يتحدث الخبراء لوكالة "سبوتنيك" عن موقف المجتمع الدولي تجاه ذلك، وأين وكيف يمكن لفلسطين وإسرائيل الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات.
متى ستجلس إسرائيل وفلسطين على طاولة المفاوضات؟
أكد أستاذ الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، الدكتور في العلوم التاريخية ألكسندر فافيلوف، بأن طرفي النزاع لن يكونا قادرين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات إلا على أساس الاتفاقات التي حددها القانون الدولي، وتابع: "ستجلس فلسطين على طاولة المفاوضات حصريا في إطار الخطة التي طرحتها جامعة الدول العربية. إنهم راضون فقط عن خيار إنشاء دولتين على حدود عام 1967. تمت الموافقة على هذا البرنامج من قبل الأمم المتحدة، وأصبح جزءا من القانون الدولي، كما أن المجتمع الدولي سيدعمه أيضا".
وأضاف عن تعامل الجانب الإسرائيلي: "أعتقد أنه ينبغي لإسرائيل أن تتعامل مع هذه القضية بشكل واقعي وأن تجلس بهدوء على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين بالتحديد بشأن هذه الشروط. أعجبتني حقا التصريحات الأخيرة لمحمود عباس عندما قال: "تقترح الولايات المتحدة إنشاء دولة فلسطينية على شكل جبن سويسري". هذا، بالطبع، ليست جيدا. لذلك، سيتعين عليها العودة إلى التطورات الأساسية لعام 2002".
يوافق المحلل السياسي الفلسطيني أليف الصباغ على ضرورة الالتزام بالمفاوضات فقط على أساس المعاهدات الدولية. وقال: "لا يوجد إصرار دولي حقيقي على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وهناك حديث عن القدس كعاصمة للدولتين، ولا يوجد هناك أي حديث عن اقتلاع الاستيطان في القدس أو خارجها، وهذا يعني تراجع في الموقف الدولي. من الضروري العودة إلى قرارات مجلس الأمن مع التأكيد على تنفيذ هذه القرارات، والتفاوض فقط يجري على عملية التنفيذ وليس على صياغة حلول جديدة".
موسكو - المركز الجديد للحوار الفلسطيني الإسرائيلي
وفقا لبيان الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، فإن روسيا مستعدة للتوسط في المفاوضات، حتى بدون شروط مسبقة. بدوره، يؤكد ألكسندر فافيلوف من أنه في غياب ثقة فلسطين في الولايات المتحدة، فإن موسكو هي المكان الوحيد الذي يمكن للأطراف فيه بدء الحوار على قدم المساواة: "ربما تصبح موسكو مكانا مثاليا للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولا سيما أن محمود عباس وبنيامين نتنياهو يران في موسكو شريكا لهما. وبالنسبة للوسيط، من الضروري أن يثق به الطرفان، ولكن من أجل هذا، تحتاج إسرائيل مرة أخرى إلى التقييم الواقعي للوضع الحالي وليس إلقاء اللوم على ترامب. إلى أن يحدث هذا، لن تجلس إسرائيل وفلسطين على طاولة المفاوضات على الإطلاق ولن يكون هناك شيء يمكن الحديث عنه".
ومع ذلك، أليف الصباغ ليس متفائلا جدا. ففي رأيه، إن إسرائيل في الظروف الحالية لن تبدأ حوارا خارج خطة ترامب: "الموقف الروسي كان بهدف البقاء كحلقة وصل بين الطرفين حتى يستطيع أن يجذبهما إلى موسكو، ولا أعتقد أن الطرف الإسرائيلي سيذهب إلى موسكو، وكان هناك محاولات سابقة ولم تنجح".
وعن الموقف الفلسطيني حول هذا الاقتراح، يقول الصباغ: "الطرف الفلسطيني دائما مستعد ولكن القضية ليست أين، بل القضية هي على ماذا سيتم التفاوض، وهل هي مفاوضات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية أم لإيجاد بديل عن هذه القرارات".