ولأول مرة يتم تغيير نظام البطولة بحيث تلعب المباريات بنظام خروج المغلوب ولمرة واحدة فقط إلى الدور نصف النهائي، هذا ما جعل الفرق التي ليس لها أي أمل ببطولة الدوري أن تضع كل مجهودها وقدراتها من أجل 90 دقيقة تقربها من الظفر بثاني أهم الألقاب المحلية في إسبانيا.
بطولة ليست ذات قيمة
دخل زيدان اللقاء بتغييرات شملت أكثر من نصف الفريق، تمثلت بحارس المرمى أريولا وفي الدفاع ميليتاو وناتشو، وأخرج كاسيميرو ليلعب بدون ارتكاز، وأقحم خاميس في الوسط مع إبراهيم دياز وفينيسيوس جونيور في الهجوم.
"I don't think our team selection was wrong"
— MARCA in English (@MARCAinENGLISH) February 7, 2020
Was Zidane right to make changes for the #CopaDelRey?
🤔https://t.co/9vPoQ85uJq pic.twitter.com/CreNjrm4ze
لن أقول، وفي رأي الشخصي، أن المدير الفني لريال مدريد قلل من احترام الخصم، لأن ريال سوسيداد ولو أنه يحتل المركز الثامن في ترتيب الدوري الإسباني إلا أنه يتخلف عن صاحب المركز الثالث بخمس نقاط فقط، فلا أعتقد أن زيدان أراد الاستهتار بالفريق ولكي أجزم بأنه لعب هذه المباراة من مبدأ الواجب وسيكون خيرا لو تم التأهل ولكن لن يكون شراً الخروج من البطولة.
وفي ذلك قال زيدان عند سؤاله عن عدم الفوز ببطولة كأس الملك: "لقد خسرنا وانتهى الأمر، علينا التفكير في بطولة الدوري".
نعم أنها بطولة الدوري التي تأتي بالمرتبة الأولى عند زيزو، والتي يتصدرها بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، هذا يعني أن كل مباراة ستكون بمثابة النهائية.
وسيخوض الريال ثلاث مباريات دوري قبل الموعد المنتظر مع مانشستر سيتي ضمن ذهاب بطولة دوري أبطال أوروبا في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
نظام المداورة الذي اعتاد زيدان على العمل به ساعد الفريق في الفوز بأقوى المسابقات الأوروبية لثلاث سنوات في إنجاز لم يسبقه فيه أي فريق من قبل، إرحة اللاعبين حتى يصلون لنهاية الموسم في قمة لياقتهم البدنية.
نظام جديد ينصف الضعيف
ولم يغب العملاقان عن نصف نهائي منذ موسم 2009-2010، عندما سقط مدريد أمام ألكوركون بالأربع، في ليلة أسطورية للكرة الإسبانية ضمن منافسات دور 32 من الكأس، وبعدها ودع النادي الكتالوني البطولة على يد إشبيلية في دور ثمن النهائي.
أعتقد أن بهذا النظام أصبح لدى اسبانيا الكثير لتقدمه للعالم، ليس فقط دوري إسباني محكوم بفريقين كبيرين.
برشلونة الخاسر الأكبر
أزمة بدأت جذورها بالنتائج السلبية التي أدت إلى إقالة المدير الفني السابق إرنستو فالفيردي، وما تبعها من مخلفات على الصعيدين النفسي والمهني أدت لإنخفاض مستوى الفريق.
وتعمقت هذه الجذور بعد أن وجه نجم الفريق ليونيل ميسي وانتقادات للمدير الرياضي في النادي الكتالوني إريك أبيدال حول حديث الأخير عن ارتباط لاعبين معينين بموضوع إقالة فالفيردي، طالباً منه أن يحددهم.
وتزامناً مع الأحاديث حول مغادرة ميسي للفريق نهاية الموسم وعدم تجديد عقده، والأداء المتذبذب في المباريات الذي جعل أشد المتفائلين تشاؤماً يأتي خروج برشلونة من بطولة كأس الملك ليشكل صدمة كبيرة لعشاق الفريق بحكم أنها كانت الأمل الأكبر لهم في عدم خروجهم خاليي الوفاض.
ردة فعل الجماهير
بغض النظر عن العلاقة اللدودة بين جمهوري الفريقين، إلا أن ردات الفعل المتباينة في الأمس تثبت وجهة نظري.
لا أنكر حزن جماهير الميرنغي بعد خروج فريقها رغم تقليص الفارق من 4-1 إلى 4-3، ولكن خروج برشلونة أنسى جماهير الريال هذه البطولة وكأنهم لم يخرجوا أصلا، بل على العكس كانت ردود أفعال بعض رواد مواقع التواصل تدل على أن الريال قد فاز باللقب، حيث نشرت إحدى صفحات مشجعي الريال في فيسبوك مقطع فيديو يبين حزن الفريق بعد الخسارة وفرحهم بعد مباراة برشلونة.
موسم صفري يلوح في الأفق
— ibrahim barca (@barca_ps) February 6, 2020
هل أنت راضي عن ذلك ؟! pic.twitter.com/v6NLZvPGQM
عكس جماهير برشلونة الذين يعلمون أن فريقهم بنسبة 70% سيخرج بخزائن فارغة هذا الموسم بالنظر إلى ظروف الواقع الراهن.
مصير الدوري الإسباني
سيشتعل الدوري الإسباني بين الغريمين ويصل إلى أشد مستوياته، من وجهة نظر شخصية وبعد قرائتي لعناوين الصحف الصادرة من مدريد ومن برشلونة.
وهنا ستكمن المتعة القادمة تزامناً مع عودة منافسات دوري أبطال أوروبا، ويبدو أن الملكي هو الأوفر حظا للفوز بالدوري خصوصا بعد الأخبار اللتي تتحدث عن عودة إيدين هازارد مقابل غياب ديمبلي وسواريز عن صفوف برشلونة.
في الختمام ستحمل لنا قادمات الأيام الأخبار اليقينة، فإما أن تكون التوقعات هي الصائبة، وإما أن تكون لبرشلونة ردة فعل عكسية تجعله يقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)