هذه المخاوف جعلت السفينة التي ترفع علم المملكة المتحدة ليست فقط مستشفى عائم وحائر في منتصف العالم، وإنما أيضًا مركزًا للحجر الصحي قرب اليابان، بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا على متن الباخرة التي تحمل أكثر من 3700 شخص.
انطلقت رحلة "دايموند برنسيس" التي كان من المفترض استمرارها 29 يومًا من سنغافورة إلى يوكوهاما في السادس من يناير/ كانون الثاني، لكن تم احتجازها بمجرد وصولها إلى المدينة اليابانية في الثالث من فبراير/ شباط عقب التأكد من إصابة راكب مسن من هونغ كونغ.
وخلال رحلتها، توقفت السفينة في 14 ميناءً، بما في ذلك، مدينة هو شي منه الفيتنامية، وكوبي وأوساكا اليابانيتان، وتايبي التايوانية، مع توقف متكرر في عدد من الوجهات من ضمنها هونغ كونغ، بحسب تقرير لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
كيف تفشى الفيروس؟
بينما لم يتم تحديد المصدر بدقة لتفشي الفيروس على متن الرحلة، لكن يشتبه أنه بدأ بإصابة رجل يبلغ من العمر 80 عامًا من هونغ كونغ، كان في زيارة قصيرة إلى الصين قبل استقلال السفينة.
استقل الرجل السفينة في العشرين من يناير/ كانون الثاني في يوكوهاما قبل أن ينزل بعد خمسة أيام في هونغ كونغ، حيث ثبتت إصابته بالفيروس بعد أن طلب رعاية طبية لأعراض منها السعال.
Take an inside look into the journey of the Americans evacuated from the Diamond Princess, a quarantined cruise ship off the coast of Japan. @willripley reports.https://t.co/GZZWXWOPft pic.twitter.com/Qzyt2sXeFQ
— New Day (@NewDay) February 17, 2020
كم عدد المصابين على متن السفينة؟
أعلن وزير الصحة الياباني، كاتسونوبو كاتو، الخميس الماضي اكتشاف 44 حالة إصابة جديدة بالفيروس، بما في ذلك ضابط الحجر الصحي، ليصل إجمالي عدد الإصابات على متن السفينة إلى نحو 220 إصابة، لكن البحث كان لا يزال مستمرًا في هذا الوقت.
أعلنت السلطات اليوم الإثنين، ارتفاع عدد الحالات المصابة على متن السفينة إلى 360 حالة. فيما قالت واشنطن بعد إجلاء رعاياها (نحو 300 شخص) من السفينة، إنها تأكدت من إصابة 14 شخصًا منهم.
وعلى خطى واشنطن، قالت الحكومة الإيطالية أيضًا إنها تعتزم إجلاء رعاياها البالغ عددهم 35 شخصًا على متن السفينة، وإعادتهم إلى البلاد.
Italian Foreign Minister Luigi Di Maio announces his government is planning to bring back 35 Italians currently quarantined on the Diamond Princess cruise in Japan due to the coronavirus outbreak. Follow live updates: https://t.co/AmHplnx2Us pic.twitter.com/JnzKCbJTTs
— CNN Breaking News (@cnnbrk) February 16, 2020
ماذا حدث مع الركاب؟
طُلب من المسافرين الذين لم يتم تشخيصهم كمصابين بالفيروس، البقاء في مقصوراتهم، باستثناء الخروج إلى سطح السفينة لاستنشاق الهواء النقي، حتى تنتهي فترة الحجر الصحي المقررة في التاسع عشر من فبراير/ شباط.
وتم إجلاء الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالمرض إلى منشآت طبية. وأعلنت السلطات الصحية عزمها نقل كبار السن وذوي الظروف الصحية الخاصة من السفينة حتى لو تبين عدم إصابتهم.
وصف العديد من الركاب ما حدث معهم باللحظات المقلقة والمملة حيث تم حجزهم في الكبائن. وقال راكب بريطاني في بث مباشر على "فيسبوك": "الأمر يزداد صعوبة كل يوم، وبالتأكيد بالنسبة لنزلاء الكبائن الداخلية فالأمر ليس سهلًا بالمرة".
ومع ذلك، أشاد بعض الركاب بجهود الطاقم للحفاظ على معنويات الناس، بما في ذلك عرض مقاطع فيديو لعروض السحر والرقص والتمارين الرياضية، إلى جانب تقديم وجبات غذائية متفائلة.
Dinner tonight on #DiamondPrincess, enhanced courtesy of Google. (As my wife says, Google makes everything better.). That's beef salad, goulash, and a goat cheese dish, along with cake, and the obligatory roll. And don't let anyone diss the rolls. pic.twitter.com/i8Pf0JT0Vu
— Matthew Smith (@mjswhitebread) February 8, 2020
لماذا كانت اليابان محل انتقاد؟
شكك بعض الخبراء في حكمة ترك الركاب وأفراد الطاقم قرب الحجر الصحي على متن السفينة، بدلًا من نقلهم إلى منشآت متخصصة على البر.
وقال مدير مركز "ستانلي هو" للأمراض الناشئة عن العدوى في هونغ كونغ، ديفيد شو تشيونغ هوي:
من الناحية المثالية، يجب عزل أعضاء الطاقم والركاب في معسكرات. إن ما حدث على متن هذه السفينة يتناسب مع مفهوم التفشي.
Another 39 people have tested positive for the coronavirus on the Diamond Princess cruise ship quarantined in Japan, with one quarantine officer also infected, bringing the total to 175 https://t.co/ULuN2MVEUb pic.twitter.com/8nEPkCQAZL
— Reuters (@Reuters) February 12, 2020
يرى كومار فيسفاناثان، خبير الأمراض المعدية بجامعة ملبورن، أن السفن البحرية مثل "دياموند برنسيس" غير مجهزة لمنع انتشار العدوى، قائلًا: "رغم أن العزل في الحجرات الفردية فعال إلى حد ما، فإن الأعداد المصابة تتزايد، ما يشير إلى وجود عدوى نشطة حتى مع اتخاذ أفضل الاحتياطات".
يتم أيضًا انتقاد السلطات اليابانية لعدم اختبار كل من كانوا على متن السفينة من البداية، بعد الادعاء بأنهم لا يملكون الموارد اللازمة لكل الركاب. بحلول الخميس الماضي قال مسؤولو الصحة إنهم سيختبرون ألف شخص يوميًا.
مع ذلك، دافعت منظمة الصحة العالمية عن تعامل اليابان مع الأزمة، قائلة إن البلاد تضمن حصول المصابين على الرعاية المناسبة، وهو أهم أعتبار أثناء تفشي الفيروس.