الإجتماع الذي جاء عقب مؤتمر برلين بأيام أكد دعم دول الجوار لمخرجات المؤتمر الذي انعقد بحضور أعضاء مجلس الأمن قبل أيام في برلين، غير أنه شدد على رفض التدخل الأجنبي المسلح.
في البداية يقول الدكتور قريشي عبد الكريم عضو مجلس الأمة الجزائري، إن مصر والجزائر تبذلان كل الجهود في دعم الحل في ليبيا، وأن الجزائر تمتلك علاقات قوية مع طرفي النزاع في ليبيا، وأن مصر لا يمكن أن تتخلى عن ليبيا، وكذلك فإن تونس معنية بالأمر كونها دولة جوار ويهمها الاستقرار الليبي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن التقارب والعلاقات بين مصر والجزائر يعزز من مسألة التوافق على دعم الحل السلمي والخروج من الأزمة، وأن الدول الثلاث يمكن أن يساهمون في تقريب وجهات بين الأطراف الليبية، وأنه لا يمكن تجاهل دول الجوار الليبي باعتبارها الأكثر تضررا وتأثيرا في المشهد، وأن التأثير الأكبر يكون للدول العربي صاحبة الحدود المشتركة.
وأوضح أنه:
"حتى الآن تمثل دول الجوار في المشهد وكانت حاضرة في مؤتمر برلين، وأن الاجتماع الأخير لدول الجوار في الجزائر أكد دعمهم للحل السلمي ورفض التدخل الخارجي".
وتابع أن بعض السيناريوهات غير الإيجابية هي ترك الأطراف الليبية وحدها في المشهد والحرب التي يمكن أن تطول، وبعدها قد يجلسون مع بعضهم البعض على طاولة المفاوضات، وأن السيناريو الأسوأ يتمثل في الذهاب نحو تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب حال إطالة أمد الصراع.
وشدد على أن الجزائر تدعم كافة الحلول السياسية إلا أنها لا يمكنها التدخل في أي حلول عسكرية بدعم أي طرف على حساب الأخر.
ما الدور الذي تقدمه دول الجوار
من تونس أيضا قالت النائبة السابقة هالة عمران، إنه لا يمكن استثناء دول الجوار من المشهد، إلا أنه يجب أن يكون دورها في إطار حل الأزمة لا تعقيدها.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك":
أن المشهد في ليبيا يحتاج إلى تقريب وجهات النظر ولعب دور الوساطة من قبل دول الجوار، لا الاصطفاف مع طرف ضد الآخر.
وشددت على الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار مع أي مسار دولي نظرا لعلاقتها القوية مع الأطراف الليبية، وتأثيرها الجغرافي والسياسي.
وأكدت على أن عملية السلام في ليبيا تحتاج إلى تقريب وجهات ولعب دور الوساطة بشكل جاد وفعال، دون الاصطفاف، وأن وجود دول الجوار في مسار السلام سيساهم بشكل كبير في بسط الاستقرار.
هل تتوافق رؤى دول الجوار؟
من ناحيته قال عثمان بركة عضو جبهة النضال الوطني الليبية، إنه بإمكان دول الجوار أن تساعد في الحل إذا ما توافقت على رؤية واحدة من شأنها تخليص ليبيا من جماعات الإرهاب، إلا أن هذا التوافق قد لا يتطابق، بحيب حديثه.
وشدد على عدم التطابق بين دول الجوار في رؤية الحل في ليبيا، وأنه يجب التفرقة بين دول جوار تعتبر ليبيا أمنها القومي ودول جوار تتآمر على ليبيا.
وتابع بقوله أن المشهد في ليبيا لا يحتاج إلى كل هذه الاجتماعات، وأن الأمر يتعلق بالقضاء على جماعات إرهابية تسيطر على مقدرات الدولة.
ويرى أن دول الجوار لا يمكنها القيام بأي أدوار كبيرة خاصة في ظل حضور الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الأخرى في المشهد الليبي، وهو ما يعني أن الأمر لم يعد يقتصر على مواقف دول الجوار.
نتائج اجتماع وزراء خارجية دول الجوار
أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الخميس 23 يناير/ كانون الثاني، أن الحل للأزمة الليبية يجب أن يكون ليبيا من دون أي تدخلات خارجية، داعين إلى ضرورة دعم الحوار تحت غطاء الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
وقال إن "حل الأزمة الليبية يتطلب أن يكون ليبيًا - ليبيًا بدعم من المجتمع الدولي"، مؤكدا أن "دول الجوار ترفض أي تدخلات خارجية في ليبيا".
وشدد وزير الخارجية الجزائري، على ضرورة احترام حظر توريد السلاح إلى ليبيا بموجب القرار الأممي، داعيا الأمم المتحدة إلى تطبيق هذا القرار خاصة الأعضاء الدائمين.
وانطلق أمس الخميس، في الجزائر العاصمة مؤتمر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا مكرس لمناقشة نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا وسبل ترجمتها على أرض الواقع.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين، الشهر الجاري، مؤتمرا حول ليبيا، بمشاركة دولية رفيعة المستوى، وذلك بعد المحادثات الليبية - الليبية، التي جرت مؤخراً، في موسكو، بحضور ممثلين عن روسيا الاتحادية وتركيا.
وأصدر المشاركون في مؤتمر برلين بيانا ختاميا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، والعمل بشكل بناء في إطار اللجنة العسكرية المشتركة "5 + 5"، لتحقيق وقف لإطلاق النار في البلاد، ووقف الهجمات على منشآت النفط وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وبحسب مصادر ميدانية ليبية فإن عمليات وقف إطلاق النار غير مفعلة بشكل كامل في العاصمة طرابلس، حيث شهد ليل الجمعة اشتباكات عنيفة على عدة محاور، خاصة في منطقة صلاح الدين.