وجهت الصين أصابع الاتهام وراء السبب في انتشار فيروس "كورونا" الجديد، الذي أودى بحياة أكثر من 636 شخصا حتى الآن، إلى حيوان آكل النمل الحرشفي، الذي بات متهما جديدا وواحدا من مصادر الوباء الخطير.
وأفادت جامعة جنوب الصين الزراعية، التي قادت البحث في بيان بموقعها على الإنترنت بأن "هذا الاكتشاف الأخير سيكون ذا أهمية كبيرة للوقاية والسيطرة على منشأ الفيروس".
وأشار الباحثون إلى أن آكل النمل الحرشفي يعد عائلا وسيطا محتملا لفيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 636 شخص في الصين، وإصابة نحو 31161 في العالم.
سبب الفيروس
وكان العلماء كشفوا، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عن مصدر فيروس كورونا الجديد القاتل، الذي تفشى في الصين، وسبب انتقاله للبشر، مؤكدين أنه انتقل إلى البشر من الثعابين التي تباع داخل سوق بمدينة ووهان الصينية، بحسب شبكة "سي إن إن".
ويعتقد العلماء في جامعة بكين أن فيروس كورونا الشبيه بالسارس يتكون من مزيج لفيروسين يؤثر أحدهما على الخفافيش والآخر فيروس كورونا مجهول، مشيرين إلى أن المادة الوراثية للفيروسين، أعيد تجميعها قبل أن تلتقط بروتين يسمح للفيروس بالارتباط بخلايا معينة، بما فيها خلايا البشر.
الخفافيش
وبعد القول إن الثعابين هي مصدر الفيروس، توقع بعض العلماء المختصين بانتشار الأمراض أن "كورونا" انتشر بسبب طائر كان داخل سوق للحيونات في مدينة ووهان.
وأوضح العلماء أن طائر الخفاش هو المرجح الأول لأن يكون خلف كارثة انتشار الوباء في المدينة الصينية، وثم انتقاله إلى بلدان العالم.
وبحسب مدير منظمة "إيكو هيلث" المتخصصة في شؤون الصحة، بيتر داسزاك، والذي أمضى حوالي 15 عاما في دراسة الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان في الصين، فإن الخفاش والمعروف باسم "حذوة الفرس" هو السبب الأول لانتقال المرض.
ويصف العلماء طائر الخفاش بأنه "خزان فيروسات" ويتفوق مناعيا على باقي الحيونات الثدية، ويقتات على أطنان من الحشرات الحاملة لفيروسات متنوعة، ويبلغ وزن خفاش حذوة الفرس حوالي 28 غرام.
وبحسب العلماء فإن الجهاز المناعي للخفاش يتأقلم بشكل تدريجي بعد فترة من الطيران، وكشفت الدراسات السابقة أن الخفاش يقاوم الفيروسات بسبب خاصية في حمضه النووي، وأنه يفرز حمضه النووي عند الطيران، والذي يؤثر بشكل سلبي على الإنسان وعلى باقي الحيونات ولكنه غير مؤثر بالخفاش ذاته.
آكل النمر الحرشفي
يعتبر آكل النمل الحرشفي أو البانغولين من الثدييات، ويتم الإتجار به بطريقة غير مشروعة بسبب حراشيفه ولحمه، وأظهرت دراسة حديثة أن تسلسل الجينوم لسلالة "فيروس" كورونا الجديد الذي تم عزله من حيوان البانغولين كان مطابقا بنسبة 99 في المئة لتلك الموجودة لدى المصابين، وفقا لوكالة الأنباء الصينية.
Pangolins, or scaly anteaters, are nocturnal, ant- and termite-eating mammals found in Asia and Sub-Saharan Africa whose bodies are covered with overlapping scales made of keratin, the same protein that forms human hair and finger nails, and rhino horn. #StopPangolinTrade pic.twitter.com/A85JISTA4p
— Ahkan (@ahkanofficial) February 16, 2019
وصرح رئيس جامعة جنوب الصين الزراعية، ليو ياهونغ، قائلا إن فريق البحث قام بتحليل أكثر من 1000 عينة ميتاجينوم من الحيوانات البرية، ووجد أن البانغولين قد يكون مضيفا وسيطا.
Pangolins are super cute! Pangolins, also known as scaly anteaters, are nocturnal mammals that have developed scales out of their keratin to protect their skin. Pangolins like to eat ants and termites. Pangolins are found in Africa and Asia living in hollow trees and burrows. pic.twitter.com/dBQQKihlOt
— Polite DesertPogona (@DesertPogona) May 13, 2018
وتابع ليو أن "النتائج أظهرت أن البانغولين مضيف وسيط محتمل لفيروس كورونا الجديد، مضيفا أن الدراسة ستدعم الوقاية من الوباء ومكافحته، كما ستوفر مرجعا علميا لسياسات الحيوانات البرية".
العدو المجهول
ومن جانبها كشفت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، عن دعمها لاختبارات في 7000 مختبر حول العالم بهدف التصدي لانتشار الفيروس الذي ظهر لأول مرة في الصين وأصاب عشرات الآلاف وأودى بحياة المئات، مؤكدة في مؤتمر صحفي، أنه من المبكر الإعلان عن بلوغ وتيرة تفشي الفيروس إلى الذروة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أمس الأربعاء كان أول يوم ينخفض فيه عدد الإصابات الجديدة في الصين.
Daily media briefing on #2019nCoV with @drtedros https://t.co/HIUDRNhaj7
— World Health Organization (WHO) (@WHO) February 6, 2020
وأضاف مسؤولو المنظمة: "لا نعلم بعد قدرات الفيروس ومدى إمكانية انتشاره، إنه عدو مجهول لنا حتى الآن، ومواجهته واجب عالمي، لكن إجراءات السلامة الشخصية البسيطة مهمة جدًا لمنع انتشاره".
وأكدوا أن الخبراء يكثفون الجهود للوصول إلى عقار فعال ضد الفيروس، مضيفين: "في هذه المرحلة، لا نشجع التخمينات، وإنما تكثيف التعاون ضد كورونا".
من جانبه قال مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم: "لا يزال لدينا الكثير مما نجهله، فنحن لا نعلم مصدر تفشي فيروس كورونا، ولا نعلم مستودعه الطبيعي، ولا نستوعب بشكل جيد قابليته للانتقال من شخص لآخر أو حدته، والأمصال والعلاجات ليست حلولا سحرية لمقاومة المرض".
وأعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أمس الأربعاء، بأن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية للسيطرة على الفيروس التاجي ومنع انتشاره، تحقق نتائج إيجابية.
وأبلغت السلطات الصينية، في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، منظمة الصحة العالمية عن تفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس (كورونا الجديد) في مدينة ووهان، الواقعة في الجزء الأوسط من البلاد.