وأكدت طهران استعدادها لتنحية الخلافات بينها وبين بعض دول المنطقة جانبا، وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ترحب بالحوار مع "جيرانها" في الخليج، فيما قال السفير الإيراني في العراق إيراج مسجدي، إن بلاده لديها رغبة في تسوية الخلافات مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية بأقرب وقت ممكن.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني تحسن العلاقات بين إيران والإمارات في الشهور الأخيرة، وأن مسؤولين من البلدين تبادلوا الزيارات، مؤكدا أن التوصل إلى حل للحرب في اليمن يمكن أن يسهم في الحد من اضطرابات المنطقة وأن ذلك ممكن بالطرق الدبلوماسية.
وفيما يبدو أنها استجابة للمطالب الإيرانية، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن بلاده "تؤيد دعوات التهدئة مع إيران وضرورة التوصل إلى حل سياسي".
وطرحت التصريحات الإماراتية الأخيرة تساؤلات بشأن خطط قريبة لحلحلة الأزمة السياسية بين طهران وأبو ظبي، ومدى إمكانية أن تنسحب لتذليل الخلافات بين إيران والسعودية.
مطالب إماراتية
وقال قرقاش إن "اتفاق فيينا فشل بسبب عدم إلزام إيران بالتخلي عن أنشطتها التدميرية"، مضيفاً أن "اقتصار اتفاق فيينا على منع إيران من حيازة السلاح النووي غير كاف".
مضيفًا: "لا يمكن أن تحقق إيران ما تريده عبر أنشطتها الاستفزازية".
وقال الوزير قبل شهر أن: "الإمارات لا تسعى إلى المواجهة مع إيران، والتعامل مع النظام الإيراني يتطلب جهودا دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق أكثر استدامة"، لافتا إلى "أهمية أن يكون المجتمع الدولي، وخاصة دول المنطقة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منخرطة في هذه المساعي".
وأبدى ثقته بأن هناك سبيلا لإبرام اتفاق مقبول لجميع الأطراف مع إيران، لكن هذه الجهود ستتطلب "وقتا وصبرا وشجاعة"، داعيا إلى إدخال تعديلات على نظام عمل مجلس الأمن الدولي، كي يزداد قوة في التعامل مع الملفات الدولية وانتهاكات السيادة ولتتم مراعاة خصوصيات الملفات الملحة المطروحة بما يسمح للمنظمات الإقليمية في حل القضايا.
تحولات سياسية
الدكتورة نهلة الشمري، الباحثة الإماراتية في الشؤون السياسية، قالت إن "تصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش بأن الإمارات ترحب بأية جهود لتهدئة التوتر فى المنطقة وأنها تتطلع لرؤية الشرق الأوسط والخليج العربى هادئتين ومستقرتين، وتحققان الكثير من التقدم والنمو فى المستقبل، يؤكد نهج الدولة لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة".
وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الإمارات تؤكد دائمًا على ضرورة اتباع نهج المسار التفاوض الدبلوماسي السياسي، والذي يقود دائمًا نحو الاستقرار".
وأكدت أن "إيران نفسها تأثرت من سلسلة التدخلات والتوتر الذي ساد المنطقة، وبات من المؤكد أن استمرار تلك الأوضاع في منطقة الخليج والشرق الأوسط، جعل أغلب الدول تتأثر اقتصاديًا بنسب متفاوتة، وكذلك ارتفاع معدل شراء الأسلحة الذي يشير إلى عدم الاستقرار".
ومضت قائلة: "أعتقد أن في الوقت القريب ستشهد المنطقة تحولات سياسية ودبلوماسية تهدف إلى إيجاد طرق وحلول جديدة برؤية مبنية على ما تشهده المنطقة من عثرات وأزمات، جلبت التوتر وعدم الاستقرار".
استجابة إيرانية
بدوره قال الدكتور عماد ابشناس، السياسي الإيراني، إن "منذ إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة التي انطلقت من قاعدة عسكرية بالإمارت، بدأت جهود كبيرة بين الإمارات وإيران لتهدئة الأوضاع، خاصة الأوضاع السياسية التي تجمعهما".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الجهود التي بذلت كانت رائعة ومفيدة، وتمكنت بالفعل من حل العديد من المشاكل والخلافات السياسية".
وتابع: "هناك اتجاه في الإمارات ما زال يتخذ موقفًا مضادًا معارضًا لإيران، لكن يبدو وأن هذا الاتجاه بدأ يقترب من أولئلك الذين يؤيدون ويسعون للتقارب مع طهران".
وبشأن إمكانية أن ينسحب ذلك التقارب في حال أن اكتمل على العلاقات مع السعودية، قال السياسي الإيراني، إن "هناك أملًا كبيرًا في طهران بشأن حل الخلافات مع الإمارت، وهناك قناعة بأن في هذه الحالة يمكن التوصل بعد ذلك لصيغة تفاهمية بين الرياض وطهران".
تقارب إماراتي إيراني
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن العلاقات تحسنت بين إيران والإمارات ومسؤولون من البلدين تبادلوا الزيارات، مؤكدا أن التوصل إلى حل للحرب في اليمن يمكن أن يسهم في الحد من اضطرابات المنطقة وإن ذلك ممكن بالطرق الدبلوماسية.
وتابع أن العلاقات تحسنت بين إيران والإمارات في الشهور الأخيرة وأن "مسؤولين من البلدين تبادلوا الزيارات".
وتصاعد التوتر في منطقة الخليج منذ وقوع هجمات على ناقلات نفط في الممر المائي الحيوي لحركة الشحن العالمية هذا الصيف، واتهمت الولايات المتحدة، إيران بهذه الهجمات التي تنفي ضلوعها في أي منها، كما فرضت عقوبات على طهران ثم شددتها منذ انسحابها من الاتفاق النووي في إطار حملة من الضغوط القصوى على إيران.