ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا مطولا، حول إخفاء شركة "بوينغ" الأمريكية المتخصصة في تصنيع الطائرات تقارير فنية منذ 11 عاما، والتي يمكن أن تكون سببا في حوادث طائرات جديدة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر داخل الشركة الأمريكية قولهم إن إدارة بوينغ أوصت بدفن وإخفاء أدلة حول وجود عيوب فنية في طائراتها، في تقرير تم إعداده منذ عام 2009، وترفض أن يخرج للرأي العام، أو يتم إرساله إلى أي من الدول التي تملك تلك الطائرات.
وأشار المصادر، إلى أن بوينغ، ضغطت على محققين أمريكيين للتلاعب على نطاق واسع في التقرير النهائي لمجلس السلامة الهولندي، بشأن حادثة تحطم طائرة الخطوط التركية خارج مطار سخيبول في العاصمة أمستردام يوم 25 فبراير/شباط 2009.
وأودى الحادث المذكور بحياة 9 أشخاص من أصل 128 شخصا كانوا على متن الطائرة.
وسعت "بوينغ" إلى تبييض سمعتها، وعدم إظهار أي عيب بالطائرة، وإلصاق التهمة حول الطيار وأخطائه.
وأفاد التقرير الأمريكي، أن تحقيقا مستقلا أجراه خبير السلامة الأسترالي، سيدني ديكر، أكد أن أجهزة الاستشعار الخاطئة، وأنظمة البرمجة الخاصة بالطائرة، ساهمت في تحطمها.
ولكن التقرير الخاص بديكر، لم يتم نشره، ودفن في أروقة بوينغ، بضغط من مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي وممثلي بوينغ.
وأكد ديكر عبر حسابه على موقع "تويتر" صحة ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
As I've argued 20 years https://t.co/FDqNGCxnMw, we can either blame or learn. Boeing and the NTSB didn’t like my HF report of an earlier 737 crash. Then sensor failure, hidden systems and automation returned with a vengeance in the 737 MAX crashes. https://t.co/WAlINVIgNo pic.twitter.com/NuhhUzU4oB
— Sidney Dekker (@sidneydekkercom) January 20, 2020
وقالت الصحيفة الأمريكية إنها اطلعت على تقرير "ديكر" المدفون، والذي أظهر أن تسلسل الأحداث والعيوب الفنية، التي وجدها الخبير الأسترالي في طائرة بوينغ، هي نفسها التي شوهدت في حادثتي تحطم "بوينغ 737 ماكس" في عامي 2018 و2019.
وكانت طائرة "بوينغ 737" التي وقعت لها حادثة 2009، هي نموذج يسبق "بوينغ 737 ماكس"، ولكنها كانت تpتوي على أجهزة استشار وبرمجيات شبيهة بتلك الطائرة، بحيث توجه الطائرة أثناء الإقلاع أو الهبوط.
وكشفت التقارير أن الطيارين في تلك الطائرات، لم يتم تدريبهم في تلك الأنواع على اتخاذ قرارات منفصلة بشأن سلوكيات غير مألوفة لتلك الطائرات، متغاضية عن المشاكل الفنية الموجودة في الطائرات.
وقالت "نيويورك تايمز" إن بوينغ استخدمت تلك التقارير من أجل إلقاء اللوم على الطيارين وتسببهم في تلك الحوادث، من دون الإشارة إلى "التقرير السري" الخاص بعام 2009.
وتوقفت كل طائرات "737 ماكس" عن التحليق، في مارس/آذار، بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.
وقبل ذلك بخمسة أشهر، لقي 189 شخصا مصرعهم في تحطم طائرة "ليون إير" من نفس الطراز قبالة السواحل الإندونيسية.
كما أعلنت شركة "بوينغ" في بيان نشرته العام الماضي، أنها ستعلق اعتبارا من يناير/كانون ثاني 2020، إنتاج طائرات "737 ماكس" بسبب إرجاء منح شهادة المطابقة للطائرة إلى عام 2020.