في العام 2012 هاجم الفيروس الجزيرة العربية وتحديدا السعودية، حيث سجلت مئات الحالات بين الوفاة والإصابات حتى عام 2014، حيث تم التوصل إلى أن الإبل كانت مصدر الفيروس في ذلك الوقت قبل القضاء عليه.
الظهور الجديد للفيرس هذا العام في الصين انتقل منها إلى نحو 10 دول أخرى حتى الآن، وهو ما دفع العديد من الدول إلى إعلان حالات الطوارئ القصوى والجاهزية لاحتمالية ظهور المرض في أي وقت، ومن بين هذه الدول السعودية ودول الخليج التي عانت من الفيروس في وقت سابق.
وزارة الصحة السعودية بدورها أعلنت عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية والإرشادات الوقائية، للتصدي لاحتمالية انتقال المرض عبر الوافدين من الدول المصابة، خاصة في ظل رحلات العمرة التي تصل إلى المملكة خلال الأيام الراهنة.
وأكد وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، اليوم الأحد، أن "المملكة لم تسجل أي حالة إصابة بفيروس "كورونا" الجديد".
في الإمارات أصدرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية الأسبوع الماضي مجموعة من الإرشادات التوعوية حول الفيروس التاجي "كورونا الجديد"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأوضحت الوزارة أن الفيروس يُعتبر سلالة جديدة من فيروس "كورونا"، والذي تم التعرّف عليه أول مرة عبر مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية، وفقاً لما هو مكتوب في موقع الوكالة
طبية سعودية تؤكد جاهزية المملكة
من ناحيتها قالت الطبيبة السعودية لمياء البراهيم، إن السعودية اتخذت مجموعة من التدابير الهامة للتعامل مع فيروس كورونا.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنها كنت مسؤولة عن قسم التواصل في منصة القيادة والتحكم خلال العام 2014، عندما ظهر فيروس كورونا في الجزيرة العربية وكان مصدره الإبل، وأن المملكة تعاملت معه بطرق مهنية وتضافر كافة الجهات والوزارات المعنية، وحسنت من مستوى قطاعات الحماية من العدوى في ذلك الوقت.
وأشارت إلى أن المملكة اكتسبت الكثير من الخبرة منذ 2014 حتى 2019، للتعامل مع مرض كورونا.
وترى البراهيم أن هناك قابلية لانتشار الفيروس في العديد من الدول، إلا أن معظم الحالات التي أصيبت بالفيروس لديها قابلية للإصابة بمضاعفات الالتهابات التنفسية، ومنهم كبار السن وصغار السن والحوامل ومن يعانون من مشكلات في المناعة، والذين يتناولون أدوية الكورتيزون والسرطان وأمراض السكر.
وشددت على أن الفيروس يعتمد على المناعة الداخلية في المقاومة ويؤثر بشكل كبير في الذين يعانون من ضعف المناعة.
وأشارت إلى أن السعودية تتعامل بشفافية مع منظمة الصحة العالمية، وأن وصول الحالات المصابة للسعودية وارد، إلا أن المملكة شددت من إجراءات الفحوصات في المطارات والمنافذ البرية والبحرية لكافة القادمين من المناطق والدول المصابة بالفيروس.
وشددت على أن أي دولة معرضة للإصابة بالفيروس، وأن إجراءات الوقاية باتت ضرورية، وكذلك عمليات التوعية بشكل مكثف في الفترة الراهنة.
وفي 28 أكتوبر 2014 قالت وزارة الصحة في السعودية فى بيان لها: "إن حالتين قد توفيتا بفيروس كورونا بالرياض وجدة، كما تم تسجيل إصابة جديدة بالرياض، ليرتفع عدد الوفيات بالفيروس إلى 333 وفاة والإصابات إلى 780، وذلك منذ ظهور المرض فى عام 2012".
الإمارات أيضا شهددت العديد من حالات الوفاة في العام 2014، حيث أعلنت وزارة الصحة في إبريل 2014، أنه تم رصد 12 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإمارات، مؤكدة أن الحالات الجديدة "لا تشكل أي خطورة".
وقالت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، إنه "تم تأكيد الإصابات الجديدة» من خلال الفحوصات الروتينية التي يتم إجراؤها عادة للمخالطين للمرضى المصابين.
أثار انتشار الفيروس في جدة في ذلك الوقت بغرب المملكة حالة فزع أدت إلى إغلاق قسم الطوارئ في أكبر مستشفى حكومي في المدينة هو مستشفى الملك فهد العام.
واكتشفت حالات اصابة في دول أخرى منذ ظهور المرض في 2012 من بينها الولايات المتحدة أوروبا والشرق الأوسط واسيا لكن معظم المصابين كانوا أفرادا سافروا إلى السعودية، كما سجلت البحرين وعمان حالات إصابة بالفيروس.
ولم يتيقن العلماء بعد من مصدر الفيروس لكن دراسات عديدة ربطته بالإبل ويعتقد بعض الخبراء إنه ينتقل إلى البشر من خلال التعامل المباشر مع الإبل المصابة أو من خلال تناول لحومها أو شرب حليبها.
في دراسة عن أي نوع من الحيوانات "مصدر العدوى" ربما تساعد على انتشار المرض في البشر قال علماء إنهم عثروا على أدلة قوية تثبت أن الفيروس واسع الانتشار بين الإبل العربية وحيدة السنام في الشرق الأوسط، بحسب "العربية" في العام 2013.
وظهرت أعراض متلازمة الفيروس التاجي التنفسي الشرق أوسطي "ميرز"، الذي يسبب السعال والحمى والالتهاب الرئوي على أشخاص في الخليج وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتونس وبريطانيا.
وفي إبريل نيسان 2014، نقلت صحيفة "سبق الالكترونية" السعودية، عن البروفيسور طارق مدني رئيس شعبة الأمراض المُعدية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، أن الأبحاث التي تم إجراؤها خلال الفترة الأخيرة، نجحت في عزل فيروس كورونا وإثبات علاقة الإبل بنقل حمى كورونا للإنسان.
وقال الدكتور مدني في حوار هاتفي مع الصحيفة أن هذا البحث تم إرساله إلى إحدى المجلات العلمية ويتوقع أن يتم نشره قريبا، وأفاد أن أحد المرضى وعمره 44 عاماً، أدخل إلى غرفة العناية المركزة في 3 نوفمبر الماضي، ولم يستجب للعلاج وتوفي بعد 15 من دخوله، وتم تأكيد إصابته بفيروس كورونا، الذي تمكنت طواقم المختبر من عزله وتحديد التسلسل الجيني لهذا الفيروس.
وأعلنت السلطات الصينية، في وقت سابق، اليوم، عن التوصل لدواء مضاد لفيروس "كورونا" المتفشي في البلاد، والذي أسفر عن مقتل 56 شخصا وأكثر من ألف إصابة.
وقال رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية، التابع للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن "المركز قد شرع في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد (2019-إن.سي.أو.في)"، وذلك حسب وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء.
وأكدت الصين، إصابة 1975 شخصا بفيروس كورونا الجديد بحلول 25 يناير/ كانون الثاني في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس إلى 56.
