وردد المتظاهرون الذين دعموا الملازمين لساحة التحرير، والنفق المجمل برسومات الثورة، عبارات أبرزها "بالروح بالدم نفديك يا عراق" و"لا مقتدى ولا هادي حرة تظل بلادي" و"شلع قلع كلكم حرامية"، وغيرها من أهازيج رافقت تقدمهم الذي أجبر قوات مكافحة الشغب على التراجع والانسحاب.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، بأن آلاف المواطنين هرعوا إلى ساحة التحرير لتأمينها، وحماية وإسناد الملازمين لها، من هجوم محتمل لقوات مكافحة الشغب التي بدأت بإحراق خيم المعتصمين في نفق التحرير من جهة ساحة الخلاني، مع استخدامها "الرصاص الحي الكثيف" وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المعتصمين من الخلاني والوثبة، واعتقال العشرات من المحتجين.
ورفع المتظاهرون علما كبيرا للعراق، معلنين تمكنهم من إفشال محاولات فض الاعتصام، واقتحام الساحة، التي تحتضن الثورة الشعبية الكبرى منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت مراسلتنا، أنه سرعان ما أعاد المتظاهرون نصب خيم جديدة عوضا عن التي أحرقت عند مدخل نفق السعدون، من جهة جسر السنك، وساحة الخلاني.
وحتى المساء، استمر إطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية، من قبل القوات الأمنية، بالقرب من الشارع الجمهوري وجسر السنك وساحات الخلاني والوثبة والكيلاني القريبة من جسر الطريق السريع "محمد القاسم" الذي يلازمه المعتصمون.
وشهدت محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، هجوما مماثلا من قبل القوات، لتفريق المعتصمين من الطريق السريع الدولي الرابط بين العاصمة بغداد، وعموم محافظات الجنوب، ما أسفر عن مقتل 3 متظاهرين، وإصابة 17 آخرين بينهم مصابون بجروح خطيرة.
وتعرضت خيام المعتصمين في البصرة أغنى مدن العراق نفطيا في أقصى الجنوب، منذ الليلة الماضية، للإحراق على يد القوات الأمنية، بعد انسحاب المتظاهرين الموالين للتيار الصدري، وسط انتشار كبير لفوج قوة الصدمة.
وأشرفت القوات الأمنية التي انتشرت بشكل كثيف في موقع الاعتصام أمام مبنى محافظة البصرة، على تنظيف الساحة من الخيم المحترقة، وسط استعداد لعودة المعتصمين إلى التظاهر ونصب الخيم مجدداً.
ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، وعموم محافظات وسط، وجنوبي العراق، احتجاجاتهم الشعبية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، لحين تلبية مطالبهم وعلى رأسها اختيار رئيس مستقل لحكومة مؤقتة تمهد لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.