وفي هذا التقرير نطلعكم على مواجهات الدور الثاني، حيث تبرز العديد من المواجهات النارية التى تمتد جولة الذهاب فيها على مدار أسبوعين ينتظرهما عشاق المستديرة بفارغ الصبر، قبل إثارة مرحلة الإياب من ذات الدور.
وما يميز البطولة في هذا العام أنه ولأول مرة منذ سنين طويلة نشاهد الـ16 فريقًا المتأهلين من الدوريات الخمس الكبرى فقط.
حيث يوجد كل من ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا واتليتكو مدريد من إسبانيا، بالإضافة لمانشسترسيتي وليفربول وتوتنهام وتشيلسي من إنجلترا، بجانب بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند ولايبزيغ من ألمانيا، ويوفنتوس ونابولي وأتالانتا من إيطاليا، يلحقهم باريس سان جيرمان وليون الفرنسيين.
أتليتكو مدريد و ليفربول 18/2/2020
تبرز مواجهة حامل اللقب نادي ليفربول من ضمن التحديات الكبير في هذا الدور، حيث يسعى رفاق النجم العربي محمد صلاح لإستغلال قوتهم هذا العام والحفاظ على لقبهم بهدف معادلة رقم نادي إي سي ميلان الإيطالي بسبع ألقاب.
في حين يحاول رجال سيميوني تعويض تدني مستواهم في البطولات المحلية هذا العام وإرضاء جماهيرهم التي ستكون حاضرة وبقوة في ملعب واندا ميتروبوليتانو في العاصمة الإسبانية مدريد.
التفاؤل المدريدي بسبب جاهزية خيمينيز وموراتا يقابله رغبة قوية من النادي الإنجليزي الذي يبدو الأوفر حظًا على الورق.
بروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان 18/2/2020
بين تخبطات الحلم المحلي، وما رافقها من إضاعة نقاط سهلة، والطموح الأوروبي المقترن بإشاعات رحيل مدرب الفريق فافري، يسعى رجال المدرب السويسري للسير خطوة أوروبية نحو الأمام واجتياز الزعيم الفرنسي باريس سان جيرمان.
وبالتوقف قليلا عند النقطة الأخيرة نجد أنها قد تكون إيجابية تضاف لصالح فريق العاصمة، بسبب معرفة توخيل لنقاط الضعف والقوة وخاصة أن الذهاب سيكون في ملعب سغنال إيدونا بارك وجمهوره العملاق.
وتشير التقارير الصحفية الصادرة من البيت الباريسي إلى غياب نجم الفريق الأول نيمار بسبب الإصابة، دون تأكيد رسمي.
أتلانتا و فالنسيا 19/2/2020
ليست بموازاة المباريات الكبرى ولكن أي مباراة تلعب في دوري أبطال أوروبا يكون لها شغفها وإثارتها.
فمن جهة يسعى أتلانتا إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق ببلوغ ربع نهائي أعرق المسابقات من مشاركته الأولى بالبطولة، ومن جهة أخرى يريد فالنسيا إعادة أمجاد بداية الألفية الثالثة عندما وصل للمباراة النهائية مرتين متتاليتين عامي 2000 و2001.
على الورق تبدو المواجهة لصالح فالنسيا الذي تصدر مجموعة ضمت تشيلسي وأياكس وليل، ولكن الحسابات دائما تلغى عند سماع موسيقى دوري الأبطال.
توتنهام و لايبزيغ 19/2/2020
لن تكون الأنظار على المباراة بقدر ما ستتوجه إلى المثير للجدل، المدير الفني لنادي توتنهام، البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي سيعود لبطولته المحبوبة بعد طول غياب من بوابة فريق استلمه ليبنيه ويجعله فريق بطولات، كما قال في مؤتمره الصحفي الأول بعد استلام الفريق.
توتنهام الأقرب، ولكن لايبزيغ سيدخل اللقاء منتشيا بأدائه الرائع محلياً (وحتى كتابة هذا المقال هو متصدر الدوري الألماني بفارق نقطتين عن بايرن ميونيخ وبصفة مؤقتة) ودائما مايقف طموح هكذا فرق في وجه الخبرة والتكتيك، خاصة أن الإياب سيكون في ألمانيا.
أما في الأسبوع الثاني فسيكون الأمر أشد احتداما وقوة، حيث تتنافس فيه فرق النخبة بمواجهات تحمل طابع النهائيات.
تشيلسي و بايرن ميونيخ 25/2/2020
ثمانية سنوات هو عمر ثأر يحمله بايرن ميونيخ لتشيلسي عندما حرمه من تحقيق اللقب في نهائي نسخة 2012 المثير، بعد سيطرة شبه تامة للبافاري آنذاك احتكمت المباراة لركلات الحظ الذي وقف مع تشيلسي منذ تولي ماثيو الفريق منتصف ذاك الموسم.
ولكن الكفة شبه متساوية حاليا فأخطاء البايرن بالدوري تتزامن مع اخفاقات تشيلسي المحلية، إلا أن مستوى الفرق بين الدوريين تجعل قياس التناسب من هذه الزاوية غير صحيح.
وفي هذا رجح اللاعب الذي لعب للفريقين، قائد المانشافت السابق، مايكل بالاك كفة الألمان للفوز، وذلك لاعتماد الازرق اللندني على عناصر شابة بسبب عقوبة الحظر التي فرضها الإتحاد الأوروبي منذ بداية الموسم، على حد تعبيره.
وأضاف: "مدربهم فرانك لامبارد قليل الخبرة، وهذه أفضلية كبيرة للبايرن الذي يتصاعد مستواه بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة".
وأزيد على أسباب ترشيحات بالاك، عامل الأرض، حيث يلعب البافاري لقاء العودة على أرضه، ورغبته الشديدة في العودة لسكة النجاحات الأوروبية بعد الإخفاقات المتتالية في الآونة الأخيرة وأكثرها كان أمام العملاق الإسباني ريال مدريد.
نابولي و برشلونة 25/2/2020
تتجه الأنظار إلى ملعب السانباولو الذي سيشهد لقاء نابولي مع ضيفه الثقيل برشلونة.
شخصيا أعتقد ان رجال غاتوزو لن يكونوا لقمة سائغة بالرغم من انهيار الفريق محلياً حيث يقبع بالمركز الحادي عشر، ولكن بعد النظر للنقاط التالية نجد أن برشلونة ليس أفضل حالاً.
أولا برشلونة لايعيش أفضل أيامه أبدا، منذ إقالة فالفيردي، تبن أن الفريق لم تكن مشكلته في المدرب، وإنما في الكينونة بشكل عام.
ثانيا الخلاف داخل جدران القلعة الكتالونية والذي أدى إلى تذبذب المستوى محليا جعل أشد المتفائلين يشكك في قدرة رفاق ليونيل ميسي في تجاوز الدور الثاني، وخصوصا بعد فقدانه للصدارة لصالح غريمه الأزلي ريال مدريد (لوقت كتابة هذه المقالة) وخروجه المبكر من كأس ملك إسبانيا أمام أتلتيك بلباو.
ثالثاً تأكيد غياب سواريز وديمبلي حتى نهاية الموسم، كان كالصاعقة على مسؤولي الفريق.
كل ذلك يعتبر شحنة معنوية أضيفت لنابولي بعد فوزهم على إنتر ميلان في الكأس، وكلام غاتوزو للاعبيه حين قال لهم أنهم بإمكانكم مقارعة الكبار فالإنتر لايقل عن برشلونة حالياً.
تبقى كل هذه الأقاويل حبراً على ورق، حيث أن برشلونة يبقى برشلونة ويريد التمسك بأماله بالفوز بهذه البطولة وقلب الطاولة على رؤوس الجميع، خصوصاً أن مباراة الإياب ستكون في الكامب نو.
ليون و يوفنتوس 26/2/2020
جميع الفرق الكبيرة فازت بلقب دوري ابطال أوروبا في الألفية الثالثة إلا يوفنتوس، الذي يعود آخر لقب حصل عليه لموسم 1995-1996، بالرغم من أنه يعتبر زعيم إيطاليا بسبب احتكاره للقب السكوديتو في السنوات الأخيرة.
هذا أشد من ان يقال عنه رغبة في الحصول على لقب هذه البطولة، نضيف عليها كاسر الأرقام الفردية، كريستيانو رونالدو، ومحاولة معادلة ميسي الذي يتخلف عنه بثلاثة أهداف بالدور الثاني، ومساعدة الفريق والعودة إلى منصات التتويج تزامنا مع تألقه وتسجيله في المباريات العشر الأخيرة متجاوزا تريزيغيه.
هذا الطموح عكره إصابة لاعب الفريق، البرازيلي دوغلاس كوستا، في مباراة هيلاس فيرونا التي خسرها اليوفي يوم السبت الماضي، بالإضافة لتقارير خرجت من داخل جدران النادي تقول بأن إقالة مدرب الفريق ماوريسيو ساري باتت بحاجة فقط إلى توقيع، وذلك بسبب إخفاقات الفريق المحلية.
جدير بالذكر أن مباراة الذهاب ستكون في إيطاليا.
ريال مدريد ومانشستر سيتي 26/2/2020
ختام مباريات هذه الجولة سيكون في معقل نادي ريال مدريد الإسباني، سانتياغو برنابيو، حين يستقبل من كان كبير إنجلترا، مثقلاً بالجراح، بعد قرار لجنة التأديب في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بمنع مانشستر سيتي من المشاركة بالمسابقات الأوروبية لمدة عامية، وسيطبق في حال رفض الطعن بإستئناف محامو الفريق.
رجال الفرنسي زين الدين زيدان، يدخلون المعركة الأوروبية واضعين منصة التتويج أمام أعينهم، مفعمين بثقة الأداء الجيد محلياً وخصوصا بعد استرجاعهم لصدارة الدوري، وأيضاً عودة النجم البلجيكي إيدين هازارد من الإصابة، حيث ستكون جميع العيون عليه.
بالمقابل، يقبع السيتي ثانيا وبفارق أكثر من عشرين نقطة مع المتصدر ليفربول، متشتت الذهن في موسم قد يشهد دمار قلعة السيتي بعد سنين من البناء.
التاريخ يقف مع الميرنغي، إذ التقي الفريقين من قبل في 6 مناسبات تمكن الريال من تحقيق الفوز في 3 منها، مقابل مرة واحدة لسيتي بينما كان كان التعادل سيد الموقف في مناسبتين.
ولكن غوارديولا لايعترف بالتاريخ، ولا بمشاكل الفريق، ولا في الدوري المحلي الذي خسره، بل يتطلع جاهداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بوابة بطولة إذا حصل عليها سيكون شاغل حديث العالم، وخصوصا بعد الأقاويل التي تتحدث عن انتقاله لليوفي في الموسم المقبل، فيريد أن يذهب وهو مرتديا ثوب البطل.
أما زيزو فسيدخل اللقاء ولن يقبل بغير الفوز، وخصوصا بعد سنة خائبة استقال فيها وعاد من جديد من أجل الكأس المفضلة لدى صاحب الرقم القياسي في الفوز بهذه المسابقة برصيد 13 لقب.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)