آلاف القطع التي سرقت في السابق لم تسترد أي قطعة منها حتى الآن، فيما تظل العديد من المواقع الأثرية على حالتها التي تسببت بها الاشتباكات، أو إثر عمليات التدمير على يد الجماعات المتطرفة التي سيطرت على بعض الأماكن السنوات الماضية.
في ظل الاستقرار الأمني في الشرق الليبي بدأت عمليات استعادة المواقع الأثرية وكذلك مخاطبة اليونسكو لاستعادة أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية.
وقبل أيام أصدر رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني تعليماته للاهتمام بالمواقع التاريخية في مدينة بنغازي، مع إضفاء طابع خاص للمدينة في تصميمها المعماري للمشاريع المقبلة.
من ناحيته قال صقر بوجواري عميد بلدية مدينة بني غازي، إن المجلس يعمل على صيانة بعض المواقع الأثرية والتي تضررت في وقت سابق.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، أن الجهات المختصة تقوم بضم المباني الأثرية التي تجاوزت الـ 100 عام للآثار، وأنه يجري ترميم منارة بني غازي في الوقت الراهن لإعادتها للشكل الذي كانت عليه عام 1963.
وتابع أن العمل يجري في بعض المناطق الأثرية الإيطالية والمباني التركية، وأن الخطة الموضوعة تهدف للانتهاء من عمليات الترميم خلال العام 2020.
من ناحيته قال الدكتور فتحي الساحلي مراقب آثار بني غازي، إن نحو 10 آلاف قطعة أثرية سرقت من المصرف التجاري في الشرق الليبي، ولم يتم استعادة أي منها حتى الآن.
وأضاف أن الحكومة الليبية خاطبت اليونسكو لاستعادة القطع التي اكتشفت في بعض الدول.
وأوضح أن عمليات الترميم التي تجرى في بعض المواقع الآن هي محدودة، وأن بعض الأماكن الأثرية تضررت بشكل كبير، ولم يتم ترميمها لعدم وجود الميزانية الكافية لذلك.
وأشار إلى أن هناك بعض العصابات كانت تهرب القطع الأثرية والعملات إلى مدينة مصراته ومنها إلى قطر.
منارة بني غازي
بنيت المنارة في عشرينيات القرن الماضي خلال الاستعمار الإيطالي، وافتتحت عام 1928، وهي واحدة من أقدم المعالم التاريخية في بنغازي، في حي سيدي خريبيش.
وتقع المنارة في أعلى نقطة أرضية في بنغازي، وكانت تستخدم في الماضي لإرشاد السفن وتغطي أكثر من 17 ميلا من المياه المفتوحة، كما كانت تستخدم كصهريج كبير، بهدف رفع مناسيب المياه في المدينة.
مدن تضررت
تعد المدينة القديمة في غدامس، واحدة من المدن الرئيسية في العالم الإغريقي، تتميز باحتوائها ومحافظتها داخل الكهوف والمغارات على العديد من لوحات يعود تاريخها إلى ما بين 12 ألف عام قبل الميلاد إلى 100 بعد الميلاد.
وعلى مدار السنوات الماضية دمرت نحوت صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في موقع تادرارت أكاكوس الواقع في جنوب ليبيا.
وفي وقت سابق، تعرضت بعض الأضرحة للتدمير على أيدي مسلحين بينها أضرحة في زليتن شرق طرابلس وفي العاصمة نفسها، وأضرحة زويلة التاريخية في الجنوب وأضرحة في درنة، وفي مدينتي صرمان وصبراتة غرب العاصمة.
وتعرض موقع لبدة الكبرى الأثري الذي يعود للعهد الروماني والملقب "بروما الأفريقية” قرب طرابلس – إلى محاولة تفجير فاشلة بـ40 كلغ من المتفجرات يوم 6 يونيو/حزيران 2015.
كما وثقت مصلحة الآثار عدة سرقات تمثَّلت في سرقة بعض الأواني الفخارية من متحف سلطان بالقرب من مدينة سرت وسرقة عدد من الأواني الفخارية من متحف سوسة، إضافة إلى سرقة لوحتين من الفسيفساء في شحات.
وقد أدرجت منظمة اليونسكو، صبراتة الأثرية وأربعة مواقع ليبية أخرى على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في يوليو/تموز/ 2016، بسبب الأضرار التي لحقت بها والتهديدات الكثيرة المحيطة بها. وأشارت إلى أن ليبيا لا تزال تعاني من عدم الاستقرار وأن الجماعات المسلحة متواجدة في هذه المواقع أو على مسافة قريبة جدا.
