مجلس الأمة الجزائري عبد الوهاب بن زعيم، إن "دعوة الجزائر لحضور المؤتمر قائمة على بعض العوامل منها الحدود الجغرافية، حيث تربط الجزائر بليبيا مسافة نحو ألف كيلو متر، ويمكنها التأثير بكل ما تملكه من إمكانيات في إطار العملية الحوارية".
ويرى عبد الوهاب بن زعيم في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الأمر ذاته ينطبق على مصر، نظرا لطول حدودها الجغرافية مع ليبيا، وكذلك قوة تأثيرها في المشهد الليبي".
وتابع عضو مجلس الأمة الجزائري أن "الدولة ذات التأثير في المشهد الليبي ستتعهد بإيقاف الحرب خاصة في ظل قوة الدولة الألمانية والدول المشاركة التي يمكنها العمل على بسط الاستقرار في ليبيا".
واستمر بقوله
"الدول المشاركة ستلعب دورا مهمة في إلزام الأطراف الليبية بما تم التوافق عليه من خلال استخدام الآليات السياسية لتنفيذ الالتزامات".
أما عن استبعاد بعض الدول، فقال "قد تكون لتوافقها مع بعض الدول الأخرى التي تتشابه مع موقفه، وربما بسبب الاصطفافات الكاملة لطرف دون الآخر".
الإمارات
رغم أنها ليست دولة جوار، إلا أن موقف الإمارات مؤثر منذ بداية الأزمة في ليبيا، خاصة أنها رعت أكثر من اجتماع بين حفتر والسراج، وإن طرابلس دوما تتهم أبو ظبي بتقديمها دعما عسكريا "سريا" إلى الجيش الليبي بقيادة حفتر.
وقال الدكتور عبد الخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية، إن الدول المدعوة إما أنها ذات حضور في مجلس الأمن مثل روسيا والصين والولايات المتحدة، أو أنها معنية بالشأن الليبي بشكل مباشر.
ويرى عبدالله في حديثه لـ"سبوتنيك"، ، أنه "لا يمكن الوصول إلى اتفاق ملزم وجاد دون حضور الولايات المتحدة الأمريكية من ضرورات التوصل لأي اتفاق".
وأضاف أن
"الإمارات أكثر دولة عربية سعت لحل الأزمة الليبية، وكانت قمة أبو ظبي بين السراج وحفتر في هذا الإطار، وأن الدعوة التي وجهت لها جاءت على إثر دورها الإيجابي تجاه أطراف الأزمة في ليبيا".
الكونغو
لترؤسها لجنة شكلها الاتحاد الأفريقي معنية بالأزمة الليبية، ودعوتها لاجتماع أفريقي رفيع المستوى في 25 يناير/كانون الثاني لحل الأزمة، بالإضافة إلى الزيارات المتكررة لوزير خارجيتها إلى دول شمال أفريقيا مثل مصر والجزائر وموريتانيا للتوصل إلى حل للأزمة الليبية.
منظمات دولية
دعت برلين منظمات دولية وإقليمية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
المستبعدون
تونس
رغم أنها دولة جوار لديها أكثر من 500 كيلومتر حدود مع ليبيا، إلا أنها لم تدع، كما أعرب أحمد شفرة، سفير تونس في برلين، عن استغرابه من عدم استدعاء بلاده للاجتماع، ووصف ذلك بـ"الإقصاء" لتونس رغم أنها متأثرة بالأزمة الليبية مثلها مثل كل دول الجوار، بحسب تصريحات خاصة لشبكة "دويتشه فيله".
من ناحيتها، قالت النائبة السابقة خولة بن عائشة، إن "عدم دعوة تونس لمؤتمر برلين يعود لعدم اظهار اهتمامها وتحركها تجاه الأزمة الليبية بالشكل المطلوب".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن "تونس لم تكن على مسافة تواصل مع الأطراف في ليبيا، ولم تكن هناك خطوات من الخارجية التونسية لإصلاح الخطأ أو السهو، خاصة أن تونس اليوم لديها وزير خارجية بالنيابة، وأنه قد يكون أثر بشكل كبير على دورها في الملف".
وترى أن
"دعوة بعض الدول أو استثناء بعضها قد يعود لمصالح دولية واعتبارات أخرى تتمثل في عمليات التأثير في المشهد".
دول جوار
استبعدت دول جوار أخرى لليبيا مثل السودان وتشاد والنيجر، رغم أنها دول جوار، وسبق واتهمت طرابلس مثلا السودان وتشاد بإرسال مرتزقة تدعم قوات حفتر.
السعودية
رغم أنها دولة عربية مؤثرة، وسبق أن استضافت حفتر وقابله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعت كثيرا إلى الحوار بالنسبة لتلك الأزمة، إلا أنها غابت عن تلك الاجتماعات.
ويرى سعد بن عمر رئيس مركز القرن للدراسات بالسعودية، أن عدم دعوة السعودية قد يعود للتوافق بين مصر والإمارات والمملكة بشأن الأزمة الليبية.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن
"مؤتمر برلين معني بالأزمة الليبية، وحضور الإمارات ومصر كافيا للتعبير عن وجهة النظر العربية التي تتوافق فيها الدول الثلاث".
قطر
دولة عربية محورية، ووجهت لها اتهامات عديدة بدعمها لحكومة السراج، ما يعني أنها معنية بتلك القضية، ورغم ذلك لم يتم استدعاؤها لمؤتمر برلين.
وقال محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، إن استثناء بلاده من الدعوة إلى مؤتمر برلين، قد يعود إلى أسبابٍ تخصّ الدولة المستضيفة والداعية أو الأمم المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" إن أنقرة أصرت من أجل مشاركة قطر، لموازنة الدول المؤيدة لحفتر، إلا أنه لم يتم توجيه الدعوة لها.
اليونان
إذا كانت تركيا تم استدعاؤها بسبب اتفاقها مع حفتر، الذي فجر الوضع في المنطقة، فكان يُتوقع دعوة اليونان، التي عبرت عن رفضها للاتفاقية، التي تؤثر على حدودها البحرية بشكل كبير، وقال وزير الخارجية اليوناني نيكولاس دندياس: "لا نستطيع أن نفهم لماذا اليونان ليست جزءًا من هذه العملية".
المغرب
ترتكز كافة الحوارات السياسية بين حفتر والسراج على مبدأ أساسي مبني على اتفاق الصخيرات، الاتفاق الوحيد الموقع برعاية أممية مباشرة بين بنغازي وطرابلس في ديسمبر/كانون الأول 2015 لإنهاء الحرب الأهلية الليبية، والذي تم توقيعه في المغرب بمدينة الصخيرات، ومع ذلك المغرب غائبة عن مؤتمر برلين.
وقال وزير الخارجية اليوناني في مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة:
"لا نستطيع أن نفهم لماذا اليونان ليست جزءًا من هذه العملية، الأكثر من ذلك، لا نستطيع أن نفهم لماذا لم يُدعَ المغرب إلى برلين بعد الأعمال الهامة التي قام بها".
من ناحيته قال النائب السابق بالبرلمان المغربي عبد العزيز أفتاتي، إن "عدم دعوة المغرب غير مفهوم خاصة أنها صاحبة دور كبير في المشهد الليبي".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أفتاتي إن "عدم دعوة المغرب للمؤتمر تؤكد أنهم لا يبحثون عن الحل، خاصة أن اتفاق الصخيرات الذي وقع في العام 2015 كان بالمغرب وكان تحت إشراف الأمم المتحدة".