يرى مراقبون أن العمل الإنساني ضائع والجوع قاتل رغم مئات المليارات التي تعلن عنها الأمم المتحدة والتي لا يصل منها لليمنيين سوى الفتات... وطالب المراقبون بجهات مستقلة حيادية تدير تلك الأمور قبل استفحال الأزمة؟.
خلل واضح
قال عبد الحفيظ الحطامي، المحلل السياسي اليمني لـ"سبوتنيك"، المنظمات الدولية العاملة في اليمن سواء في المجال الحقوقي أو الإنساني والإغاثي سواء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أو مناطق التحالف والشرعية، هناك خلل واضح في إدارة المنظمات الأممية وحتى التي تعمل خارج الإطار الأممي، حيث ثبت للمراقبين والمتابعين أن هناك اختراقات لتلك المنظمات من جانب الحوثيين أو الشرعية.
وأضاف المحلل السياسي، على سبيل المثال في منطقة الشمال حيث يحكم الحوثيون، تقوم المنظمات بتوزيع الإغاثة على أتباع جماعة الحوثي وكذا بالنسبة لمناطق الشرعية، هناك بالفعل رشاوي وتلاعب وفساد إداري ومالي فيما يتعلق بعمليات الإغاثة، حيث يتم في الكثير من الأحيان تخزين المواد الإغاثية دون توزيعها حتى تفسد، وفي الحديدة يمنع الحوثيون وصول الإغاثة إلى المناطق التي لا يسيطرون عليها.
سرقة وفساد
وأكد الحطامي أن ما يصل إلى المواطن من تلك المواد الإغاثية والإنسانية هو "الفتات" وفي أحيان كثيرة تكون قد فسدت قبل وصولها نتيجة التخزين، والمواطن اليمني العادي يشاهد هذه المواد وهي تباع في الأسواق في عموم اليمن سواء في الشمال أو الجنوب، وقد عثر في الشمال على مخازن كبيرة يسيطر عليها الحوثيون من مواد إغاثية وأغذية وملابس كان من المفترض توزيعها.
بلا رقابة
وأوضح المحلل السياسي أن القضية تحتاج إلى تقييم آثار العمل الإغاثي في اليمن لإنقاذ هذا الشعب، وللأسف هذه المنظمات لا تقوم حاليا بأعمالها بشكل مهني وإنساني وفق المعايير المهنية والدولية في توزيع تلك المواد، تلك الأمور تحتاج للمحاسبة، لأن تلك المنظمات لا تخضع للرقابة المحلية، وبالتالي يتم استغلال الوضع الإنساني الكارثي للشعب اليمني لإثراء بعض قيادات هذه المنظمات أو بعض مراكز النفوذ فيها، أو الجهات التي تخترق تلك المنظمات وتحولها مزاد علني للبيع والشراء وتتاجر بأوجاع المواطن اليمني.
العمل الإغاثي
وأوضح الحطامي أنه ضمن السياسات الخاطئة للعمل الإغاثي في اليمن سواء في الشمال أو الجنوب، عندما تكون هناك مواد خاصة بالمحافظات الشمالية يتم تسليمها لجهات تابعة للحوثيين، وبالتالي تقوم بتوزيعها على عناصرها وعلى ناشطيها والمنتسبين والتابعين لها، وهذا الأمر يحدث بالنسبة للمناطق الخاضعة للشرعية والحكومة اليمنية.
وأشار المحلل السياسي إلى أنه لا توجد جهات مستقلة إداريا تقوم بالإشراف على عمليات الإغاثة وأن تتطلع الأمم المتحدة بهذا الأمر وتراقب حجم الفساد والذي يتعدى مئات الملايين من الدولارات يتم التلاعب بها ولا تصل للمستحقين، ولو وصلت كميات الإغاثة بلا فساد أو سرقة لحققت الكفاية للشعب اليمني شماله وجنوبه.
وقال مصدر مسؤول في صنعاء لـ"سبوتنيك"، نحن نعلم جيدا أن أي منظمة تابعة للأمم المتحدة لا تعمل لصالح الشعب اليمني، بل تعمل لصالح العدوان لأنها مسيسة، فلا أحد يقوم بعمل إنساني، والحديث عن الأعمال الإنسانية أكذوبة.
وأكد المصدر، خلال تجربتنا مع الحرب لمدة خمس سنوات وصلنا إلى قناعة بأن تلك المنظمات هى الوجة الآخر للعدوان، حيث تنهب ما تقدمه الدول الداعمة وتذهب تلك الإعانات إلى جيوب العاملين بها، وما يصل إلى الشعب اليمني لا يتجاوز 5 في المئة من تلك الإغاثات وتكون أغلبها منتهية الصلاحية منذ سنوات.
ورد المصدر على من يتحدثون عن ضغط الحوثيين على المنظمات الدولية لتغيير بعض العاملين، بأن هذا الأمر غريب ولا يقبله عقل، فمن الذي يملك الضغط والاشتراط على المنظمات الدولية أليس التحالف لأن من يقوم بتمويل تلك المنظمات، فما الذي يملكه الشمال للضغط على تلك المنظمات.
قبضة حديدية
قال ماجد الشعيبي القيادي الجنوبي لـ"سبوتنيك"، إن المنظمات الدولية تعمل لصالح مليشيات الحوثي في اليمن، وهي من تفرض أسماء الموظفين الموالين لها والذين يعملون لدى العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان وغيرها، وتفعل جماعة الحوثي ذلك في كل المحافظات اليمنية المحررة والتي تقع تحت قبضتهم وبالقوة.
الإغراء المادي
وأضاف الشعيبي، بعد إقدام مليشيات الحوثي على رفض عدد من الموظفين الأجانب، بسبب رفضهم لتوجيهات الحوثيين، رفعت المليشيات تقارير بأسمائهم لتلك المنظمات باعتبار هؤلاء الموظفين غير مرغوب بهم، بحجة أنهم يعملون لصالح النظام السعودي أو من هذا القبيل.
الحوثيون في عدن
وأشار الشعيبي إلى أنه في العاصمة عدن مثلا، تقوم مليشيات الحوثي بفرض الكثير من الموظفين على المنظمات الدولية العاملة في عدن العاصمة، بينها منظمة الأمم المتحدة وحتى المكتب الخاص بالمبعوث الدولي في عدن وتفرض تعيينهم في مناصب هامة.
وعلق الشعيبي قائلا "تخيلوا هؤلاء الموظفين الذين يعملون في عدن لصالح جماعة الحوثي يقومون بتعديل الكثير من التقارير الهامة بينها تغيير كلمة المقاومة الجنوبية أو المجلس الانتقالي ووصفهم على أنهم ميليشيات ومن هذا القبيل.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.