يتحدث الخبراء الروس واللبنانيون لوكالة "سبوتنيك" عن أسباب هذا الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على الحكومة اللبنانية، وما إذا كان هذا العامل بإمكانه أن يزعزع استقرار عمل الحكومة الجديدة وتدخل سافر في شؤون لبنان.
أشار المحلل السياسي اللبناني طارق عبود إلى أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها مؤهلة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وتابع يقول:" الولايات المتحدة الأمريكية تسمح لنفسها بالتدخل في أي ملف وتعتبر أن كل الدول تعمل في خدمتها، لذلك نرى هذا التدخل الواضح في الشأن اللبناني، لأنها تمون على الدول الخليجية والعربية وحتى الأوروبية التي تريد تقديم المساعدة اللبنانيين".
وتابع قائلا: "إذا كان بومبيو واقعيا فعليه أن يسأل حلفاءه في لبنان على مدى 30 عاما، لماذا أوصلوا الناس إلى أن تخرج إلى الشارع بهذا الشكل، وشكّل عندهم هذا الاحتقان ضد الطبقة الحاكمة في لبنان وعلى مصرف لبنان وعلى حاكم مصرف لبنان الذي أوصل الحالة الاقتصادية للبلد إلى الانهيار وزعزعة استقرار عمل الحكومة".
يعتقد الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، بوريس دولغوف، أن مثل هذا الضغط من قبل الولايات المتحدة قادرعلى زعزعة استقرار عمل الحكومة اللبنانية الجديدة.
إن خنق الاقتصاد اللبناني غير مثمر من الناحية الاستراتيجية، ومع ذلك، يعتقد طارق عبود أنه ليس لمصلحة الولايات المتحدة منع تدفق المساعدات المادية تماما وبالتالي خنق الاقتصاد اللبناني أكثر.
وتابع قائلا: "بعد كل شيء، فإن الانهيار النهائي للاقتصاد اللبناني لن يؤدي إلا إلى جعل بلدان الغرب في وضع أسوأ".
وأضاف قائلا:" الكل يعلم مدى قوة الولايات المتحدة الأمريكية وممارستها الضغوط على كل الدول في العالم، وإلى جانب هذا الضغط هناك رؤية في الإدارة الأمريكية تقول على الدول الأوروبية والعربية أن تساعد لبنان لكي يخرج من هذا الواقع الاقتصادي الصعب، لأن الانهيار ليس في صالح هذه الدول وليس في صالح حتى الولايات المتحدة. أي انهيار اقتصادي يوازيه انهيار أمني ما سيؤدي إلى خروج النازحين السوريين بالملايين، وحتى خروج اللبنانيين والفلسطينين إلى أوروبا، وأيضا هناك موضوع الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية وما إلى هناك من ملفات كثيرة لا تخدم الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي".
ما الذي يجب أن تقوم به للحكومة؟
ترى الخبيرة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، ماريا مخموتوفا، أنه من الضروري تجاهل التصريحات الصادرة من الخارج وحل المشكلات الداخلية ببساطة، عندها فقط يمكنها تثبيت الوضع في البلاد وتهدئة السكان وأضافت: "أولاً وقبل كل شيء، يحتاج لبنان إلى تقليل مشاكله الداخلية، وعدم الاهتمام بالتعليقات الأجنبية".
ويوافقها بهذا الرأي طارق عبود، قائلا إن الحكومة الجديدة معنية فقط بالوضع الداخلي للبلاد واتخاذ القرارات الجريئة: هذه الحكومة هي حكومة إنقاذية باتفاق معظم اللبنانيين، وعليها أن تعالج الوضع الاقتصادي بسرعة وأن تتخذ قرارات جريئة، وتشكل صدمة إيجابية، وربما تأخذ منحى مختلفا عن الحكومات الفاسدة التي سبقتها.